خاص العهد
أحدثت العمليات البحرية اليمنية تحولًا جيوستراتيجيًا أعاد صياغة موازين القوى في المنطقة، مبرزة اليمن كفاعل دولي قادر على التأثير في شرايين التجارة العالمية. وفي تطوّر لافت، أعلنت شركة "ميرسك" عن عبور سفينتها "Maersk Sebarok" مضيق باب المندب بنجاح (18 - 19 كانون الأول/ديسمبر 2025)، وقد أكدت السفينة تطبيقها أقصى تدابير السلامة خلال عملية العبور. وهي المرة الأولى التي تعبر فيها سفينة تابعة لشركة "ميرسك" منذ عامين، وقد ذكرت الشركة أنها ستستأنف الملاحة تدريجيًا في البحر الأحمر. هذا التطور يشير إلى حجم الضغوط التي فرضها الحصار البحري اليمني على الكيان الغاصب وسلاسل التوريد العالمية.
تحطم الهيمنة الأميركية في البحر الأحمر
وفي تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد مجيب شمسان أن هذا التحول أفقد الأميركي الحضور الذي كان يتمتع به، وبرزت القدرة اليمنية في التحكم بإمدادات الطاقة والعبور البحري.

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد مجيب شمسان
وأشار شمسان إلى أن الولايات المتحدة، بعد فشل خمس حاملات طائرات في كسر الحصار أو حماية الكيان، بدأت تبحث عن وسائل بديلة منخفضة التكلفة، مثل طائرات "كاميكازي" (LUCAS) وقوة المهام "سكوربيون سترايك"، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد فقدانها لقوة الردع وتحوّلها من الهجوم إلى الدفاع.
تطور القدرات الصاروخية والمسيّرة
أوضح العميد شمسان أن اليمن استطاعت تطوير قدراتها العسكرية خلال ظرف زمني محدود، لتصل الصواريخ الباليستية والمجنحة إلى مستويات متقدمة فرضت مسرح عمليات واسعًا امتد إلى المحيط الهندي وثلاثة بحار. كما نجح الطيران المسيّر في تجاوز أحدث المنظومات الدفاعية والتكنولوجية الأميركية و"الإسرائيلية"، وصولًا إلى ضرب أهداف حيوية في عمق فلسطين المحتلة.
جعبة مليئة بالمفاجآت
وشدد شمسان في حديثه لـ "العهد" على أن المواجهة لم تنتهِ، قائلًا: "ما يزال لدى القوات المسلحة اليمنية الكثير من المفاجآت". وأكد أن العمل مستمر لتطوير القدرات العسكرية بناءً على قراءة الميدان، لتكون اليمن بمستوى تحديات المرحلة ومتطلبات نصرة القضية الفلسطينية.