فلسطين
غزّة.. العودة إلى الدراسة في الأماكن الأثرية
مدرسة الكمالية في غزة تفتح أبوابها مجددًا بعد عامين من الحرب: التعليم يعود من بين الركام
داخل مدرسة الكمالية العثمانية في مدينة غزّة، جلس التلاميذ على الأرض من دون مكاتب أو كراسٍ، في خطوة رمزية على طريق العودة التدريجية إلى مقاعد الدراسة بعد عامين من الحرب "الإسرائيلية" التي دمّرت مختلف القطاعات في القطاع المحاصر.
المدرسة التي شُيّدت في العهد المملوكي وازدهرت خلال الحقبة العثمانية تُعد من أقدم الصروح التعليمية في غزّة، وقد خضعت خلال السنوات الماضية لعمليات ترميم دقيقة لإعادة رونقها المعماري وإحياء دورها الثقافي والتعليمي.
تقول فايدة الإسي، مديرة مدرسة الزهراء الثانوية والمديرة الحالية لمدرسة الكمالية، إنّ الاحتلال "الإسرائيلي" استهدف المنظومة التعليمية بالكامل من مقرات ومدارس، مؤكدة أنّ هناك عددًا كبيرًا من الطلاب الراغبين في العودة إلى الدراسة بعد توقف دام عامين بسبب الحرب.
وتضيف الإسي: "بعد تسليم المجتمع المحلي المدرسة لوزارة التربية والتعليم، تفاجأنا بالإقبال الكبير من الطلبة الراغبين في التسجيل والعودة إلى مقاعد الدراسة"، مشيرة إلى أنّ إقبال الأهالي كان شديدًا جدًا على تسجيل أبنائهم في المدرسة.
وتعمل المدرسة، بحسب الإسي، بنظام الفترتين:
الفترة الأولى مخصّصة للمرحلة الأساسية من الصف الأول حتّى الرابع الابتدائيّ، ويبلغ عدد الطلاب فيها نحو 200 طالب وطالبة.
الفترة الثانية للمرحلة الثانوية، وتضم ما يقارب 250 طالبًا وطالبة في الفرعين الأدبي والعلمي.
وتؤكد المديرة أنّ القدرة الاستيعابية للمدرسة محدودة، ما يفرض على الإدارة التوفيق بين رغبة الأهالي في تعليم أبنائهم وبين ضمان سير العملية التعليمية دون ازدحام داخل الفصول.
وتقول الإسي: "لنا الشرف في إدارة هذه المدرسة، فنحن شعب يحب التعليم وسنستمر مهما كانت الظروف ومهما بلغت الصعاب"، مضيفة: "هُدمت مدارسنا وسنقيم التعليم في بيوتنا الأثرية لاستكمال المسيرة التعليمية".
وتتابع: "نسبة الأمية في فلسطين تساوي الصفر، فشعبنا متعلم ويحمل أعلى الدرجات العلمية، ووصل إلى أرفع المناصب"، مؤكدة أنّ "العلم هو سلاح الشعب الفلسطيني، وسنفتتح المدارس في الأماكن الأثرية والخيام إذا لزم الأمر".
يُذكر أنّ العدوان "الإسرائيلي" على غزّة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أدّى إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم أكثر من 20 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى تدمير مئات المدارس والمؤسسات التعليمية.
وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قد صرّح في وقت سابق عبر منصة إكس أنّ أكثر من 25 ألف تلميذ انضموا إلى "مساحات التعلم المؤقتة" التابعة للوكالة، في ما سيتابع نحو 300 ألف تلميذ دروسهم عبر الانترنت، في محاولةٍ لاستمرار العملية التعليمية رغم الدمار والمعاناة.