اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الحرس الثوري: في حال نشوب حرب سيواجه العدوّ وجهًا جديدًا لإيران

مقالات

حرب أو لا حرب؟ هل تجاوز لبنان خطر العدوان
مقالات

حرب أو لا حرب؟ هل تجاوز لبنان خطر العدوان "الإسرائيلي" الواسع؟ 

135

عميد متقاعد في الجيش اللبناني

تتباين وتتعارض المعطيات والتحليلات حول إمكانية شن العدوّ "الإسرائيلي" حربًا واسعة على لبنان. منهم من يرى أن هذه العملية حاصلة وربما في وقت غير بعيد، وذلك بهدف نزع سلاح حزب الله بالقوّة، بعدما تبين لهذا العدوّ -حسب إدعائه- أن السلطات اللبنانية، السياسية والعسكرية، غير قادرة على ذلك، أو هي عمليًّا، لا تريد تنفيذ عملية نزع هذا السلاح، ولم يتبق أمامه إلا نزعه بالقوّة وعبر اجتياح بري كبير، بينما يرى آخرون أن هناك عدة نقاط ومعطيات، تستبعد إمكانية شن العدوّ "الإسرائيلي" حربًا واسعة على لبنان. 

لناحية من يعتقدون أن هذا العدوان "الإسرائيلي" حتمي وقريب، هم يستندون في ذلك إلى عدة نقاط، يمكن الإشارة إليها كالتالي:

 - أولًا، نتكلم عن الإستراتيجية العدوانية لدى كيان الاحتلال، والتي هي، وبمعزل عن أوهام نتنياهو ( "إسرائيل الكبرى"، متجذرة في عقيدة الصهيونية وفي أصول نشأتهم، مهما كان شكل ومضمون السلطة الحاكمة في " "إسرائيل").

 - الغطرسة "الإسرائيلية" وخاصة بعد الحرب على غزّة وعلى لبنان، وبعد تغيير النظام في سورية لمصلحة الأجندة "الإسرائيلية" - الأميركية، لم يعد لها حدود، فالكيان، معتمدًا بدرجة أولى على دعم أميركي غير محدود، أطلق العنان لآلته العسكرية المتفوقة وخاصة الجوية منها، لتنفيذ أي توغل أو اعتداء يريده دون هوادة، ضاربًا بكلّ القوانين الدولية عرض الحائط. 

 - مسار التوسع العدواني "الإسرائيلي" في كلّ محيط فلسطين المحتلة، يوحي بأن الكيان لن يترك أي جغرافية حدودية محيطة بفلسطين المحتلة، يعتبر في مكان ما أنها تشكّل خطرًا على المناطق التي يحتلها، دون أن يعمل لإزالة هذا الخطر، ولبنان في نظره، يشكل، ومن خلال قدرات حزب الله، الخطر الأكبر على كيانه، خاصة أنه يتكلم دائمًا عن أن حزب الله استعاد النسبة الأكبر من قدراته العسكرية، وأنه -حسب معطيات العدوّ "الإسرائيلي"- نجح في إيجاد طرق بديلة لاستعادة هذه القدرات. 

 - وتبقى النقطة الأهم حسب هؤلاء الذين يعتقدون بحتمية العدوان "الإسرائيلي" الواسع على لبنان وعلى حزب الله، أن الأخير، وبنسبة غير بسيطة، فقد سلاح الردع الذي كان يملكه بمواجهة العدوّ "الإسرائيلي"، الأمر الذي يزيل من أمام وحدات الاحتلال، العائق الأكبر الذي كان يمنع العدوّ من السير بمغامرة برية واسعة ضدّ لبنان. 

لناحية الذين يستبعدون قيام العدوّ بشن عدوان واسع على لبنان، هناك في نظرهم عدة نقاط يستندون إليها لتكوين رؤيتهم وأهمها:

 - ما زال العدوّ "الإسرائيلي"، ورغم نجاحه في إلحاق خسائر غير بسيطة بجانب حزب الله، يعتبر أن الأخير ما زال يملك، على الأقل، الحد الأدنى من الإمكانيات العسكرية التي ستساعده لمواجهة أي عملية برية على لبنان، خاصة -وبحسب رؤية هؤلاء - ستكون هذه العملية فرصة مناسبة، يتطلع إليها حزب الله بشغف، لتصفية حسابات مستحقة ضدّ العدوّ "الإسرائيلي"، وهذا الأمر يدركه جيّدًا هذا العدو، الأمر الذي سيعمل على تلافيه من خلال ابتعاده عن تنفيذ عملية برية واسعة. 

 - من الواضح أيضًا أن الأميركيين وخاصة الرئيس ترامب، لا يحبذون قيام "إسرائيل" بعدوان واسع على لبنان، معتبرين أن أي عمل عسكري واسع اليوم على لبنان وعلى حزب الله، من جهة لن يكون مضمون النتائج من الناحية العسكرية، ومن جهة أخرى، سيقضي على إنجازات سياسية بنظرهم، تحققت حتّى الآن مع لبنان، على الأقل لناحية تخلي السلطة السياسية الرسمية عن دعم المقاومة في بيانها الوزاري، أو لناحية قرار هذه السلطة بحصرية السلاح أو بمعنى نزع الغطاء الشرعي عن سلاح حزب الله، الأمر الذي تعتبره الإدارة الأميركية وأغلب حلفائها في العالم وفي الإقليم، إنجازًا سياسيًّا كان سابقًا بعيد المنال. 

من هنا، وأمام هذا التباين والتناقض بين الفريقين: من يعتقد بحصول عدوان "إسرائيلي" واسع على لبنان، ومن يستبعده، تبقى احتمالية استبعاد هذا العدوان أقوى من احتمالية حصوله، خاصة أن مسار المفاوضات بين لبنان والعدو "الإسرائيلي"، بمعزل إذا اعتبروها مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، بدأت تأخذ طابعًا جديًا في مكان ما، أحد أكثر مؤشراته جدية تخفيف العدوّ إلى الحد الأدنى من عمليات الاغتيال بالمسيرات وخاصة بعد اغتيال الشهيد القائد أبو علي طبطبائي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم.

الكلمات المفتاحية
مشاركة