فلسطين
عاش سكان غزّة أوضاعًا إنسانية كارثية خلال الأيام الأخيرة مع تفاقم أزمة الفيضانات التي ضربت المخيمات والمناطق السكنية جراء المنخفض القطبي "بيرون" الذي أثر في القطاع بشكل بالغ لمدة قرابة أسبوع.
وبالتزامن مع انتشار عشرات المشاهد التي توثق المعاناة الإنسانية، برزت محاولات من حسابات "إسرائيلية" على وسائل التواصل الاجتماعي لإخفاء حجم الكارثة وتشويهها، حيث زعمت أن الصور والفيديوهات المتداولة مزيّفة ومرتكزة على الذكاء الاصطناعي بهدف كسب التعاطف الدولي.
ورصدت "وكالة سند" الفلسطينية سلسلة من المنشورات والتغريدات التي ادعت أن الفيديوهات التي تظهر تدفق المياه ومعاناة الأطفال والنساء، تم توليدها رقميًا من قبل ناشطين فلسطينيين، في مسعى لنزع المصداقية عن المعاناة الحقيقية. وقد اعتمدت بعض الحسابات على مقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي تظهر مشاهد مبالغ فيها، في حين تم إعادة نشرها على نطاق واسع في إطار حملة منظمة للسخرية من الكارثة الإنسانية.
ولم تقتصر المشاركة على الحسابات "الإسرائيلية"، بل شملت حسابات أوروبية معروفة بعدائها للمسلمين، أعادت نشر المحتوى الزائف وزعمت أنه أصلي من الفلسطينيين. وأكد التحقيق الذي أجرته "سند" أن المصدر الأصلي للفيديوهات هو الحسابات "الإسرائيلية" نفسها، ولم تظهر في حسابات أي صحفي أو وسيلة إعلام معروفة في غزّة. ويُظهر هذا النمط التضليلي كيفية استخدام محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي لاتهام الضحايا بتصنيعه، في محاولة لنفي مصداقية المعاناة الفعلية.
في المقابل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة في 13 كانون الأول/ ديسمبر عن خسائر أولية تُقدّر بنحو 4 ملايين دولار، وتضرر البنية التحتية والإيواء نتيجة المنخفض القطبي. وبلغ عدد الضحايا الذين انتشلتهم طواقم الدفاع المدني 11 شهيدًا، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقود، وسُجل انهيار 13 منزلًا على الأقل. كما تسبب المنخفض بغرق وانجراف أكثر من 27 ألف خيمة من خيام النازحين، وسط تضرر مباشر لأكثر من ربع مليون نازح يعيشون في مخيمات ومراكز إيواء بدائية تفتقر للحماية. وتؤكد هذه المعطيات هشاشة بيئة النزوح التي فرضها الاحتلال بالقصف ومنع إدخال مواد الإيواء، مما جعل آثار المنخفض أكثر فتكًا بالسكان.