لبنان
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن لبنان يواجه في هذه المرحلة تحديات كبرى تتلخص بثلاثة عناوين: الاعتداءات الإسرائيلية، وإعادة الإعمار، والوضع الداخلي، مشددًا على أن العدو يحاول فرض معادلة جديدة تقوم على الضغط والقتل والحصار لدفع اللبنانيين إلى الاستسلام، “لكن شعبنا الوفيّ الأبيّ لا يمكن أن يقبل بالخضوع أو التنازل تحت أي ظرف”.
وقال فضل الله، خلال احتفال تكريمي لشهداء بلدة برج قلاوية الجنوبية بحضور فعاليات وشخصيات وعوائل الشهداء، إن لبنان يوضع اليوم أمام خيارين: الحرب والقتل المستمر أو الاستسلام، مضيفًا: “نحن لسنا دعاة حرب، لكننا لن نرضخ أمام العدوان، فدماؤنا الغالية تُسفك على أرضنا دفاعًا عن كرامتنا، ولن ينجح العدو في تهجير أهلنا أو منعهم من إعادة إعمار قراهم”.
ولفت النائب فضل الله إلى أن “العدو الإسرائيلي يستخدم أدوات داخلية للتحريض والتشويه، ويحاول أن يجعل من بعض الأصوات في الداخل صدىً لسياساته”، مؤكدًا أن “تجارب الماضي أثبتت أن هذا العدو لا يعمل إلا لمصلحته، وعندما يحقق أهدافه يتخلى عن عملائه وأدواته”.
وأوضح فضل الله أن المقاومة صنعت المعادلات التي حمت لبنان منذ تفاهم نيسان 1996 وحتى حرب تموز 2006، مؤكدًا أن “ما تحقق من أمن واستقرار في الجنوب هو ثمرة دماء الشهداء وصمود المقاومين”. وأضاف أن المتغيرات التي تلت وقف إطلاق النار فرضت على الدولة مسؤولياتها، قائلاً: “عندما أعلنت الدولة أنها تريد أن تتولى إدارة هذا الملف وافقنا، لكننا اليوم نسأل: أين هي الدولة ومؤسساتها؟ وأين التزاماتها تجاه وقف الاعتداءات وحماية المواطنين؟”.
وأشار إلى أن المقاومة في لبنان وُجدت قبل تأسيس حزب الله، نتيجة غياب الدولة وضعفها، مؤكدًا أن “الإمام المغيب السيد موسى الصدر أطلق شرارة المقاومة، وأن الشعب اللبناني كان ولا يزال في طليعة من يواجه الاحتلال”.
وشدد فضل الله على أن الرهان على إضعاف المقاومة أو عزلها هو رهان خاسر، وقال: “نرفض أن يكون في لبنان قرار للاستسلام للعدو. المطلوب من الحكومة أن تترجم ما كتبته في بيانها الوزاري حول حماية السيادة وردع العدوان وإعادة الإعمار، بدل الاكتفاء بالشعارات”.
وأضاف: “المشكلة ليست لبنانية – لبنانية كما يحاول البعض تصويرها، بل هي مع العدو الذي يقتل أبناءنا. أما تحويل الخلاف إلى الداخل فليس إلا خدمة مجانية للعدو”.
وأكد أن “بيئة المقاومة تمتد على امتداد الوطن، وليست محصورة بطائفة أو منطقة، ومن يتوهم أنه قادر على عزل هذه البيئة أو محاصرتها يعيش في الوهم. هذه المقاومة تحملها كل الشرائح التي تؤمن بعزة لبنان وكرامته”.
وختم فضل الله بالتشديد على أن خيار المقاومة هو الضمانة الوحيدة لسيادة لبنان وكرامته، قائلاً: “نحن لا نخاف على أنفسنا، بل نخاف على البلد. سنبقى أقوياء، متمسكين بخيار المقاومة ونهجها، وبالقيادة الحكيمة التي غرست في لبنان الكرامة والعزة. السيد حسن نصر الله بنى مدرسة في الأخلاق السياسية والمقاومة، وغرس في هذا الشعب أجيالًا من المقاومين يحملون راية لا تسقط”.