لبنان
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي يُعلن تغيير اسم الحزب إلى "الراية الوطني"
حجازي: من ينتظر سقوطنا سينتظر طويلًا
أعلن الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي عن تغيير اسم الحزب إلى حزب "الراية الوطني" بدلًا من "البعث العربي الاشتراكي"، لافتًا إلى أنه ومنعًا للتأويل فإنّ المبنى الذي استهدفته "إسرائيل" هو مبنى اسمه "الراية للنشر والتوزيع".
وفي مؤتمر صحافي عقده في المركز الثقافي لبلدية الغبيري، قال حجازي: "اليوم ومن قلب العاصمة اللبنانية عاصمة المقاومة نعلن اسم حزبنا حزب "الراية الوطني"، وقد استخدمنا الأرزة في علم حزبنا لأننا في جذور هذه الأرض جئنا والأرزة ترمز الى بقائنا، مضيفًا: "سرقوا الأرزة والسيادة ونريد أن نستردهما".
وأكّد أنّ لبنان اليوم مهدّد بأصله ووجوده، وهذا واقع يصرح به مندوبو الاستعمار في المنطقة، قائلًا " إن فلسطين أرض البطولة والصمود تشهد إبادة جماعية في سياق مشروع استيطاني توسعي، يرمي إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، بينما تشهد سورية مطامع تهدف إلى تقسيمها، ويسعى العدو فيها إلى توسيع رقعة سيطرته"، معتبرًا أنه تجري محاولات واضحة لتبديل الخرائط والتلاعب بها.
وأضاف حجازي أن السياق لا يوضح فقط حجم اللحظة وخطورتها، بل يشكل نداء لتحمل مسؤوليتنا كما يجب، لنكون في خدمة الوطن والأمة، لافتًا إلى أن التغيير "جاء كخطوة تعبر عن رأينا لحجم المرحلة وتمسكنا بأداء دورنا الطبيعي في المواجهة".
وتابع: "نحن لا نعلن اسمًا جديدًا بل أعدنا قراءة تجربتنا بجرأة ومسؤولية بدون أن نتنكر لمحطات صنعت حضورنا"، مضيفًا: "في مراحل عديدة حُمّلنا مسؤوليات وألصقت بنا أعباء كان بعض المستفيدين من تلك المرحلة أولى بتحملها ومع ذلك لم نتراجع وتغاضينا عن حملات التجريح والتشكيك بانتمائنا الوطني".
كما أردف حجازي: "نتجه إلى مرحلة جديدة مختلفة عنوانها الانفتاح والتلاقي والحوار من دون أي تخلٍّ عن الثوابت، ونفتح صفحة جديدة لا لنغادر ما كنا عليه بل لنمنحه هامشًا أوسع عبر الانفتاح على الداخل والخارج".
كذلك، شدد حجازي على أن الحزب يواصل الطريق براية أعلى وإيمان أرسخ وبمسؤولية تليق بقضية حملناها وسنحملها إلى المستقبل، متوجهًا إلى الحلفاء في الفصائل الفلسطينية والأحزاب قائلًا: "كما كنا سنبقى معكم في الموقع الأول دفاعًا عن القضية".
وتابع: "استهدفنا جميعًا بسبب ثباتنا على النهج ولن نغير معكم معكم معكم، وفي كل مواجهة واستحقاق يحتاج فيها الوطن من يتقدم الصفوف سيكون الحزب في المقدمة، فهذا حزب من تاريخ، والتاريخ لا يموت ومن ينتظر سقوطنا سينتظر طويلًا".
ولفت حجازي إلى أننا نرفع اليوم راية التضامن، مؤكدين أن الوحدة تبقى هدفنا الأسمى، والتضامن العربي أصبح اليوم ضرورة ملحة أيضًا في مواجهة المشاريع التوسعية التي تهدف إلى تغيير خريطة المنطقة، مردفًا: "نرفع اليوم راية السيادة، فالسيادة هي الدرع الذي يحمي أرضنا وقرارنا وهي سلطة الوطن التي يجب أن تعلو، والسيادة تنتهك اليوم بأبشع الطريق ليس فقط في العدوان بل في التصريحات الأميركية التي تدعو إلى ضم لبنان إلى سورية".
كما قال: "نحن السياديون الذين نقاتل من أجل السيادة وقدمنا التضحيات، واذا كانت السيادة الوطنية منتهكة فالسيادة العربية ليست افضل حالًا، فالكيان ينتهك العواصم العربية ويتمدد في جغرافية سورية وينتهك سيادتها كل يوم، لذلك كله، الدعوة اليوم واضحة لتكون السيادة أساس نضالنا فالحرية من دون سيادة لا قيمة لها ولا وجود لنا".
وأضاف: "نرفع اليوم راية العدالة الاجتماعية لأنها الحق الذي يضمن لكل مواطن فرصة متساوية للعيش الكريم، فالعدالة الاجتماعية ليست مجرد شعار بل أساس الاستقرار الوطني والحماية من الفقر، وتحقيق العدالة يعني أن لا يترك أحد خلف الركب ويكون لكل فرد الحق في الحياة الكريمة"، مردفًا: "من أجل السيادة والحرية لا يكتمل الا عندما تسود العدالة بين الناس وتصبح الحياة كريمة للجميع".
وفي هذا السياق، دعا حجازي إلى قيام الدولة القوية القادرة والعادلة، الدولة التي تعيد الكهرباء والمياه والاتصالات والجامعة اللبنانية إلى مستوى يليق بالناس، وتحمي القطاع العام بدل أن تهدمه، الدولة التي تدعم مؤسساتها الأمنية وفي مقدمتها الجيش اللبناني لأنه ضمانة أمن الوطن ولا استقرار بدون جيش قوي، والدولة العادلة التي تملك قضاء مستقلًا يطبق العدالة على الجميع بلا خوف، والتي تحارب الفساد لا بالشعارات بل بالمحاسبة وتعيد أموال المودعين.
وتابع: "نريد الدولة التي تبني نظام حماية اجتماعي حقيقيًا وتؤمن الكرامة لكل مسن والتعليم لكل طفل، ودولة تنهي زمن العتمة الذي دفع شبابنا إلى الهجرة، وتستعيد قرارها وتثبت حضورها"، مضيفًا: " لكن هذه الدولة التي نريدها لن نصل اليها ما دمنا نحتكم إلى قانون انتخابي مشوه يحول الناس إلى حصص يحكمها الخوف لا الحقوق".
من جهة أخرى، شدد حجازي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون النافذ حصرًا، داعيًا لحوار وطني نضع فيه هواجسنا على الطاولة ونتباحث فيه بكل ما يعيق بناء الدولة، حوار لا يستثني شيئًا لا سيما الاستراتيجية الدفاعية.
ورأى أن ثمة حاجة إلى قانون عفو عام لا يشمل من تلطخت أيديهم بالدماء، متوجهًا إلى الرفاق قائلًا لهم: "لقد دقت ساعة الحقيقة وحان الوقت لنعلن قرارنا بشجاعة ونحن لا نعرف الهزيمة والاستسلام".
وقال: "وفي هذه اللحظة المفصلية الكبيرة لا يمكن لنا أن نكون إلا في صفوف المناضلين، لأن المرحلة تحتاج إلى حزب عصري متجدد. اتخذنا هذا القرار، وأعرف جيدًا أن بين رفاقنا من يشعرون بغضة لأننا ذهبنا إلى قرار التغيير ونقول لهم اتخذنا هذا القرار لنحفظ إرث من سبقنا، فالمسؤولية التاريخية أمام الرفاق والناس الذين آمنوا بدورنا تفرض علينا أن نكون حاضرين الآن في صفوف النضال دون تردد وكل المخاطر التي تهددنا تفرض علينا أن نقف على أقدامنا وأن نتعافى ونصبح أقوى وإلا نكون قد قدمنا لعدونا هدية مجانية لا يستحقها".
وأضاف "سنعبر وسنتجاوز ونحقق ما نطمح إليه لأننا نؤمن بأنفسنا وقوة إرادتنا وأن الصمود قرار، ودولتنا القوية أساس مشروعنا القومي وكل إنجاز يقوي وطننا، حيث يجب أن لا تسقط الراية وأن تبقى مرفوعة تحملها أجيال بعد أجيال لتظل رمزًا لقيمنا ومبادئنا"، مردفًا: "إنها راية النصر والوفاء والمقاومة والعروبة وفلسطين ورفض التطبيع، وهذه الراية ليست راية شعار بل التزام".
وتابع: "نحن مع وحدة سورية وحدة شعبها وأرضها وخروج كل الاحتلالات منها وعلى رأسه الاحتلال "الإسرائيلي"".
وتوجه ختامًا إلى رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية قائلًا: "إيمانًا منا بضرورة احترام الأصول والقوانين سنتقدم بكل المستندات الوطنية ولا يوجد أي مبرر لرفض الإجراء ونأمل منكم التجاوب".