اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

عربي ودولي

بعثة الأمم المتحدة
عربي ودولي

بعثة الأمم المتحدة "يونامي" أنهت مهامها.. العراق أصبح الآن دولة طبيعية

80

عادل الجبوري
بعد اثنين وعشرين عامًا من الحضور الميداني المباشر، انهت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI)، مهامها في البلاد، وجاء الإعلان بمراسيم رسمية جرت في بغداد يوم أمس الأحد، بحضور الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وشخصيات حكومية وسياسية ودبلوماسية مختلفة.    

وفي كلمة له في هذا الحدث، أكد السوداني، "إن انتهاء بعثة "يونامي" لا تعنى نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة، إنما تمثل بداية فصل جديد في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي الشامل وتقديم المشورة"، مؤكدًا "أن بعثة الأمم المتحدة كانت شريكًا حيويًا للعراق، وأن الأخير أسس نظامًا سياسيًا يعتمد على مبادئ الديمقراطية، واسهمت يونامي في تثبيت المسارات الدستورية للبلاد". مضيفًا، بالقول: "شهدنا تطوّرًا ملموسًا في مجال الأمن وإصلاح المؤسسات، وإن حكومتنا شهدت انفتاحًا دبلوماسيًا غير مسبوق، وستبقى علاقتنا مع بعثة "يونامي" راسخة، في ظل مضيّ العراق بثبات وقوة نحو التنمية والنهضة الاقتصادية".

من جانبه، أكد غوتيريش، في مؤتمر صحفي مشترك مع السوداني، "أن بعثة الأمم المتحدة تشرفت لمساعدة العراق بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشعب العراقي، وأن انتهاء مهمّة سياسية لا يعني انتهاء دور الأمم المتحدة في البلاد"، وقال: "إن الأمم المتحدة ستواصل دعم الشعب العراقي في مساره نحو السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أن "هناك أمرًا واحدًا يجب أن يفهمه العالم، وهو أن العراق أصبح الآن دولة طبيعية".

وكانت الحكومة العراقية قد وجهت في أيار/مايو من العام الماضي، طلبًا رسميًا إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء مهمّة بعثة الأمم المتحدة "يونامي"، في العراق، بعد انتهاء المسوّغات والدواعي لوجودها. وقالت حينها في بيان رسمي: إن "العراق بلد ذو سيادة، وقد تعافى من الأزمات والانهيارات التي أصابته جراء الحروب المتعددة، والآن يؤدي دورًا محوريًا كبيرًا في المنطقة.. وطالبنا، في شهر آذار من العام الماضي، بتقليص مهام بعثة "يونامي" نظرًا إلى الاستقرار الحاصل في الحكم والنظام الديمقراطي، إلا أن مجلس الأمن قرر تشكيل لجنة مراجعة إستراتيجية، على أن تقدم هذه اللجنة تقييمها لمهام بعثة "يونامي" في نهاية شباط/فبراير 2025، للأمين العام للأمم المتحدة، وعلى أن يقرر مجلس الأمن في شهر أيار/مايو 2025، قراره حسبما يريده العراق والتقييم المقدم من الدولة العراقية". وبالفعل قرر مجلس الأمن إنهاء مهام البعثة بحلول نهاية عام 2025.

 وبخصوص قرار إنهاء مهام البعثة الأممية في العراق، أكد الباحث في العلوم السياسية  الدكتور مازن أحمد الجميلي في تصريح خاص لموقع "العهد" الاخباري، "أن إنهاء عمل بعثة يونامي في العراق، يمثل مؤشرًا إيجابيًا مهمًا على مغادرة العراق مرحلة غياب الاستقرار والفوضى وضعف الدولة، وبلوغه مرحلة الاستقرار السياسي والأمني المطلوب، واكتساب الحكومة ومؤسساتها ومفاصلها المختلفة زمام المبادرة، وقدرتها على إدارة الأمور بالشكل الصحيح، وبالتالي نجاحها في التغلب على الكثير من المصاعب والتحديات طيلة عقدين من الزمن".

ويرى الجميلي، "ان إنهاء مهام يونامي لا يعني بأي حال من الأحوال، اغلاق باب التواصل والتعاون بين العراق والأمم المتحدة، بل إن الوكالات التابعة للأخيرة، المتخصصة بجوانب مختلفة، ستواصل حضورها ووجودها وتعاونها مع الجهات العراقية المعنية، وهذا أمر مهم للغاية".   

ويشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، الدكتور طارق الزبيدي إلى "أن إنهاء بعثة "يونامي" في العراق، يحمل مؤشرات إيجابية على تحسن الوضع السياسي في البلاد، ويعكس ثقة متزايدة من المجتمع الدولي بتجربة العراق الديمقراطية"، موضحًا "أن موافقة مجلس الأمن الدولي على القرار العراقي بإنهاء البعثة، تمثل دلالة واضحة على تعزيز هذه الثقة، وأن هذا الحدث لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة جهود دبلوماسية وسياسية عراقية متعددة، بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، ساهمت في تعزيز مكانة العراق على المستوى الدولي".

تجدر الإشارة إلى أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، تأسست في عام 2003، بناءً على طلب من السلطات العراقية، ووفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1500. وقد تناوب على رئاستها عدة شخصيات سياسية ودبلوماسية عالمية، كان أولهم الدبلوماسي البرازيلي "سيرجيو ديميلو"، الذي قتل جراء عمل إرهابي استهدف البعثة صيف عام 2003، والتي كانت تتّخذ من أحد فنادق العاصمة بغداد مقرًا لها، ليخلفه الدبلوماسي الباكستاني "أشرف قاضي"، ومن ثمّ السياسي والبرلماني الهولندي "اد ميلكرت"، وجاء بعده الدبلوماسي الألماني "مارتن كوبلر"، وتبعه وزير الخارجية البلغاري الأسبق "نيكولاي ميلادينوف"، ومن ثمّ تولى رئاسة البعثة الدبلوماسي السلوفاكي "يان غوبيتش"، ومن ثمّ الوزيرة الهولندية السابقة "جينين بلاسخارت"، وكان الدبلوماسي العماني "محمد الحسان" آخر رؤساء "يونامي" في العراق قبل الإعلان عن انتهاء مهامها، في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2025.
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة