لبنان
عقدت روابط التعليمِ الرسميّ في لبنان (الثانوي – المهني – الأساسي) مؤتمرًا صحافيًا، في مركز الروابط- الأونيسكو، تلا في خلاله رئيس رابطة أساتذةِ التعليمِ الثانوي الرسميّ في لبنان جمال العمر، بيانًا، أكد فيه أن "الروابطَ التعليميّةَ تعلنها بأعلى الصّوتِ: لسنا في موقعِ الرجاءِ، ولسنا هواةَ بياناتٍ، ولسنا طلابَ وعودٍ. نحن أصحابُ حقٍّ، ومن لا يسمع اليومَ سيسمع غدًا بصوتٍ أعلى وأقسى".
وقال العمر: "لقد أخذنا على عاتقنا هذا الحملَ وهذه المسؤوليّةَ التاريخيّةَ، ونعي تمامًا حجمَ القضيّةِ وخطورتها، ونقولها بلا مواربةٍ: لن نسمح بأن يتلطّخ اسمُنا بضياعِ الحقوقِ، ولن نقبلَ أن يُسجَّلَ علينا التفريطُ بأبسطِ حقٍّ من حقوقِ الأساتذةِ والمعلّمينَ. هذا خطٌّ أحمرُ… ومن يراهن على تعبِنا أو انقسامِنا يُخطئ الحسابَ".
أضاف: "لقد تجاوز الإنهاكُ كلَّ حدودِ التحمّلِ، ووصلنا إلى نقطةِ اللاعودةِ. لم يعدِ الأمرُ يتعلّق بمطالبَ فئويّةٍ ضيّقةٍ، بل تحوّل إلى مسؤوليّةٍ أخلاقيّةٍ ووطنيّةٍ كبرى. إنّ رفعَ صوتِنا اليومَ هو صرخةُ دفاعٍ عن بقاءِ الثانويّةِ والمدرسةِ الرسميّةِ والمعاهد الرسمية، وحمايةٌ لمستقبلِ مئاتِ آلافِ الطلّابِ الذين لا يملكون خيارًا تعليميًّا آخرَ. واجبُنا ليس فقط استعادةَ حقوقِنا، بل إنقاذُ سفينةِ التعليمِ الرسميِّ من الغرقِ. إنّ الروابطَ الثلاثَ، مجتمعةً، تؤكّد اليومَ، وتوضيحًا للرأيِ العامِّ، أنّ هذه المطالبَ ليست مفتوحةَ الزمنِ، بل نطالبُ الحكومةَ والمعنيّينَ باتّخاذِ إجراءاتٍ عمليّةٍ واضحةٍ ضمن مهلةٍ لا تتجاوزُ شهر من تاريخه، تشملُ:
- تحسينًا فوريًّا للأجورِ،
- وضعَ جدولٍ زمنيٍّ واضحٍ لتصحيحِ الرواتبِ
- الالتزامَ بآليّةِ دفعٍ شفّافةٍ ومنتظمةٍ، تحت طائلةِ الانتقالِ إلى مراحلَ تصعيديّةٍ أشدَّ وأوسعَ"
وقال العمر: "تنقلُ الروابطُ الثلاثُ عبرَ الإعلامِ اللبنانيِّ اليومَ ما يلي:
1. لم يعد بإمكانِ الأساتذة والمعلّمينَ وجميع الزملاءِ القيام بواجباتهم، فالمعلّمُ يُصارع للبقاءِ، والرواتبُ تآكلت، والقيمةُ الشرائيّةُ فُقدت تمامًا، فيما تتضخّم تكاليفُ الحياةِ اليوميّةِ لتصبح عبئًا لا يُطاقُ، يفتك بكرامةِ كلِّ أستاذٍ وأستاذةٍ. وللتذكيرِ فقط، فإنّ القدرةَ الشرائيّةَ لراتبِ الأستاذِ قد فقدت أكثرَ من 90% من قيمتِها، فيما بات دخلُ المعلّمِ الشهريُّ لا يكفي لأيام معدودة، فضلًا عن أبسطِ متطلّباتِ العيشِ الكريمِ.
2. إنّ إنقاذَ الثانويّةِ والمدرسة والمعاهد يبدأ بإنصافِ الأستاذِ: إنّ التعليم الرسمي في خطرٍ، ويتطلب خطّةَ إنقاذٍ وطنيّةً فوريّةً وشاملةً. هذه الخطّةُ تبدأ بإنصافِ المعلّمِ وتمكينِه، ولا تتوقّف عند مجرّد ترميمِ البُنى التحتيّةِ وتأمينِ المستلزماتِ. الأستاذُ والمعلّمُ أوّلًا.
3. تصحيحُ الرواتبِ… الآنَ وليس غدًا: فالحكومةُ معنيّةٌ اليومَ أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى باتّخاذِ خطواتٍ عمليّةٍ وقراراتٍ عاجلةٍ لا تحتمل المماطلةَ، تبدأ بتحسينِ الرواتبِ فورًا، وصولًا إلى تصحيحٍ كاملٍ وشاملٍ من خلال سلسلةِ رتبٍ ورواتبَ تعيد للقيمةِ الشرائيّةِ ما فقدته قبل عامِ 2019، خاصّةً وأنّ التضخّمَ قد تجاوز 7200%.
4. إعطاء المتقاعدين (مدنيين وعسكريين) والاداريين زياده على الرواتب تصل إلى 50% من قيمة الرواتب التي كانت قبل 2019.
5. زيادة أجر ساعة التعاقد بنفس نسبة زيادة الرواتب والأجور للملاك".
أضاف: "نؤكّد للرأيِ العامِّ أنّ الروابطَ لم تهرب من التفاوضِ، بل كانت وما زالت في قلبِه، وفتحت قنواتِ التواصلِ مع الكتلِ النيابيّةِ، ومعالي وزيرةِ التربيةِ، ومعالي وزيرِ الماليّةِ، وكافّةِ الجهاتِ المعنيّةِ… وأبقينا قنواتِ الحوارِ مفتوحةً رغم الإهمالِ والتطنيشِ.
إلى المسؤولينَ نقولُ: ونعني بالمسؤوليّةِ المباشرةِ هنا: الحكومةَ اللبنانيّةَ مجتمعةً، ووزارةَ الماليّةِ، ووزارةَ التربيةِ، بوصفِهم أصحابَ القرارِ التنفيذيِّ والماليِّ والتربويِّ، دونَ استثناءٍ أو تحميلٍ متبادلٍ للمسؤوليّاتِ: لقد استُنفدَت لغةُ الانتظارِ، ونفدَ رصيدُ التسويفِ، ولم يعدْ مقبولًا الاستهتارُ بمعاناةِ الأساتذةِ والمعلّمينَ. سياسةُ المماطلةِ جريمةٌ تربويّةٌ، والتطنيشُ خيانةٌ لرسالةِ التعليمِ. وإن استمرّ هذا النهجُ، فإنّ ما بعد اليومِ لن يكونَ كما قبله، والتصعيدُ سيكون مفتوحًا، متدرّجًا، ومؤلمًا، والمسؤوليّةُ الكاملةُ عمّا سيؤول إليه الوضعُ تقع على عاتقِكم وحدكم".
وتابع العمر: "انطلاقًا من ذلك، تدعو الروابطُ التعليميّةُ (ثانويّ، أساسيّ، ومهنيّ) جميعَ الزملاءِ إلى الإضرابِ العامِّ والتظاهرِ أمامَ مراكز وزارة المالية في المحافظات، وأمام وزارة المالية في ساحة رياض الصلح لمحافظتي بيروت وجبل لينان يومَ غدٍ الأربعاء الواقعِ في 17 كانونَ الأوّلِ 2025م، لأنّ السكوتَ صار تواطؤًا، ولأنّ النزولَ إلى الشارعِ بات واجبًا نقابيًّا وأخلاقيًّا في وجهِ الإهمال".
وخاطب "الزملاء أصحابِ الصوتِ العالي الصادق" بالقول: "صرختُكم تلامسُ ضمائرَنا، وتعكسُ وجعَ القاعدةِ الحقيقيِّ، ونحيّي فيكُم الروحَ النقابيةَ النقيةَ، والصدقَ، والإخلاصَ لقضيةِ المعلمِ. أنتمُ الوقودُ الشريفُ لهذا النضالِ، وبكمْ يبقى الاتّجاهُ صحيحًا".
وختم العمر موجهًا "نداءً أخيرًا إلى كلِّ صاحبِ مسؤوليّة، وكلِّ صاحبِ قرارٍ: احذَروا الانفجار! لن نُمهلَكم طويلًا! إنَّ المعالجةَ هي واجبُكم المقدس، وإلا فإنَّ خطواتِنا التصعيديةَ القادمةَ ستكونُ أشدَ قسوةً، وستسقطُ معها كلَّ المُحرَّمات! لن نكترثَ لشيءٍ بعدَ الآن، إلا لشيءٍ واحدٍ لا نقاشَ فيه: حقُّنا في العيشِ بكرامة!".