اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مصر تدعو لاجتماع إفريقي طارئ لرفض اعتراف "إسرائيل" بـ"إقليم أرض الصومال"

فلسطين

استشهاد أبي عبيدة.. رحيل الصوت الملثم الذي شكّل أيقونة إعلامية للمقاومة الفلسطينية
فلسطين

استشهاد أبي عبيدة.. رحيل الصوت الملثم الذي شكّل أيقونة إعلامية للمقاومة الفلسطينية

63

أعلنت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام؛ الجناح العسكري لحركة حماس، إعلانًا رسميًا قالت فيه، إن ناطقها العسكري المعروف باسم أبي عبيدة قد استشهد، ناعيةً إياه باسمه الحقيقي حذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو إبراهيم). وجاء في نعي القسّام كلمات تمجّد مكانته ورمزيته، معتبرةً أن حضوره وخطابه شكّلا مصدر إلهام واسع لدى الملايين.

وقالت الكتائب في بيان النعي: "لا يمكننا إلا أن نتوقف إجلالًا وإكبارًا أمام صاحب هذا المقام الذي لطالما أطل عليكم بصوته القوي وكلماته الصادقة وبشرياته المنتظرة؛ الملثم الذي أحبه الملايين وانتظروا إطلالته بشغف، ورأوا فيه مصدر إلهام، وفي كوفيته الحمراء أيقونة لكل أحرار العالم".

من هو أبو عبيدة؟

وُلد حذيفة الكحلوت عام 1984 في المملكة العربية السعودية حيث كانت تقيم عائلته التي تعود أصولها إلى قرية نعليا قضاء عسقلان، إحدى القرى الفلسطينية التي دمّرها الاحتلال عام 1948. عاد في طفولته إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ثم التحق لاحقًا بـالجامعة الإسلامية، حيث درس الشريعة وأصول الدين.

الظهور الأول والمسار الإعلامي

ظهر أبو عبيدة للمرة الأولى علنًا خلال معركة “أيام الغضب” في غزة (أكتوبر/تشرين الأول 2004)، مسلحًا ومرتديًا قناعًا أسود، ليعقد أول مؤتمر صحفي لكتائب القسام داخل مسجد النور شمال مدينة غزة. وفي عام 2006 كُلّف رسميًا ناطقًا إعلاميًا باسم الكتائب.

في ذلك العام، أعلن أبو عبيدة أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهو إعلان شكّل  صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وأطلق مرحلة جديدة من الاهتمام العربي والإسرائيلي بخطابه وظهوره الإعلامي.

خطاب يتجاوز السياسة

منذ ظهوره قبل نحو عقدين، احتل أبو عبيدة مكانة بارزة في الوعي الجمعي العربي والإسلامي. وعلى الرغم من لثامه الدائم وإخفاء ملامحه، ظل حضوره قويًا ومؤثرًا، يتسم بلغة مشحونة بالإيمان والكرامة والعزّة. وترقّب ظهوره لم يقتصر على الجمهور العربي؛ إذ تداولت منصّات ووسائل إعلام إسرائيلية خطبه مترجمة إلى العبرية، رغم تجاهلها الرسمي لها في كثير من الأحيان.

وخلال فترات المواجهات العسكرية، وجّه أبو عبيدة بحسب ما ورد في خطاباته  رسائل تعبئة وتحريض على الانخراط في المواجهة، في ظل ملاحقة أمنية وتقنية مكثفة من أجهزة الاحتلال المدعومة غربيًا.
رمزية أيقونية وإدارة الظهور

لا تكمن رمزية أبي عبيدة في كونه متحدثًا إعلاميًا فحسب، بل في كونه  تجسيدًا صوتيًا للمقاومين على الأرض ولسانًا فصيحًا لمعاناتهم ومعاركهم. وقد رأى كثيرون في خطابه بعدًا أدبيًا وشاعريًا، منح كلماته قدرة على التأثير تتجاوز الخطاب السياسي التقليدي.

وجرى التعامل مع أبو عبيدة بوصفه رمزًا لا مجرد ناطق، فحرصت على ندرة ظهوره وتوقيت إطلالاته بما يحافظ على فاعليته ومعناه، ويمنع استهلاك صورته إعلاميًا. وبات ظهوره  لدى قطاعات واسعة مرتبطًا بإشعال الأمل في لحظات شديدة القتامة.

اهتمام دولي وعقوبات

يُعد أبو عبيدة من أبرز المطلوبين على قوائم الاغتيال لدى جيش الاحتلال. وقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية خلال الحرب إدراجه ضمن قوائم العقوبات، وهو ما أثار سخرية واسعة لدى مؤيديه، نظرًا لطبيعة العقوبات المرتبطة بالممتلكات والمصالح داخل الولايات المتحدة، في حين يُنظر إليه كشخص يعيش في ظروف حرب وملاحقة. ومع ذلك، عُدّ هذا الإجراء مؤشرًا على أهميته وتأثيره.

وبعد استشهاد أبي عبيدة، يبقى الملثم برمزيته وتأثيره الإعلامي أحد أبرز الوجوه التي شكّلت الوعي الجماهيري للمقاومة خلال العقدين الماضيين.

الكلمات المفتاحية
مشاركة