اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي المصارف تتلاعب بالموظفين.. أدنى الرواتب في مواجهة "حيتان" المال

مقالات

ايران ترد الحجر: ارتقاء في التحدي وانذار للمتآمرين
مقالات

ايران ترد الحجر: ارتقاء في التحدي وانذار للمتآمرين

ليس أمرًا عابرًا أن يكون الرد انطلاقًا من إيران، وعبر صواريخ باليستية دقيقة
3799

جهاد حيدر

وجَّه حرس الثورة الاسلامية برده الصاروخي على "مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والاعمال الشريرة" في اربيل، العديد من الرسائل وفي أكثر من اتجاه، ومهَّد بذلك للتأسيس لمعادلة تحكم مستقبل الصراع في المنطقة.

أزال الرد الصاروخي الإيراني الستار عما وصفه بيان الحرس بـ"الأعمال الشريرة" للكيان الصهيوني، وأسلوبه وساحته، وبيّن أن لدى إيران هامشًا واسعًا من المبادرة والرد العملياتي، ويمكن أن يرتقي في أكثر من عنوان بحسب مسار التطورات.

كشف الرد الإيراني بلحاظ مزاياه في الأسلوب والساحة، عن أنه كان من ضمن مروحة من الردود المطروحة أمام مؤسسة القرار الإيراني وأن اختياره أتى انطلاقًا من قراءة مدروسة لأولوياتها وبما يُعزِّز قوة ردعها.

في مقابل سياسة الانكار والتعتيم التي تعتمدها "إسرائيل" في اعتداءاتها، وجّه بيان حرس الثورة في الاعلان عن القصف الصاروخي رسالة صريحة ومدوية بأن إيران مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى يتطلبه الدفاع عن أمن الجمهورية الاسلامية.

يشكل بيان حرس الثورة ارتقاء في مستوى التحدي الذي لا يترك مجالًا للَّبس في وضوح الخلفيات والأهداف والجهات المسؤولة، ويقطع الطريق على المستهدَفين ببلورة مخارج تهدف إلى التوهين من وقع الحدث حتى تُخفِّف من احراجها.

ليس أمرًا عابرًا أن يكون الرد انطلاقًا من إيران، وعبر صواريخ باليستية دقيقة. وهو أمر تفهم رسائله ودلالاته كل من واشنطن و"تل ابيب"، خاصة أنه يُجسّد الارادة السياسية للقيادة الإيرانية في مواجهة التهديدات التي تحدق بإيران.

يؤكد تزامن الرد الإيراني بالمزايا المشار اليها، مع المفاوضات النووية وتوقفها المؤقت، للطرفين الأميركي والإسرائيلي، أن لا مساومة حول استمرار تطوير وتفعيل قدرات ايران الصاروخية، وأن لا تفاهمات مباشرة أو غير مباشرة بما يتصل ببيئتها الاقليمية والقدرات العسكرية الإيرانية.

في هذا السياق، وجَّه الرد الصاروخي رسالة صريحة ومباشرة إلى كل الدول المحيطة التي تحتضن قواعد استخبارية وغير استخبارية إسرائيلية، بأنه قد يأتي دورها في سياق الرد على اعتداءات "إسرائيل" وأن عليها أن تتحمل مسوؤلياتها في ايوائها لها.

وكشف نائب رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي السابق، عيران عتسيون، عن أن الرد الإيراني هو جزء من استراتيجية ذكية تهدف بتعبيره، إلى الربط بين اعتداءات الشيطان الأصغر "إسرائيل"، وبين الشيطان الأكبر اميركا، في اشارة إلى عدم الفصل بين الطرفين في السياسة العدوانية الاقليمية. وأكد عتسيون ايضًا أن منح الولايات المتحدة حرية مواصلة "اعتداءاتها" سيساهم في تأجيج الوضع الاقليمي وارباك أي ترتيب سياسي تعمل عليه واشنطن. وفي بعض السيناريوهات قد تدفع أثمانًا أكثر ايلامًا.

يؤسس الرد الإيراني لحقيقة أن ما جرى هو محطة في مسار يهدف إلى بلورة معادلة جديدة ستتلمس واشنطن و"تل أبيب" نتائجها، بعدما اتضحت بعض معالمها.

قد يكون الأهم في كل هذه الأبعاد، وكل منها أهم في سياقه، أن رد حرس الثورة الصاروخي الباليستي، يشكل رسالة إلى الولايات المتحدة حول ملامح الاستراتيجية الإيرانية المضادة لخطة "إسرائيل" التي يؤكد عليها رئيس وزراء العدو، وتقوم على استنزاف إيران باعتبارها العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة، وبعبارته تمثل "رأس الاخطبوط"، بدلًا من استنزاف "إسرائيل".

مشاركة