لبنان
شكّلت الوحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن محور لقاء وطني شمالي موسع انعقد في عاصمة الشمال طرابلس، حيث اجتمع حشد من الشخصيات التي أكدت على التمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها التمسك بخيار المقاومة لمواجهة الاحتلال والاعتداءات الصهيونية المستمرة على الأراضي اللبنانية كافة، وطالب المجتمعون الدولة اللبنانية بعدم الرضوخ للإملاءات الأمريكية وعدم التنازل عن عناصر قوة لبنان الأساسية التي تتمثل بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت جدارتها بحماية جميع اللبنانيين.
عُقد اللقاء التشاوري التنسيقي في مكتب منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بحضور ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وشخصيات لها باع طويل في العمل الوطني والنضالي، وإعلاميين، وصدر بعده بيان أكد على أهمية الارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور بين الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في الشمال، والانطلاق بمزيد من التلاقي لبلورة رؤى مشتركة إزاء مستجدات المرحلة الراهنة خدمة للقضايا الوطنية، لا سيما القضية الفلسطينية، مؤكدين مدّ اليد للجميع لتشكيل صف واحد موحد.
وشدد المجتمعون على حقّ لبنان في مقاومة المحتلين والدفاع عن أرضه وحماية بَنيه بكل الوسائل الممكنة، ودعوا اللبنانيين إلى التماسك والوحدة والحوار أمام الخطر المحدق بالبلاد والعباد، مع تذكير الدولة اللبنانية بوظيفتها الأساس في حماية مواطنيها وكل شبر من الأرض.
وأكد المجتمعون، أن السيادة والحرية والاستقلال مفاهيم سامية لا يمكن أن تتجزأ، ولا تعني بحال من الأحوال إلغاء الآخر وتجاهل حقوق مكونات أساسية إرضاء للخارج، فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ولا يمكن الخضوع للضغوطات الخارجية والاستجابة لمطالب دولية تخدم الكيان الصهيوني وحكومته.
وحذروا من استمرار التنازلات للعدو وتقديم الهدايا التفاوضية المجانية لنتنياهو دون أي طائل، علمًا أن هذا المجرم لا يخفي سرًا حين يعلن مخطط "إسرائيل التوسعي" في الإقليم، ولقد أثبتت الوقائع أن العدو يمضي قدمًا في تنفيذ توغله وقضمه للأرض العربية في لبنان وسورية وفلسطين دون الحاجة إلى ذرائع أو مبررات، لذلك يجب الاستفادة من كل عناصر القوة في لبنان، وبالتوازي لا بد من العمل على بناء دولة قوية قادرة وعادلة.
ودعا المجتمعون الدولة للبدء بإعادة الإعمار والعمل على استعادة الأسرى من سجون الاحتلال، ومطالبة رعاة الاتفاق بتنفيذه وإلزام "الإسرائيلي" بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها، والتأكيد من على كل منبر وفي كل منصة على الموقف الرسمي الواضح بأن لبنان قد نفذ الشق المتعلق به من الاتفاق، فيما انتهك العدو الصهيوني هذا القرار وكل القرارات الدولية.
وقال المجتمعون في البيان: "نعم للتمسك بخيار المقاومة.. نعم لتسليح الجيش اللبناني بسلاح دفاعي إستراتيجي يتمكن من خلاله من صد العدوان.. أما شعبنا اللبناني العظيم، فينتظر مواقف سيادية، ويتطلع إلى قرارات عتيدة تنتشله من الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والخدماتية والتربوية...".
وختموا بالتأكيد على أن لبنان شعبًا وجيشًا ومقاومة وبما يمتلك من رصيد عزة وكرامة وتحرّر، لا يمكن أن ينزلق نحو التطبيع مع دولة عنصرية مجرمة وكيان "إسرائيلي" مصطنع، بحجة اللحاق بركب "السلام" المزعوم أو بمزاعم العجز عن المواجهة، وبالتالي لا مجال لتبرئة حكومة العدو ومجرمها نتنياهو من المجازر التي اقترفها بحق آلاف اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين على مدى عقود، فما ضاع حق وراءه مطالب، وشرعية مواجهة الاحتلال حق عالمي أممي حفظته الشرائع الدينية ونصّت عليه القوانين الدولية، لذلك لن تضيع تضحيات الشهداء وآلام الجرحى، وستبقى الثوابت الوطنية راسخة في وجدان اللبنانيين وقلوبهم وعقولهم، وسينتصر لبنان، موجهين التحية للمقاومة في فلسطين وفي لبنان، ومؤكدين أن "إسرائيل" إلى زوال.