اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي طفرة تقنية في الصين: تسجيل 700 نموذج للذكاء الاصطناعي 

خاص العهد

خاص العهد

"ازرع زيتون" في بليدا: ميثاقُ بقاءٍ ورجمةٌ في وجه الاحتلال

رئيس بلدية بليدا: أي مشروع هو متراس صمود في وجه مشاريع العدو الهادفة إلى إفراغ القرى الحدودية من أهاليها
66

"ازرع زيتون" هو شعار أطلقته بلدية بليدا يحمل رمزية صمود وتشبث بأرض الآباء والأجداد، كما جذور الزيتون الضاربة في عمق الأرض.

في بليدا، البلدة المترامية على أقصى حدود الوطن جنوبًا ليس هناك أعمق من جذر يحكم قبضته في تراب أرض الآباء والأجداد. يقف المزارع هنا عند الحافة الأمامية حيث تمتزج رائحة التراب بعبق أريج الطيون والتبغ والزيتون، يعاين بيته، أرضه، زرعه، والذكريات.

كل هذا الدمار، هذا الإجرام الذي خلفه العدو الصهيوني في حربه العشواء، لم يفت من عزيمة أهالي بليدا. عادوا إليها منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار. عادوا إلى هذه الأرض التي روتها أمطار التاريخ ودموع الصباحات الباكرة كبارًا وصغارًا حاملين معاول الصبر وغراس الإصرار، فكل غرسة بل كل بذرة تنزل في أحشاء الأرض هي رجمة بحجر الوفاء في وجه العدوان.

هنا في بليدا لسان حال الجميع "سنزرعها من جديد"، فسيأتي يوم تمتد الأغصان مجددًا وثمراتها تعود تراقص رياح الحرية..  

هنا في بليدا يقول رئيس بلديتها الحاج حسان حجازي: "جذورنا ضاربة في هذه الأرض كما جذور الزيتون المتشبثة بالحياة والبقاء والصمود، لن تقتلعها يد العدو ولا آلته الإجرامية".

عبر موقع العهد الإخباري كشف رئيس البلدية "الحاج أبو عبد الله" عن مشروع جديد في البلدة أطلق عليه اسم "ازرع الزيتون" كجزء من سلّة إنمائية متكاملة بدأت بإعادة ترميم بركة البلدة وأقنيتها بإسهام مشكور من شركة الريجي بـ15 ألف دولار، بعدما دمرها العدو في حربه على كل ما يمت للحياة بصلة في بليدا كما في بقية بلدات الحافة الأمامية.

يقول الحاج أبو عبد الله حجازي لموقع العهد: "في إطار هذا المشروع أطلقنا نداءً لأصحاب الأراضي الذين لا ينوون زراعتها بتقديمها على سبيل الإعارة إلى البلدية أو لأي مزارع لاستغلالها وزراعتها وعدم تركها بورًا، ومن ثم قدمنا أصنافًا مختلفة من البذار من الحبوب؛ القمح، الشعير، الذرة، الفول، الحمص، السمسم، الترمس، وغيرها بأسعار رمزية للمزارعين".

يلفت رئيس البلدية إلى أن بلدة بليدا تعتمد نوعين من الزراعة المستدامة وعمادها شجرة الزيتون وشتلة التبغ، إلا أن الإجرام الصهيوني صبّ جام حقده على شجرة الزيتون بشكل خاص فعمد إلى تدمير آلاف الأشجار، قطعًا واجتثاثًا وتجريفًا واقتلاعًا. مشيرًا إلى أن العدو أقدم على اقتلاع عدد كبير من شجر الزيتون وسرقته ونقله إلى داخل فلسطين المحتلة.

يؤكد الحاج أبو عبد الله، أن بلدة بليدا خسرت في جولة العدوان ما يزيد عن 15 ألف شجرة زيتون، عدا عن بقية أصناف الأشجار الأخرى ومنها على سبيل المثال: التين، واللوز والصبار، والسماق، موضحًا أن الأضرار امتدت على امتداد مساحة بليدا من أطراف بلدة عيترون إلى أطراف بلدتي ميس الجبل ومحيبيب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.

ويلفت إلى أن العدو استهدف بشكل خاص شجرة الزيتون لرمزية هذه الشجرة المباركة، فهي ضاربة في عمق التاريخ كما جذورها ضاربة في عمق الأرض، ولما لها من خاصية لدى المزارعين وأهالي البلدات الجنوبية كونها رمزًا للصمود والثبات والتعلق بالأرض.

وعن حملة "ازرع زيتون"، يوضح حجازي أن بلدية بليدا قامت بالتعاون مع الأهالي وقوات اليونيفيل بجرف مساحة 25 دنمًا من الردم والركام الذي خلفه العدو في وسط البلدة، وحرثها وتنقيتها من الحجارة وإعدادها لزراعتها بأشجار الزيتون، في احتفال وصفه بـ"عرس بلدي" سيتم الإعلان عنه قريبًا ودعوة الأهالي للمشاركة فيه يتخلله توزيع نصوب الزيتون على المزارعين لزراعتها في رمزية خاصة.

ويكشف حجازي عن أن نحو 2000 مزارع سجلوا أسماءهم لدى البلدية كراغبين بالحصول على نصوب الزيتون، لإعادة زراعة أراضيهم بهذه الشجرة المباركة، مشيرًا إلى أن البلدية ستتكفل بتكاليف المشروع ويتحمل المزارع جزءًا رمزيًا عن كل نصبة زيتون، ليكون شريكًا في المشروع.

يؤكد حجازي أن أهالي البلدة تجاوبوا مع المشروع بكل جزئياته، وأبدوا استعدادهم للمشاركة فيه بفعالية وحماسة كبيرة، ما يعبر عن تمسكهم بأرضهم والصمود فيها، رغم كل الاعتداءات اليومية التي تطاول البلدة وتستهدف محاولات الترميم والبناء فيها، مشيرًا إلى أن العدو بالأمس أقدم على استهداف أحد المباني السكنية بمسيّرة مفخخة ما أدى إلى إحراقه، وقبل ذلك استهدف 3 جرافات بالتوالي، وكان أكثرها إجرامًا اغتيال موظف البلدية الشهيد إبراهيم سلامة ورغم كل ذلك، ازداد تمسك الأهالي ببلدتهم وأرضهم، وعبّروا عن المزيد من الصمود والتشبث بالأرض والبقاء فيها.

وعن تمويل مشروع "ازرع زيتون" يوضح حجازي أن أحد الأهالي قدّم للبلدية مبلغًا كهدية عن أرواح أمواته، على أن تتكفل البلدية بجزء، إضافة إلى إسهام رمزي من المزارعين المستفيدين.

وفي سياق مشروع السلة الزراعية، يقول حجازي لموقع العهد، إن بلدية بليدا طلبت من وزارة الزراعة 5 آلاف نصبة زيتون، موضحًا أن البلدية ستقوم عند استلام هذه النصوب برعايتها لمدة سنة كاملة قبل توزيعها على المزارعين لضمان نجاح زراعتها، إذ إن النصوب التي توزعها وزارة الزراعة هي إجمالًا صغيرة ومعرضة للتلف إن لم تتم رعايتها قبل زرعها.

يضيف حجازي سنعيد إن شاء الله زراعة كروم الزيتون التي دمرها العدو في حربه الإجرامية، "سنطلقها جذور صمود وستمتد إلى كل أرض في بليدا دمرها أو جرفها العدو، لتعود وتثمر من جديد وتعيد الحياة إلى تلك الكروم إن شاء الله".

وردًا على سؤال يؤكد حجازي، أن كميات كبيرة من محصول الزيت والزيتون في بليدا كان يصدر إلى الكثير من بلدان أوروبا أو أميركا والخليج وأستراليا.

ويتابع إن "بلدية بليدا ستنظم قريبًا في إطار الرزنامة الزراعية ندوات تثقيفية حول زراعة التبغ ورعاية شتلاتها بالتعاون مع الريجي، وسيتخلل هذه الندوات توزيع أدوية زراعية لمكافحة الأمراض والآفات التي تتعرض لها شتلة التبغ".

ويلفت حجازي إلى أن بلدية بليدا أعدت توثيقًا مفصلًا لحجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء الحرب الإجرامية الصهيونية، وقدّمت بيانات موثقة بها إلى كل من وزارة الزراعة وقيادة الجيش واليونيفيل، فضلًا عن شروحات قدمها شخصيًا إلى قائد اليونيفيل.

ويؤكد رئيس البلدية أن أي مشروع تجاري أو زراعي أو عمراني يمكن إنشاؤه في بليدا مهما كان صغيرًا، حتى لو كان "قن دجاج" إنما هو متراس صمود مقاوم ومدافع عن الأرض، في وجه مشاريع العدو الهادفة إلى إفراغ القرى الحدودية من أهاليها، سواء كان مشروع المنطقة التجارية أو المنطقة العازلة.

وتحدث حجازي عن العديد من المشاريع التي يمكن أن تقوم بها بلدية بليدا إلا أنها تنتظر التمويل من أهاليها الكرام وأصحاب الأيادي البيضاء، "فالدولة هنا غائبة كليًا والمشاريع بحاجة لتمويل ومبادرات".

الكلمات المفتاحية
مشاركة