بعد هزيمتها المدوّية في مأرب، خرجت السعودية عما تبقى من "عقلانية" في سياستها اتجاه لبنان والمنطقة، وظهرت كطفل يدخل في نوبة غضب "عبثية" فيحطم كل ما حوله دون وعي أو إدراك. هكذا، تذرّعت السعودية بتصريح لوزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي لافتعال أزمة مع لبنان قطعت على اثرها العلاقات الدبلوماسية متوعّدة بالمزيد خلال أيام. التهويل السعودي الذي تولّت وسائل اعلام لبنانية أبرزها "إم تي في" الترويج له، وكذلك شخصيات واعلاميون وناشطون وسياسيون حاليون وسابقون، بلغ ذروته مع "أفكار خلّاقة" جاءت على لسان الوزير والنائب السابق عن حزب "الكتائب" إيلي ماروني.

خلال حلقة "اليوم السابع" على اذاعة "صوت لبنان"، كانت مداخلة لماروني تضمنت تكرارًا لما شهدناه من حفلات النحيب والتزلف على أعتاب السفير السعودي في لبنان. لكن المداخلة شهدت ابداعًا جديدًا من ماروني على صعيد المسرح الكوميدي، ربما ينافس فيه كبار الكوميديين العرب.

كشف ماروني عن "معلومات أمنية" سعودية تشير الى قرار لدى حزب الله بتزويج عناصره من "الحوثيين" (وليس الحوثيات؟) ومن شيعة العراق (ألا يوجد في لبنان شيعة؟)، لماذا؟ "لتغيير الديمغرافيا نهائيًا في لبنان" يقول ماروني بلهجة الواثق.

لا يكتفي ماروني بهذه الوصلة الكوميدية، بل "يذكّر" بما "حصل" منذ بضع سنوات في قضاء بعبدا وزحلة حين "طُلب" من عناصر الحزب الزواج من الجنوب وبعلبك لتغيير اللعبة الانتخابية.
الطامة الكبرى هي في ان ماروني قد تلمّس فعلا نتائج هذا القرار من خلال الأرقام الانتخابية التي "قفزت" في "السنوات القليلة" اللاحقة! أي أن ماروني يخبر الشعب اللبناني أن هناك جيلًا قد ولد وكبر وبلغ السن الانتخابية (21 عامًا) خلال سنوات قليلة وقد تمكن من احداث الفوارق في نتائج الانتخابات النيابية.

بهذه الخفة يخاطب أذيال السعودية الشعب اللبناني:

"- ماروني: معلومات أمنية في السعودية تتحدث عن قرار لدى حزب الله بزواج اللبنانيين من الحوثيين وشيعة العراق لتغيير الديمغرافيا نهائيا في لبنان  

- المذيع: مصاهرة يعني؟

- ماروني: نعم نعم وهيدا الشي لزيادة العدد.. وهيدا الشي أنا حكيت عنو من سنوات لما صار بقضاء بعبدا وزحلة لما طلب من العناصر تتزوج خارج المنطقة من الجنوب وبعلبك مطرح ما في فائض بالأصوات أيضًا لتغيير الديمغرافيا وتغيير اللعبة الانتخابية واذا بتطلّع بالأرقام سنوات قليلة قديش قفزت هذه الأرقام.. هيدا الشي بيخلينا ننتبه للمخطط".