إيران
أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن إقامة آليات حوارٍ منتظمةٍ بين دول الجوار لأفغانستان ضرورةٌ استراتيجيةٌ، وإيران على استعدادٍ لتوسيع تعاونها مع جميع الدول.
وخلال اجتماع الممثلين الخاصين لدول الجوار لأفغانستان وروسيا الذي عُقد اليوم الأحد باستضافة طهران، قال عراقتشي "لا تُسهم شبكة النقل والطاقة الإقليمية في نمو أفغانستان وتطورها فحسب، بل تمهّد الطريق أيضًا للتكامل الإقليمي. إن تعزيز شبكات الطرق والسكك الحديدية، وتيسير التجارة، والتعاون الحدودي، وتطوير ممرات العبور، من شأنه أن يجعل من أفغانستان حلقة وصلٍ حيوية تربط آسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوب آسيا".
وأضاف عراقتشي: "إيران على استعداد لتوسيع تعاونها مع جميع دول الجوار الأفغانية؛ فقد راكمنا خبرةً كبيرةً في مجالات النقل والتجارة والخدمات القنصلية والطاقة، ونؤمن أنه من خلال التقارب والتنسيق يمكننا إنشاء إطار عملٍ مستدامٍ للتعاون الإقليمي حول أفغانستان".
وتابع: سيعود هذا التعاون بالنفع ليس على أفغانستان فحسب، بل على المنطقة بأسرها. وبالطبع، تجدر الإشارة إلى أن الشعب الأفغاني هو محور كل هذه الجهود. شعبٌ يستحق أن ينعم بمستقبلٍ آمنٍ".
وأشار إلى أنه "تتحمّل الدول الحاضرة في هذا الاجتماع مسؤوليةً أخلاقيةً وإنسانيةً وإقليميةً لمساعدة هذا الشعب أكثر من أي طرفٍ آخر، ويمكنها أن تضطلع بدورٍ فعّالٍ بالتنسيق مع سلطات هذا البلد".
وصرّح قائلًا "إن إقامة آليات حوارٍ منتظمةٍ بين دول الجوار الأفغاني ضرورةٌ استراتيجيةٌ؛ فهذه الاجتماعات لا تمنع سوء الفهم فحسب، بل تتيح أيضًا فرصةَ تنسيق السياسات والبرامج الاقتصادية والحدودية والإنسانية، وتعزيز التفاهم المتبادل وتقارب وجهات النظر بين دول المنطقة، وخلق منصةٍ مناسبةٍ لخفض التوترات وتعزيز التعاون البنّاء بين الجيران".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "مثل هذه الأجواء لا توفّر فقط إمكانيةَ التآزر والتنسيق في مختلف المجالات، بل تساعد أيضًا في خلق نهجٍ إقليميٍّ متماسكٍ ومستدامٍ لإدارة التحديات والأزمات المشتركة، ومن هذا المنظور يُعدّ تعزيز التفاعل والتقارب بين دول المنطقة ذا أهميةٍ بالغةٍ، فهو عاملٌ أساسيٌّ لتحقيق سلامٍ دائمٍ واستقرارٍ طويل الأمد، ويمكن أن يُشكّل أساسًا للتنسيق الاستراتيجي والاستخدام الأمثل للقدرات المشتركة".
وأردف عراقتشي قائلًا: "تقف منطقتنا على أعتاب تطوراتٍ اقتصاديةٍ هامّةٍ، بدءًا من توسيع الممرات وصولًا إلى إنشاء محاور جديدة للطاقة والتجارة. واليوم، نحن على مفترق طرقٍ يمكن أن يُشكّل بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ في التعاون الإقليمي"، مؤكدًا أننا نتطلع إلى مستقبلٍ تُحقق فيه أفغانستان، كدولةٍ فاعلةٍ ومتصلةٍ بالمنطقة، الاستقرار والتنمية المستدامة، وتستفيد منه جميع دول المنطقة، إلا أن تحقيق هذا الدور يتطلّب تضافر جهود دول المنطقة".
وختم عراقتشي "يمكن لتحسين الأوضاع في أفغانستان أن يُحوّلها إلى حلقةِ وصلٍ تربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا، وغرب آسيا بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأن يُوفّر منصةً لعبور الطاقة والتجارة. أُعرب عن امتناني لجهود منظّمي هذا الاجتماع، وآمل أن تُمهّد مناقشاتنا اليوم الطريق أمام خطواتٍ عمليةٍ أكثر، وتنسيقٍ أكثر فعاليةً، ومزيدٍ من الأمل لمستقبل أفغانستان والمنطقة. شكرًا لحسن استماعكم".