لبنان
برعاية وحضور معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، افتتح مستشفى رفيق الحريري الجامعي جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT Scan) الجديد، في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز الخدمات التشخيصية ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدّمة للمرضى. وقام الوزير ناصر الدين أيضًا بجولة تفقدية شملت الطابق الجديد الخاص بالطب الداخلي، والذي تم تجهيزه وفق أعلى المعايير الطبية، ليستقبل 27 مريضًا إضافيًا، بما يسهم في تحسين القدرة الاستيعابية للمستشفى وتلبية حاجات المرضى بشكل أكثر فاعلية.
وفي المناسبة، حضر الوزير الدكتور ناصر الدين حفل تكريم موظفي المستشفى الذين أمضوا 20 عامًا من العطاء المتواصل في هذا الصرح الصحي الوطني.
وألقى كلمة عبّر فيها عن فرحته باللقاء الذي يشكّل تأكيدًا على أن الاستثمار الذي قام به في المستشفى كان في مكانه الصحيح، وكذلك بالنسبة إلى الرهان الذي وضعه على العاملين وعلى الاسم الكبير للمستشفى، وهو اسم الشهيد رفيق الحريري. وقال: من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. فألف شكر للأطباء والممرضين والعاملين والموظفين والتقنيين والفنيين والذين يعملون بكلّ التزام في مستشفى حكومي يخدم الناس ولا سيما الفقراء والأقل قدرة، وسيرتقي في خدماته إلى مرتبة تنافسية، خصوصًا أنه تم بناء المستشفى ليكون الأكبر والأول من بين المستشفيات الحكومية في لبنان.
وتابع مبديًا ارتياحه لتحسّن المؤشرات من خلال الأرقام، حيث بلغ عدد الأسرّة لدى استلامه الوزارة أقل من 100 سرير وارتفع اليوم إلى 140، وأكد وجوب ارتفاع القدرة الاستيعابية للمستشفى في السنوات المقبلة إلى 500 سرير تطبيقًا للهدف الذي أنشئ المستشفى من أجله. فهو مستشفى الفقراء الذين لا يستطيعون تأمين فارق العشرين في المئة الواجب عليهم دفعه، مضيفًا أن هذا كله لا يتحقق دون إدارة حكيمة.
وتابع الوزير ناصر الدين لافتًا إلى أن الدعم الذي تقدمه الوزارة للمستشفى بدأ يثمر بإدارة الدكتور زعتري وبفضل العاملين.
وأوضح أنه عرض في السراي الحكومي نهاية الأسبوع الماضي الاستثمار الذي تقوم به الوزارة في ثلاثة وثلاثين مستشفى حكوميًا بدعم من البنك الدولي والبنك الإسلامي بنحو مئة مليون دولار، وقد تم إنجاز نحو 40% من هذا الدعم والتجهيز، وترجم بعض منه اليوم في مستشفى الحريري من خلال افتتاح جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT Scan) الجديد وهو متطور جدًّا ومن الأحدث في لبنان. كذلك لفت إلى أهمية افتتاح قسم الصحة النفسية وطابق جديد يسع 27 مريضًا لتخفيف الضغط عن الطوارئ.
ولاحظ الوزير ناصر الدين بأن هناك 22 مريضًا ينتظرون في الطوارئ، ما يتطلب المزيد من الأسرّة آملًا تحقيق ذلك في المرحلة اللاحقة.
وأكد الوزير ناصر الدين أن الشعب المحتاج يراهن على هذا المستشفى الذي وقف إلى جانب المواطنين اللبنانيين خلال الأزمات المتتالية بدءًا من جائحة كورونا، مضيفًا أن الوزارة لن تألو جهدًا لمتابعة دعمه، بدءًا من المشروع الجاري البحث فيه لتأهيله بدعم قطري قيمته 15 مليون دولار؛ إذ ستتم متابعة الموضوع مع صندوق قطر للتنمية والسفير القطري في لبنان، إضافة إلى التزام وزارة الصحة العامة بالإسهامات للمستشفى، والمعدات الجديدة، بحيث سيحدث كلّ ذلك مجتمعًا فرقًا يؤسس لمعاودة تحقيق المستشفى انطلاقته الجديدة.
زعتري
من جهته أكد رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمستشفى؛ الدكتور محمد زعتري، "أن العاملين يشكّلون ذاكرة هذا الصرح وركيزته الأساسية"، مشددًا على أن استمرارية المستشفى وثباته في أصعب الظروف ما كانت لتتحقق لولا التزامهم وصبرهم وعطاؤهم الصامت.
وأشار الدكتور زعتري إلى أن القيمة الحقيقية للمستشفى لا تُقاس بالمباني أو المناصب، بل بالحضور اليومي إلى جانب المرضى، وبالالتزام المهني والإنساني الذي تحلّى به المكرَّمون على مدى سنوات طويلة، مثنيًا على كفاءتهم العالية وحرصهم الدائم على تطوير الأداء بما يخدم المرضى والمؤسسة معًا.
وتوجّه بالشكر إلى معالي وزير الصحة العامة على حضوره افتتاح جهاز الـCT Scan ومشاركته الموظفين هذا التكريم، معتبرًا أن هذه المشاركة تعبّر عن دعم حقيقي للمستشفى وللعاملين فيه، وعن إيمان بدوره الوطني والإنساني في مختلف المراحل الصعبة.
وختم الدكتور زعتري بالتأكيد على اعتزازه بالعمل مع فريق المستشفى، مشددًا على أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي سيبقى، بجهود أبنائه، صرحًا في خدمة الإنسان والوطن.
درع تكريمي
وخلال الحفل، كرّم الدكتور زعتري معالي وزير الصحة العامة بدرع تكريمي هذا نصه: "إلى معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين تقديرًا لدعمه المستمر وإسهاماته الفاعلة في تعزيز النظام الصحي ولا سيّما دعمه الدائم لمستشفى رفيق الحريري الجامعي".
تكريم الموظفين وكلمات
كذلك، ألقى ممثلون عن الموظفين الإداريين، والمصلحة الطبية، والتمريض كلمات عبّروا فيها عن اعتزازهم بانتمائهم إلى المستشفى، مثمّنين دعم الإدارة ووزارة الصحة العامة، ومؤكدين التزامهم بمواصلة رسالتهم الإنسانية في خدمة المرضى والمجتمع بكلّ مسؤولية وتفانٍ.
وفي ختام الحفل، جرى تكريم الموظفين وتوزيع شهادات تقدير لهم بمناسبة مرور 20 عامًا من الخدمة والعطاء المستمر، تقديرًا لجهودهم المخلصة في خدمة المرضى والمجتمع، وترسيخًا لقيم الالتزام والإنسانية التي يتميّز بها هذا الصرح الصحي الوطني.