فلسطين
حماس: ملتزمون بدقة بالاتفاق والاحتلال يواصل خرقه ويسعى لنسفه
أكّدت حركة حماس أنّ قوات الاحتلال ارتكبت جرائم يومية أسفرت عن استشهاد 271 فلسطينيًا.
أكّدت حركة المقاومة الإسلامية - حماس، أنّ "كيان الاحتلال الصهيوني يواصل خروقاته اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في شرم الشيخ، بعد مرور شهرٍ على بدء سريانه"، محمّلةً الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن تقويض الاتفاق ومحاولاته المستمرة لنسفه"، مشدّدةً في الوقت نفسه على "التزامها الكامل بالاتفاق".
وأكّدت الحركة، في بيان أصدرته الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أنّها، ومعها قوى المقاومة الفلسطينية، "التزمت التزامًا كاملًا ودقيقًا ببنود الاتفاق منذ لحظة دخوله حيّز التنفيذ، حيث سلّمت جميع الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء خلال 72 ساعة، وواصلت بالتعاون مع الوسطاء والصليب الأحمر البحث عن جثامين الأسرى رغم الظروف الميدانية المعقّدة والدمار الواسع الذي خلّفته الحرب".
وبيّنت أنّها عثرت على "24 جثة من أصل 28"، مؤكّدة أنّها قدّمت "إحداثيات لمواقع جثامين أخرى في مناطق يسيطر عليها الاحتلال"، مشيرةً إلى أنّها "لم تدَّخر جهدًا لإثبات التزامها الكامل بنصّ الاتفاق وروحه".
خروقات الاحتلال للاتفاق
وعدّدت حماس تفاصيل خروقات الاحتلال لاتفاق وقف النار، فأشارت إلى أنّ قواته ارتكبت جرائم يومية أسفرت عن "استشهاد 271 فلسطينيًا، 91 في المئة منهم من المدنيين، بينهم 107 أطفال و39 امرأة، إلى جانب إصابة 622 مواطنًا، معظمهم نساء وأطفال وكبار السن، إضافة إلى اعتقال 35 فلسطينيًا، بينهم صيادون ومواطنون من المناطق الحدودية".
وذكَر البيان أنّ "الاحتلال يستمر بتدمير المنازل داخل المناطق التي يسيطر عليها خلف الخط الأصفر، في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق وتجاوز خط الانسحاب المؤقَّت بمسافة تتجاوز 30 كيلومترًا مربعًا، مع توغّلات عسكرية ووضع مكعّبات إسمنتية داخل مناطق من المفترض أن تكون خالية من قوات الاحتلال".
ولفت الانتباه إلى أنّ "الاحتلال يواصل منع دخول مساعدات وكالة "الأونروا"، مما أدّى إلى تَكدُّس أكثر من 6000 شحنة إغاثية، ويَمْنَع إدخال المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات الإيواء؛ إذ لم يدخل سوى شاحنة بيض واحدة خلال شهر كامل، فيما لم تتجاوز نسبة المساعدات الفعلية 40 في المئة من المتَّفق عليها، والوقود 8 في المئة".
وأضاف البيان: "الاحتلال يعطّل إعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء ويمنع دخول المعدّات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية، في سياسة تهدف إلى إبقاء قطاع غزة في حال شلل إنساني ومعيشي".
كما أشار إلى أنّ "الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح رغم الاتفاق على فتحه في الاتجاهين منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025، مما فاقم معاناة آلاف العالقين والمرضى والطلبة".
تمثيل بجثامين الشهداء
وأكّد البيان أنّ الاحتلال قام بـ"التمثيل بجثامين عشرات الشهداء الفلسطينيين الذين أُعدم بعضهم ميدانيًا"، أو سُحقت جثثهم تحت جنازير الدبابات، معتبرًا ذلك "جريمة حرب مكتملة الأركان".
كذلك، أشار البيان إلى أنّ "الاحتلال ما زال يراوغ في تقديم الكشوف النهائية للمعتقلين الفلسطينيين، مع وجود أكثر من 1,800 مفقود من غزة لم يُعرَف مصيرهم بعد، واستمرار اعتقال الممرضة تسنيم مروان الهمص وعدد من النساء والأطفال".
وبينما جدّدت حماس "التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وبمسؤوليتها الوطنية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، دعت الوسطاء والدول الضامنة والمجتمع الدولي إلى "تَحرُّك فوري وجاد لإلزام الاحتلال بوقف خروقاته ورفع الحصار وإدخال المساعدات وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية والكرامة".
وطالبت الحركة بـ"وقف المجازر والانتهاكات بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والالتزام بخط الانسحاب المؤقت المتفق عليه، ومنع أيّ تجاوز أو توغّل جديد". كما شدّدت على "ضرورة إدخال المساعدات والوقود بالكميات المتفق عليها، وتمكين وكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) "أونروا" من العمل بحرية كاملة داخل القطاع".
ودعت حماس إلى "فتح معبرَي رفح وزيكيم لتسهيل مرور المساعدات وحركة المواطنين، والسماح بدخول 300 ألف خيمة إيواء، والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتشغيل محطة توليد الكهرباء"، مطالبةً بـ"الكشف الفوري عن مصير جميع المعتقلين والمفقودين من أبناء غزة، والسماح بدخول الفرق الطبية والإنسانية والإعلامية لتقديم خدماتها بحرية داخل القطاع".