اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي أبطال الواجب الإنساني.. يخطّون بدمائهم التضحية

مقالات مختارة

ماذا طلبت أورتاغوس وكيف ردّ قائد الجيش عليها؟
مقالات مختارة

ماذا طلبت أورتاغوس وكيف ردّ قائد الجيش عليها؟

62

عماد مرمل - صحيفة الجمهورية

فاجأت الإدارة الأميركية السلطتين السياسية والعسكرية بقرار إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، في تصعيد سياسي وديبلوماسي غير مسبوق، ترافق مع زيادة وتيرة الضغوط المالية والعسكرية على الدولة اللبنانية وحزب الله. فكيف تلقّف المعنيون الرسالة الأميركية؟

تركت "القنبلة الأميركية" التي فُجّرت من بُعد بزيارة هيكل للولايات المتحدة، أصداء قوية في الداخل اللبناني وفي الأوساط الرسمية، بينما كان لافتًا انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بادر فورًا إلى تأمين الغطاء السياسي للمؤسسة العسكرية بتشديده على "أنّ شيئًا لن يثني الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض، ولا التشكيك من أي جهة أتى سواء من الداخل أو الخارج".

ويبدو واضحًا انّ عون أراد عبر هذا الموقف التأكيد أنّ الجيش ليس وحيدًا أو متروكًا في مواجهة الغضب الأميركي، وانّه كرئيس للجمهوربة وكقائد أعلى للقوات المسلحة، يتحمّل المسؤولية المعنوية عن أداء المؤسسة العسكرية ويغطيه بكامله، خصوصًا أنّ عون يعلم أنّ الرسالة الأميركية الشديدة اللهجة التي تلقّاها هيكل إنما هي موجّهة إليه أيضًا وربما أولًا.

أما اليرزة، فقد تعاملت بأعصاب هادئة مع القرار الأميركي بإلغاء مواعيد هيكل في واشنطن، من دون أي ذعر أو هلع، وإن كانت قد فوجئت به، في اعتباره يخالف ليس فقط تقاليد العلاقة القديمة بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، وإنما كذلك الانطباعات الإيجابية التي كان غالبية الموفدين الأميركيين قد كونوها عن الدور الذي يؤديه الجيش في منطقة جنوب الليطاني ضمن سياق تنفيذ خطته لحصر السلاح، ومن بين هؤلاء قائد القيادة الأميركية الوسطى الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن ارتياحه إلى هذا الدور وفاعليته على الأرض.

ولكن ما لبث أن تبين، ربطًا بإلغاء زيارة هيكل لواشنطن، انّ "الاتّجاه المتشدّد" في الإدارة الأميركية والكونغرس يملك نفوذًا وتأثيرًا كبيرين، وهو يريد من الجيش أن يكون أكثر صرامة وشراسة في التعاطي مع ملف سلاح حزب الله، حتّى لو أدّى ذلك إلى حصول مواجهة مسلحة بينه وبين "الحزب"، معتبرًا أنّ الخطة التي وضعها الجيش لحصر السلاح وأقرّتها الحكومة في جلسة 7 أيلول، هي غير كافية وغير مقنعة، سواء بآليتها أو بروزنامتها.

كذلك، أبدى الأميركيون انزعاجهم من الأدبيات التي لا يزال الجيش يستعملها، سواء في بياناته الرسمية أو في اللغة، التي يستخدمها قائده خلال لقاءاته مع الموفدين، خصوصًا لجهة الإصرار على توصيف "إسرائيل" بأنّها "عدو".

وتفيد المعلومات انّ المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس كانت قد أبدت، أثناء أحد اجتماعاتها مع هيكل، تذمّرها وامتعاضها من استخدامه في سياق الحديث عبارة "جيش العدوّ الإسرائيلي"، داعية إياه إلى استبدالها بـ"جيش الدفاع"، فأجابها قائد الجيش بأنّ الدولة اللبنانية تعتبر، على المستويين الرسمي والقانوني، أنّ "إسرائيل" عدو، وبالتالي يتوجب عليه أن يتقيّد بهذا التعريف، والموضوع ليس عنده.

من هنا، يمكن الاستنتاج وفق المطلعين على كواليس "الديبلوماسية الخشنة" التي تعتمدها واشنطن حيال لبنان، انّ المطلوب أميركيًا هو تغيير عقيدة الجيش وليس فقط سلوكه، بحيث يصبح متماهيًا مع سياسات الولايات المتحدة، ولا تظل "إسرائيل" مصنّفة عدوًا له.

الّا انّ العارفين بشخصية هيكل، يلفتون إلى أنّه صعب المراس "وعندو ركاب"، مشيرين إلى أنّه "حريص على التعامل مع الأميركيبن والجهات الدولية الأخرى من الندّ للندّ، وهذا ما تثبته مجريات اللقاءات التي يعقدها في الغرف المقفلة، إنما من دون أن يعني ذلك انّه يجهل أو يتجاهل أهمية الإبقاء على علاقة جيدة بالولايات المتحدة تحت سقف المصالح المشتركة"، تبعًا للمطلعين.

الكلمات المفتاحية
مشاركة