اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي السيد أمين السيد: لا مستقبل للغرب و"إسرائيل" في منطقتنا

مقالات مختارة

برّي... وضرورات المرحلة
مقالات مختارة

برّي... وضرورات المرحلة

برّي... وضرورات المرحلة
858

نبيل هيثم- "الجمهورية"
 
يقول الرئيس نبيه برّي انّ الفرصة متاحة في أيّ وقت لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بشرط أن تتوفّر الإرادة الصادقة لدى المكونات السياسية لإتمام هذا الاستحقاق.

ولأنّ أحداً لا يعرف ماذا يُخبَّأ للبلد، توجّه بري إلى النوّاب قبل فترة بأنّ «ثمّة فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقّفها»، منطلقاً من قراءته لمشهد المنطقة، والخطر الكبير المتأتّي عليها من حرب الإباداة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، والتي كانت آنذاك ما تزال في بدايتها.

جلّ ما اراده هو اعادة الامساك بالبلد ومنحه شيئاً من المناعة بإعادة تكوين الدولة والسلطة، فالبلد بوضعه الراهن أضعف من أن يواجه المخاطر ايّاً كان حجمها. قال برّي ما يجب أن يحصل درءاً لمخاطر تلوح في الأفق. وفي ذلك دعوة لكلّ المعنيّين بالملف الرئاسي الى لحظة تخلٍّ عن منطق النكد والحقد المتبادل، والتفكير مليّاً بواقع لبنان دولة وشعبا ومؤسسات، أين كان؟ وأين اصبح؟ وأين يمكن ان يكون لاحقاً؟ والى أين يمكن أن ينحدر إن لم نلتقطه حتى لا يفوت الأوان؟ خصوصا انّ ثمة من يريد للمنطقة أن تزحل من مكانها.

ولقد كرّر أكثر من مرّة «أوّل شي البلد»، ولا بدّ لجدار الأزمة الرئاسيّة من أن يتشقق، وأقل الإيمان والواجب في هذه المرحلة الأخطر في تاريخ المنطقة - لبنان من ضمنها طبعاً - أن تتنادى المكونات السياسية لعبور هذا الجدار والتلاقي لإنقاذ ما يمكن انقاذه، والفرصة لم تفت بعد.
أثنى حلفاء بري على مبادرته هذه، حلفاؤه، وتحمّس لها وليد جنبلاط، وثمّة من قال: «فرصة في اليد ولا عشرة على الشجرة، ورئيس المجلس يحاول ان يضع رئاسة الجمهورية في اليد، لأنني مثله أخشى من الا تكون الرئاسة غداً لا في اليد ولا على الشجرة».

اما في المقلب الآخر، فلا حياة لمن تنادي. فبدل أن توقِظ صرخة بري النّائمين على مخدّة التعطيل، قابلتها أصنام ناشفة لا ترى، او لا تريد أن ترى ماذا يجري والى أين تسير المنطقة، وعقول مصفّحة بالحقد الأسود مبتدؤها وخبرها إنعاش حزبياتها وشعبوياتها، وأمّا إنعاش البلد فـ»الله لا يردّو». والأسوأ ما بين تلك الاصنام الناشفة والعقول المصفحة، صبيانيات لا تُرى بالعين المجردة، ومراهقات باحثة عن عضلات تستقوي بها، ومبرمجة فقط لأن تميل غب الطلب في ايّ اتجاه. في دور يؤديه ليشعرها بأنها موجودة على الحلبة السياسية!

في هذه الحفرة سقط، أو بالأحرى أسقطوا انتخاب رئيس الجمهورية وفي قعرها يقيدونه منذ 13 شهراً، بشروط ومستحيلات وشخصانيات وحسابات. وعلى سطحها يمضون في لعبتهم العبثية في ضرب المؤسسات من الحكومة الى مجلس النواب، والتباري في اثارة العصبيات والحساسيات والاستفزازات، والانخراط في محاور واصطفافات والتبرّع بلغة تعمّق الانقسامات على ما هو حاصل في زمن الحرب القائمة. وكذلك اختلاق ازمات يقفزون فيها من مشكلة الى مشكلة، على ما هو حاصل في ملف قيادة الجيش وصراع الكيد السياسي والتجريح الشخصي المتبادل حوله بين «القوات اللبنانية» الحاملة مع حلفائها لواء التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وبين «التيار الوطني الحر» الرافض بقاء العماد عون في اليرزة بعد 10 كانون الثاني المقبل ويشدّ لتعيين قائد جديد. هنا تكمن المشكلة المستعصية، وهنا تبقى كلّ الاحتمالات واردة.

مشاركة