اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي كيان العدو: تأهب عسكري خوفًا من إيران

نقاط على الحروف

أيار 2000.. تأريخ العبور
نقاط على الحروف

أيار 2000.. تأريخ العبور

منذ أيام نفذ حزب الله مناورة العبور، كانت الرسالة ومفادها أن ما بدأ عام 1982، وتوج بالعبور عام 2000، سيستكمل بالعبور الأكبر وهو تحرير فلسطين
2104

خليل نصر الله

لم تكن مناورة العبور التي نفذتها المقاومة مجرد استعراض عسكري، بقدر ما حملت معها جملة من الرسائل، أحدها في التوقيت وهو ذكرى تحرير أرض جنوب لبنان عام 2000.

بالعودة إلى العام 2000، مشهد التحرير كان يرسم صورة مستقبل الكيان على أرض فلسطين. يومها كان العبور من الأراضي المحررة إلى الأراضي المحتلة. الناس زحفت من كل حدب وصوب وحطمت أسطورة العدو وأزالت أولى الأسلاك الشائكة نحو قدس، فكان العبور على طريق القدس.

مشهد الناس عام 2000، رسم في أذهان الإسرائيليين صورة قاتمة حول مستقبلهم. هم يستذكرون ما جري، ويعبّرون بوضوح أنه يوم عارهم، لأن مشهد الاندحار كان بمثابة المسمار الذي ضرب هيبة جيشهم وكيانهم.

عام 2000 وصلت المقاومة إلى الحدود أيضًا، ومن هناك بدأت تعد لما هو قادم. وفي يوم 25 أيار وصل الأمين العام لحزب الله إلى مدينة بنت جبيل، وقف هناك مستخلصًا العبر من التحرير، ومتوجهًا إلى الفلسطينيين قائلا: "يا شعب فلسطين .. إن إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية، والله هي أوهن من بيت العنكبوت"، عبارة مدروسة رسمت مراحل المرحلة المقبلة من المواجهة، وعلى الأثر كانت الانتفاضة الثانية في فلسطين، محملة بدافع التحرير في جنوب لبنان، وهي انتفاضة العبور نحو مرحلة جديدة من المواجهة، كان نتاجها في غزة عام 2005، حين اندحر الإسرائيلي عن أرض القطاع، مخلفًا وراءه هزيمة أخرى.

وتوالت فصول العبور، بأشكال عدة، ضربات يتلاقاها الاسرائيليون بدءا من عام 2006، والحرب التي أرادوا من خلالها قطع طريق العبور نحو فلسطين، عبر سحق المقاومة، لكنها كانت دفعة جديدة من الأمل للمقاومين بعد نتائج المعركة التي هزم فيها العدو. تلك التجربة انتقلت إلى غزة، وهناك تواصل المقاومة بناء القوى، والضربات التي تعرضت لها على مدى سنوات طويلة، تحطمت عند أعتاب "سيف القدس" عام 2021، ونعيت بعد نتائج عملية "ثأر الأحرار"، وصار العبور الأكبر أقرب.

منذ أيام نفذ حزب الله مناورة العبور، في ذكرى التحرير. من عنوانها "سنعبر" كانت الرسالة ومفادها أن ما بدأ عام 1982، وتوج بالعبور عام 2000، سيستكمل بالعبور الأكبر وهو تحرير فلسطين عندما يعطي صاحب الإذن إشارته، وهي إشارة حتمية آتية لا محالة.
تحرير عام 2000 هو طريق عبور ولم يكن نهاية، والنهاية لا بد أن تكتب في صلاة جامعة في القدس، وهي أجمل النهايات التي لا يمكن أن تدونها إلا بندقية مقاوم.

مشاركة