اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العلاقات الأميركية السعودية أمام أزمة وجودية بعد عام؟!

نقاط على الحروف

نقاط على الحروف

"ثورةُ".. فيلتمان

ما يجري مؤخرًا من أحداثٍ يؤكّد أنّ من يمتلكُ قرارَ تحريك شارع قوى "14 اذار" هي تعليمات جيفري فيلتمان
3355

شوقي عواضة(*)
 

مع تسارعِ الأحداثِ على السّاحةِ اللّبنانيّةِ وانقسام الحركةِ الاحتجاجيّةِ المطلبيّةِ أو بالأصحّ تبلور الحركةِ المطلبيّة التي ترفعُ شعارَ الاصلاح الحقيقي مع التّمسّك بالسّيادةِ اللّبنانيّة والحفاظِ على سلاحِ المقاومة كسلاحٍ رادعٍ في وجه أي اعتداءٍ على لبنانَ، يتجلّى المشهدُ السّياسيّ فيه ليصبحَ أكثرَ وضوحاً.

فما يجري مؤخرًا من أحداثٍ يؤكّد أنّ من يمتلكُ قرارَ تحريك شارع قوى "14 اذار" هي تعليمات جيفري فيلتمان التي يحسن بعض من في الداخل تلقفها.

وبالعودةِ إلى المشهدِ الميداني، وبعدما قامَ جزء من الحراكُ بالتّظاهرِ أمام السّفارةِ الأمريكيّة في عوكر رفضاً للتّدخلات الأمريكيّة التي تمثّلُ رمزاً للفسادِ العالميّ، جاء الردّ سريعا من خلال قطاعِ الطّرقِ الذين صعّدوا من "شعاراتهم". فكشفت هذه "الشعارات" المحازبين الذين في الشارع على عكس المقولة التي تقول "بحيادهم". وأكدت أنهم يتبعون لأحزاب عرفت بعدائها للمقاومة وبأجندتها الخارجية. رُفعت شعارات تصف قسمًا آخر من الشعب اللبناني بالارهاب عدا عن كيلِ الشّتائم الذي وجّهه جنودُ فيلتمان لقياداتٍ وطنيّةٍ ما زالت تقاومُ انجرارَ لبنان إلى الفوضى والانهيار.

وهي مؤشّرٌ واضحٌ وصريحٌ على الانتقال لمرحلةٍ جديدةٍ من الفوضى، لا يمانع فيها البعض من الاستجابة لرغبة الإدارةِ الأمريكيّة في التّصعيدِ التّدريجي لإيصالِ الوضعِ إلى مواجهة سيدفعُ ثمنها حلفاءُ أمريكا الذين لم يتعظوا من دروس الغدرِ الأمريكيّ الذي تشهدُ له السّاحاتُ بتخليه عن حلفائه كما فعل مع أعمدةِ حلفائه التّاريخيين في المنطقةِ من حسني مبارك إلى صدام حسين وغيرهم، وآخر هذه الدروس التخلي الأميركي عن الأكراد في شمال سوريا.

فأمريكا التي تخوض حروباً عديدةً في المنطقة عبر أدواتها من اليمن الى سوريا وغيرها والتي حوّلت دولَ الخليج إلى أكياس رملٍ تحتمي بها لن تقاتلَ مباشرةً دفاعاً عن حلفائها وهذا ما أعلنه الرّئيسُ الأمريكيّ ترامب. لكن أدوات أمريكا في لبنان ممن يقدّمون أوراقَ اعتمادهم لفيلتمان ورغم تجربتهم السّابقة معه لم يفقهوا أن الأمريكي لن يستطيعَ حمايتهم رغم تجاربهم الفاشلةِ معه سابقا، ولديهم إصرار على استغباءِ النّاس من خلال التّهرّب من مسؤوليّاتهم وجرّ البلاد إلى نفقٍ مظلمٍ كي لا تتمَّ محاسبتهم على فسادِهم.

(*) كاتب وإعلامي

الكلمات المفتاحية
مشاركة