سحبت القوات الصينية آلياتها وجنودها وخيامها بعد انتهاء التوتر مع الهند، في منطقة جالوان في إقليم لداخ الحدودي إلى الخلف بمسافة بين 1 و2 كيلومتر. وأتت هذه الخطوة بعد اتفاق الطرفين على خفض التصعيد وإيجاد منطقة عازلة بينهما على طول خط السيطرة الفعلي عقب الاشتباكات التي دارت منتصف الشهر الماضي.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، أن الجنود الهنود عبروا خط الحدود مرتين، واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين، وأدى هذا الأمر إلى مواجهة جسدية بالعصي والحجارة خلَّفت 20 قتيلا وعشرات الجرحى من القوات الهندية، ولم تؤكد الصين بعد ما إذا كانت قد تكبدت خسائر في صفوف قواتها، وهذه أول مواجهة بين الطرفين منذ اكثر من 4 عقود في نزاعٍ منذ عام 1947 على أطول حدودٍ غير مرسَّمةٍ في العالم بطول 3500 كلم حسب الهند بينما الصين تشير إلى 2000 كلم فقط.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، عندما سئل في مؤتمر صحافي عما إذا كانت الصين قد سحبت عتادا من وادي جالوان، قال "إن الطرفين يتخذان إجراءات فعالة للفصل بين القوات وتخفيف حدة الموقف على الحدود". وأضاف "نأمل أن تقابل الهند الصين في منتصف الطريق وتتخذ إجراءات ملموسة لتنفيذ ما اتفق عليه الطرفان، ومواصلة الاتصال الوثيق عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، وأن نعمل معا لتهدئة الوضع على الحدود".

يُذكر أن خفض التصعيد سبقه إجراءاتٌ اقتصادية وتصريحاتٌ هندية موجهة للصين في ظلِّ التزامٍ صينيٍّ بالتهدئة، فقد أعلن  رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "أنَّ الجيش الهندي مستعدٌ للدفاع عن بلاده" خلال زيارة لقاعدة عسكريةٍ هندية في لاداخ، كما قامت وزارة السكك الحديدية الهندية بإنهاء عقد شركة صينية، وقررت كذلك إنهاء مشروع مع «معهد بكين الوطني لأبحاث السكك الحديدية وتصميم الإشارات والاتصالات» بقيمة 4.7 مليارات روبية.

وأمرت وزارة الاتصالات في الهند جميع شركات الاتصالات بما في ذلك شركات «BSNL» و«MTNL» و«Jio» و«Airtel» وغيرها بحظر جميع الصفقات والمعدات الصينية، وطالبت الشركات بتجنب أي معدات صينية لتطوير خدماتها، في خطوة ضخمة من قبل الوزارة رغم أن غالبية معدات الاتصالات تأتي من الصين. هذا بالإضافة إلى أنه جرى حظر أكثر من 50 تطبيقاً صينياً بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

الكلمات المفتاحية