لبنان
ذكرت صحيفة "الأخبار"، نقلًا عن مصادر ديبلوماسية، أن نشاط مسؤول "القوات اللبنانية" في أميركا الشمالية جوزيف الجبيلي يتجاوز مجرد الحديث عن "خطورة حزب الله على السلام في المنطقة ومستقبل لبنان"، فالرجل الذي نشط أخيرًا في الأوساط الإعلامية ينسب إلى الأميركيين كلامًا عن الوضع في لبنان، يتضمن كثيرًا من الاتهامات.
أكدت المصادر الدبلوماسية أن كل هذا الكلام هو في الواقع جزء من تقارير أعدّها الجبيلي نفسه وآخرون، وقدّموا هذه التقارير إلى أعضاء في الإدارة الأميركية والكونغرس، بمساعدة سفارتي السعودية والإمارات في واشنطن. وجديد "الغرفة اللبنانية"، بحسب الصحيفة، هو الحديث عن أن أميركا ستضغط قريبًا من أجل إدخال تعديلات جوهرية على إدارة القوى العسكرية والأمنية والمدنية التي تتولى مسؤولية المرافئ والمعابر الحدودية للبنان؛ برًا وبحرًا وجوًا.
يقول الجبيلي نفسه، في تقرير اطّلع عليه "منافسون" له في العاصمة الأميركية، إنه يجب العمل على "تطهير جميع المؤسسات العسكرية والأمنية وإدارة الجمارك من العناصر الموالية لحزب الله، والتي تمكّن الحزب من تهريب أسلحة أو بضائع تجارية"، وفقًا لادّعائه.
كما يزعم الجبيلي بأن "القوات اللبنانية" على: "اطّلاع على تفاصيل تتعلق بمصانع يديرها حزب الله في لبنان لإنتاج الصواريخ والمسيّرات"، وتتوقع أن تكون من ضمن الأهداف التي تطالب أميركا الجيش بتفكيكها. ولفتت الصحيفة إلى أن"القوات اللبنانية" تنافس مجموعة الصحناوي على بث التسريبات عن ضرورة "تطهير" الأجهزة الأمنية والعسكرية من العناصر الموالية لحزب الله.
وقالت الصحيفة إن "هذه الحملة تُعيد الذاكرة إلى عامي 1982 و1983، عندما أقدمت حكومة الرئيس الأسبق أمين الجميل على إعادة تنظيم صفوف الجيش والأجهزة الأمنية بطريقة تجعله ملائمًا لفكرة التطبيع مع "إسرائيل"، قبل دفعه إلى مواجهة أهله، ما أدى إلى انقسامه وإلى توسع الحرب الأهلية.
وواقع الأمر يشير إلى أن هذه الحملة منسقة مع الجانب "الإسرائيلي"، والمهتم بقيام جبهة داخلية له في لبنان، تضغط على الرئيس عون وقائد الجيش للقيام بخطوات عملية، ولو بالقوة من أجل نزع سلاح حزب الله.
ويدعم آخرون، سواء في مواقع إعلامية أو سياسية، هذه الوجهة، مثل النائب السابق فارس سعيد الذي تبنى سردية جيش الاحتلال عن مسؤولية حزب الله عن اغتيال شخصيات زعم العدو أنها كانت مطّلعة على دور للحزب في انفجار مرفأ بيروت.