اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

التغطية الاخبارية

لبنان

لبنان| اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام : مشروع "الخدمة المدنية" وصفة خارجية لتجويع الموظفين وضرب التقاعد

2025-09-15
54

بعد الاطلاع على التصريحات الأخيرة لرئيسة مجلس الخدمة المدنية السيدة نسرين مشموشي، عبر صحيفة "الأخبار"، وما تضمّنته من تبرير لمشروع "الخدمة المدنية" الذي يُحضَّر بإشراف مباشر من البنك الدولي وصندوق النقد والاتحاد الأوروبي، أصدر اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام البيان الآتي:

في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يعيشها لبنان، يترقّب العاملون في القطاع العام أي مبادرة تُعيد بعضًا من الاستقرار إلى أوضاعهم المعيشية والمهنية. وفي هذا السياق، صدرت تصريحات عن رئيسة مجلس الخدمة المدنية السيدة نسرين مشموشي بشأن مشروع "الخدمة المدنية"، وما يتضمّنه من تعديلات على الرواتب والنظام التقاعدي. وانطلاقًا من مسؤوليتنا النقابية، نجد من واجبنا التعليق على ما ورد، وبيان مكامن الخلل والمخاطر التي يحملها هذا المشروع على مستقبل العاملين وحقوقهم. لذا يهمّنا توضيح الآتي:

1- المساس بالنظام التقاعدي خط أحمر:

خفض المعاش التقاعدي من 85% إلى 70%، ورفع سن التقاعد إلى 66 سنة، لا يمكن تسويقه كإصلاح. هذه خطوات تهدف إلى تحميل الموظف وحده كلفة الانهيار، بينما المسؤولون عن الهدر والفساد والتهرّب الضريبي يتمتّعون بحصانة سياسية ومالية. إنّ أي استهداف للنظام التقاعدي يعني عمليًا تدمير شبكة الأمان الاجتماعي لمئات آلاف العائلات.

2- الزيادات المؤجّلة إلى 2027 مجرّد وعود:

التذرّع بالعجز المالي لتأجيل استعادة الحقوق حتى 2030 هو استخفاف بالعاملين. كيف يُطلب من الموظف أن ينتظر خمس سنوات ليستعيد 75% فقط من راتبه عام 2019، فيما الأسعار تتغيّر يوميًا؟ إنّ هذا المشروع عمليًا يشرّع تجويع العاملين في القطاع العام حتى إشعار آخر.

3- توصيف "زيادة موضوعية" التباس:

ما وصفته مشموشي بـ"زيادة موضوعية" ليست سوى التباس في توصيف الأزمة. العاملون لا يطلبون منّة من أحد، بل يطالبون باستعادة قيمة أجورهم الحقيقية، وربطها بمؤشر غلاء المعيشة والتضخّم، لا بمؤشّرات يفرضها الخارج.

4- الإشراف الخارجي مرفوض:

أي مشروع يُطبخ بإملاءات من البنك الدولي أو صندوق النقد، سيأتي على حساب السيادة الوطنية وعلى حساب حقوق العاملين. الإصلاح الحقيقي لا يكون عبر وصفات جاهزة تُفرَض من الخارج، بل عبر معالجة الفساد الداخلي وإعادة توزيع الموارد بعدالة.

5- إلغاء الوظائف ضرب للإدارة العامة:

إعلان إلغاء 2600 وظيفة دفعة واحدة، مع الحديث عن خفض 10 آلاف وظيفة لاحقًا، يهدف إلى تفريغ الدولة من كوادرها وخبراتها، وإلقاء العاملين في المجهول، وفتح الباب أمام الخصخصة والتعاقد العشوائي.

إنّ اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام يؤكد حرصه على الإصلاح الإداري الحقيقي القائم على الشفافية والعدالة، لا على إملاءات خارجية تُضعف الدولة وتستهدف الموظفين. وعليه، ندعو السلطة إلى فتح حوار جدّي مع ممثلي العاملين، يضمن حماية النظام التقاعدي والرواتب، ويضع مسارًا إصلاحيًا ينهض بالإدارة العامة بدلًا من تفريغها. كما نهيب بجميع الزملاء والهيئات النقابية إلى التكاتف دفاعًا عن الحقوق المكتسبة، فالعاملون في القطاع العام ليسوا الحلقة الأضعف، بل هم الركيزة الأساسية لأي نهوض وطني.

المصدر : العهد