لبنان
الحاج حسن ردًّا على رجي: أقل ما يمكن هو ألّا يتبنّى السردية "الإسرائيلية"!
عضو كتلة الوفاء للمقاومة: تصريح وزير الخارجية يمثّل "القوات اللبنانية"
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، أنّ "تصريح وزير الخارجية يوسف رجي لقناة "الجزيرة" يمثّل في الحقيقة (حزب) "القوات اللبنانية" أكثر ممّا يمثّل الحكومة اللبنانية"، وأكّد النائب الحاج حسن أنّ ""إسرائيل" ليست راغبة بـ "السلام" مع أحد، وهي دولة معتدية وظالمة".
ودعا النائب الحاج حسن، الجمعة 12 كانون الأول/ديسمبر 2025، وزير الخارجية إلى تفعيل عمله الدبلوماسي قائلًا: "أمّا بالنسبة إلى المساعي الدبلوماسية التي يقول عنها الوزير لتفادي الضربة، فأقلّ ما يمكن ألّا تكون لديه السردية التي تتبنّى السردية "الإسرائيلية" والسردية الأميركية في تبرير الضربات".
وأضاف: "أقلّ ما يمكن أنْ يفعله هو أنْ يفعّل عمله الدبلوماسي أولًا، وأنْ يفعّل البعثات الدبلوماسية اللبنانية لتشرح للعالم أنّ لبنان التزم باتفاق وقف إطلاق النار و"وقف الأعمال العدائية" في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أيْ منذ ما يزيد عن العام، وأنّ العدو الصهيوني لم يلتزم بهذا الاتفاق إطلاقًا وما زال يعتدي على لبنان".
وتابع قائلًا: "بين كلام الوزير أمر لافت جدًّا للانتباه، وهو أنّه يريد تحييد المؤسّسات، وكأنّه يبرّر لـ"إسرائيل" ضرب اللبنانيين الآخرين. هذا كلام برأيي خاطئ جدًّا، نحن مع أنْ نُجنّب لبنان أيّ عدوان "إسرائيلي" على كل لبنان، لا أنْ نجنّب فئة من اللبنانيين من العدوان ونتساهل مع العدوانية "الإسرائيلية"".
وأردف قوله: "اليوم، بالمناسبة، كان هناك عدوان "إسرائيلي" على الجنوب، وكان الوزير يصرّح، فكان باستطاعته أنْ يذكر بتصريحاته أنّ اليوم كان هناك عدوان "إسرائيلي" جوّي على عدد من قرى الجنوب. على ما يبدو لم يكن عنده علم، مكتبه لم يخبره العدوان "الإسرائيلي" اليوم".
وردًّا على سؤال، أجاب الحاج حسن: "الوزير رجي ليس هو من حرّر الجنوب، وإنّما سلاح المقاومة هو الذي حرّر الجنوب عام 2000، في الوقت الذي كان فيه الوزير والحزب الذي ينتمي إليه في موقع آخر.".
وأشار إلى أنّ "هذا الإنجاز لا يستطيع الوزير أنْ ينسبه إلى نفسه أو إلى حزبه، وكذلك إنجاز التصدّي البطولي عام 2006، وإنجاز التصدّي للتكفيريين في الجرود، حيث كان الوزير وحزبه حينها يؤيدون التكفيريين ويقفون معهم".
كما أكّد أنّ "حزب الله والمقاومة لهما إنجازات، لكنّ مثل كل الدول والشعوب التي تتعرّض لضربات، هناك ضربة تعرّضت لها المقاومة وتعرّض لها حزب الله، نحن لا ننكرها، ولكن لا يحقّ لأحد أن ينكر دور السلاح ودور المقاومة ودور حزب الله ودور حركة أمل ودور المقاومين في تحرير الجنوب عام 2000 والتصدّي للحرب "الإسرائيلية" عام 2006 والتصدي للتكفيريين عام 2017".
وفيما ذكَر أنّه "من المفترض أنْ لا يبرّر الوزير العدوان الصهيوني على لبنان"، توقّف النائب الحاج حسن عن حديث رجي عن السلاح و"حصرية السلاح"، فقال: "أعتقد أنّ الأولى أنْ يركّز معاليه على انسحاب العدو، وعلى استعادة الأسرى، وعلى وقف العدوان".
وحول عمل لجنة "ميكانيزم"، جزم النائب الحاج حسن بأنّها "لم تفعل شيئًا"، قائلًا: "أنا أحكم على النتائج، لا على النوايا"، متسائلًا: "ماذا فعلت لجنة "ميكانيزم" حتى الآن؟".
وأشار إلى أنّ "المشكلة الأساسية مع العدو في لبنان يمكن أنْ تُرى في الجارة السورية"، موضحًا أنّه "في الدولة السورية الشقيقة التي ليس فيها سلاح وليس فيها مقاومة، والعدوان ما زال مستمرًا، نتنياهو يصرّح أنّه يريد منطقة عازلة، ويريد أن يبقى في جبل الشيخ وفي سهل اليرموك، ويريد منطقة منزوعة السلاح من دمشق حتى الجولان".
وبيّن أنّ "الذريعة التي تتذرّع بها "إسرائيل" في لبنان بوجود السلاح والمقاومة ليست موجودة في سورية، ومع ذلك يستمر الاحتلال ويستمر العدوان"، مضيفًا: "ما نقوله نحن أنّه عندما ينسحب العدو ويتوقّف العدوان، ويُعاد الأسرى، ويبدأ الإعمار، يفترض بلبنان أنْ يناقش استراتيجية أمن وطني ودفاع وطني، وعلى أساسها يمكن لأيّ أمر أن يتفق عليه اللبنانيون".
وتساءل: "كيف يمكن الدفاع عن لبنان في المستقبل عندما يأتي "الإسرائيلي" ويريد أنْ يفرض عليك الشروط نفسها التي يريد أنْ يفرضها على سورية؟ يدخل نتنياهو إلى الأراضي السورية ويقول إنّه يريد أنْ يبقى هناك، هو وكاتس وآخرون من المسؤولين "الإسرائيليين"، سواءٌ في الجولان أو جبل الشيخ أو سهل اليرموك وصولًا إلى دمشق، كيف يمكن لهذا المنطق أنْ يستقيم عندما يُجرّدك البعض من سلاحك؟".
وأكّد أنّ "المتاح هو أنْ يحافظ الإنسان على كرامته، على سيادته، على وطنه، لا أنْ يستسلم أمام الضغوط وأمام التهويل، والمتاح أنْ تكون للإنسان رؤية للمستقبل، لا أنْ يسير في مسار تفاوضي لا أول له ولا آخر، قد يصل في يوم من الأيام إلى الاستسلام لكل المطالب "الإسرائيلية" والأميركية التي لم تتوقّف يومًا"، مستدلًّا بأنّ "تجربة سورية أمامنا"، متسائلًا: "هناك تفاوض بين سورية و"إسرائيل" يجري منذ عام، اجتماعات على مستوى وزاري، إلى أين أفضى؟".
وواصل النائب الحاج حسن تساؤله: "نتنياهو في اليومَيْن الأخيرين قال إنّه ليس مستعجلًا على اتفاق أمني مع سورية، ويريد فرض منطقة عازلة ويريد البقاء في جبل الشيخ، بماذا يجيب الآخرون على هذه الأسئلة؟".
وقال: "من حقّي أنْ أطرح أسئلة على الذين يضغطون ويريدون تجريد لبنان من قوته من دون أيّ ضمانات في المستقبل. التزمنا بوقف إطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني 2024، ولبنان التزم، والعدو هو الذي لم يلتزم".
وتابع تساؤله: "ماذا يجيبنا الدبلوماسيون؟ ماذا يجيبنا رئيس لجنة "ميكانيزم" الأميركي والمبعوثون الأميركيون؟ من التزم ومن لم يلتزم؟ الذي التزم هو لبنان، بما فيهم المقاومة، والذي لم يلتزم هو "الإسرائيلي" والأميركي، لذلك أقول إنّ هذا المنطق من التنازلات المتتالية لن يؤدّي إلى نتيجة".
وأضاف عضو كتلة الوفاء للمقاومة: "سمعنا أيضًا تصريح السفير الأميركي عيسى الذي يقول إنّ هناك فصلًا بين التفاوض والحرب "الإسرائيلية" على حزب الله، وهذا يدلّ على أنّه ليس هناك أفق للتنازلات، فكلّما تنازلت أكثر يطلب منك الأميركي المزيد، ويطلب منك "الإسرائيلي" المزيد، هناك التزام كامل من قبل لبنان، وليس هناك أيّ التزام من قبل الأميركيين و"الإسرائيليين"".