اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الخطيب يدعو الجاليات اللبنانية للحفاظ على القوانين والأعراف في الدول التي تحتضنهم

مقالات

تشويش على زيارة البابا: العدو يوقظ الفتنة من بوابة مرفأ بيروت  
مقالات

تشويش على زيارة البابا: العدو يوقظ الفتنة من بوابة مرفأ بيروت  

114

كاتب وباحث لبناني في الشؤون العسكرية 

 طالعنا الناطق باسم جيش العدّو "الإسرائيلي" بتصريح مُصوَّر يتهّم فيه حزب الله بتصفية أربعة لبنانيين تجرأوا بحسب قوله على كشف حقيقة الانفجار المروّع في مرفأ بيروت والذي ذهب ضحيته مئات اللبنانيين، وهو الاتهام نفسه الذي يتناغم فيه العدوّ مع بعض اللبنانيين الذين سارعوا إلى اتهام الحزب بعد اللحظات الأولى للانفجار، والهدف من تصريحه ذاك واضح لا يحتاج إلى أدنى تفكير ألا وهو إيقاظ الفتنة النائمة عسى أن تطل برأسها من جديد وتفعل فعلها في أخذ لبنان إلى الفوضى ولا سمح الله إلى الحرب الأهلية.

الفوضى في لبنان هي هدف "إسرائيلي" دائم وهذا مفهوم، ففي كلّ مرّة يعجز فيها كيان العدو عن تحقيق أهدافه بالقوّة العسكرية يعمل على نبش الملفّات الحسّاسة ويدفعها إلى الواجهة مجدّدًا لعلّها تدفع الأمور نحو الفوضى. ومن هذه الملفّات انفجار مرفأ بيروت الذي برزت مؤشرات حول التورط "الإسرائيلي" فيه، لكن البعض سارع إلى اتهام الحزب بأنّه المسؤول عنه من خلال تخزين الآف الأطنان من مادّة نيترات الأمونيوم والتي أدّى انفجارها إلى كارثة لا تزال آثارها تحفر في ذاكرة اللبنانيين.

أمّا وقد أثار العدوّ الأمر مجدّدًا وهدف كيانه من فتح الملّف مجدّدًا واضح وضوح الشمس وهو التشويش على نتائج زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان واستقباله في الضاحية الجنوبية لبيروت بما يليق به وبرمزيته والأثر الطيب الذي تركه هذا الاستقبال من ارتياح في نفوس المسيحيين باستثناء الفئة الموتورة المعروفة والتي كأنها أصيبت بخنجر في قلبها فما كان منها إلا أن فتحت نار حقدها ولؤمها على بيئة دفعت الغالي والنفيس من دمائها ومقدراتها في سبيل لبنان.

رغم الجراح ورغم الآلام خرجت هذه البيئة لتعبّر عن صدق انتمائها وتموضعها في الجانبين الديني والأخلاقي لتقول لضيف لبنان: أهلًا وسهلًا بك كرمز للكنيسة والسلام. وما كان أحد ليُجبر هذه البيئة على تنظيم الاستقبال المميّز لولا أنّ ما فعلته هو في صلب معتقدها وسلوكها في النظرة التي تحمل الاحترام والتقدير للأديان السماوية وايمانها بالعيش المشترك وبأن البشر إما إخوة في الدين أو نظراء في الخلق.

هذا السلوك الذي يعبّر عن انتماء هذه البيئة للوطن لم يُعجب الصهاينة فدفعوا بالناطق باسم جيشهم ليعلن اتهامًا للحزب في ملف هو حصرًا بيد القضاء اللبناني لتحويله إلى مادّة سجال تتوفر لها أدوات "لبنانية" جاهزة ومستعدة لخوض معارك العدوّ سواء في مواجهة رأس الدولة أو بمواجهة بيئة المقاومة وهم من وصفهم رئيس الجمهورية بـ "بخاخي السم". 

في المعلومات أن فريق البابا لاوون دوّن الكثير من الملاحظات الإيجابية عن طبيعة وعدد المحتشدين في الضاحية وكذلك مشاركة كشافة المهدي (عج) الذين نشرت الصفحة العربية لموقع الفاتيكان صورًا لهم وهم يصطفون لاستقبال البابا وبيدهم اعلام لبنان والفاتيكان. 

في جانب آخر حرص حزب الله على التعاطي الإيجابي مع زيارة البابا وهو ما أكده ترحيب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والمشاركة الكبيرة لكشافة المهدي والحشد الجماهيري الذي وُصف بالكبير، وهو تعبير واضح عن موقف الحزب ورؤيته للبنان على أساس الحرص على الوحدة الوطنية والتأكيد على علاقة كلّ اللبنانيين المتينة بالفاتيكان.

العديد من القوى المسيحية اللبنانية المناوئة لحزب الله أبدت ارتياحها لهذه المشاركة على الرغم من موقفها المناوئ للحزب. 

موقف "القوات اللبنانية" جاء مخالفًا للمواقف التي أثنت على سلوك الحزب وبيئته وأبى بعض مسؤوليها في تصريحاتهم وكذلك البيان الصادر عن حزب "القوات اللبنانية" إلّا ان يوجه انتقاداته للرسالة التي وجهها حزب الله لقداسة البابا، واعتبر في بيان رسمي، أن الرسالة “تضمّنت مجموعة مغالطات باعتبارها حاولت تقديم الحزب بوصفه مدافعًا عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فيما هو نفسه لا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ويصادر حقوق اللبنانيين وحرياتهم وقرارهم، فارضًا ثقافة تتناقض مع قيم الحياة والكرامة التي يجسّدها لبنان”. واستغرب بيان "القوات" تطرق رسالة الحزب إلى العيش المشترك والديمقراطية، وهما مفهومان يسقطان حكمًا حين يُفرض السلاح على الحياة الوطنية والسياسية، وحين تعتبر جهة نفسها (أشرف الناس) وتتعامل مع شركائها في الوطن بوصفهم ملحقين بها. 

أمام ما صدر عن حزب "القوات اللبنانية" وما صرّح به الناطق باسم جيش العدّو تبدو الأمور واضحة لجهة العبث في وحدة لبنان واللبنانيين والعمل على إحلال أجواء سلبية بديلًا عن الأجواء الإيجابية وإدخال لبنان واللبنانيين في سجالات عقيمة لتعميق حالة الانقسام القائمة والعمل على إثارة الفتنة.

امام ما يحصل ويمكن أن يحصل على اللبنانيين أن يتعاطوا مع بعضهم انطلاقًا من مصالحهم المشتركة والعمل على توطيد أواصر العيش المشترك والوحدة الوطنية، فالبديل عن ذلك هو فوضى يريدها العدوّ ستكون وبالًا على الجميع دون استثناء.

الكلمات المفتاحية
مشاركة