اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بيرني ساندرز مجدّدًا: نتنياهو مجرم حرب ولن أحضر خطابه

مقالات

اليمن أصبح دولة طوق
مقالات

اليمن أصبح دولة طوق

اليمن يشد الخناق على الكيان المؤقت
1197


يضيق الخناق أكثر فأكثر على كيان العدو؛ فهناك توسيعٌ لدائرة النار شمالًا، حيث عَمَد حزب الله لإدخال مستوطناتٍ جديدة في دائرة الاستهداف، بعد تعمّد الاحتلال استهداف مدنيين، وتصديقًا لتوعّد الأمين العام لحزب الله يوم العاشر، بأنّ استهداف المدنيين يعني دخول مستوطنات جديدة إلى قائمة الاستهداف، وهذا يعني المزيد من المهجّرين، وزيادة في مساحة السيطرة النارية للحزب شمال فلسطين المحتلة.

كذلك هناك المفاجأة الصادمة لصلافة العقل الصهيوني، باستهداف أنصار الله في اليمن لـ"تل أبيب"، بما ينذر بالمزيد من توسعة الاستهدافات لبقرة "إسرائيل" المقدسة، مركز الثقل السياسي والاقتصادي، والأهم مركز الثقل المعنوي للمستوطنين، الذين يعتقدون أنّ "عاصمتهم" خارج نطاق قدرة أيّ طرفٍ ليس على استهدافها، بل مجرد التجرؤ على التفكير بذلك.

إنّ قرار استهداف"تل أبيب" قرارٌ يكتنز شجاعة هائلة، وحكمة راسية، وهو بالتالي قرارٌ استراتيجي غير قابل للمساومة، أيّ أنّه ليس مجرد تكتيكٍ حربي أو حتّى تكتيكٍ تفاوضي، وإقراره يشبه الطلقة التي لا يمكن التراجع عنها، كما شبّه محمد حسنين هيكل الثورة الإيرانية يومًا ومطلقُها "بالطلقة التي انطلقت من القرن السابع، واستقرت في قلب القرن العشرين"، وهو يعني الاستئناس بكربلاء، وهذا تشبيهٌ صالحٌ لقرار الأنصار في اليمن بضرب "تل أبيب".

ولنا أن نتصوّر قادم الأيام، في حال إصرار الولايات المتحدة على مواصلة العدوان على غزّة، وعدم الذهاب سريعًا إلى صفقةٍ تلبي شروط المقاومة في غزّة، وإضاعة فرصة التوقف عند هذا الحدّ، حيث ستصبح "تل أبيب" منطقة غلاف بالنسبة لحجم المسيّرات والصواريخ الذي ستستقبله من اليمن، وكذلك لا نستبعد دخول الحشد الشعبي في العراق على خط استهدافها أيضًا، وذلك نظرًا لسابقة قيام الحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، بعمليات مشتركة في البحر والبرّ، وهذا ما سيؤدي إلى أن يكون الاستهداف يوميًا.

بالإضافة لذلك، هناك التوسعة النارية التي يقوم بها حزب الله في لبنان، ما سيزيد من الضغط على الوسط، وهو ضغطٌ عسكريٌّ واقتصاديٌّ ومعنويٌّ، على الحكومة الصهيونية كما على المجتمع الاستيطاني، وكذلك على وعيه، في عملية كيٍّ غير مسبوقة في تاريخ الكيان المؤقت.

ثمَّ جبهة غزّة وهي الجبهة الرئيسية حتّى اللحظة، والتي رغم جراحها الغائرة، لا زالت تُثخن في العدو، وتجعل من جنوده وآلياته شواخص رماية، كلمّا أصرّوا على البقاء كما يمنّي نتنياهو نفسه.

وهذا السيناريو المخفف رغم قتامته في الوعي"الإسرائيلي"، إلى أنّه لا يدفع صاحب قرار الحرب في واشنطن لاتّخاذ قرار وقفٍ فوريٍ للحرب، رغمّ أنّه الطريق الأقصر لحماية الكيان من هذا السيناريو القاتم، والسيناريوهات الأشدّ قتامةً. وهذا يأخذنا لاستنتاجٍ قطعيٍّ بأنّ الإدراك في واشنطن وكذلك في "تل أبيب"، أنّها النهاية، ولن يفيد أيّ استدراك لإعادة إحياء مشروع الكيان الوظيفي، وإن كان تأخير النهاية ممكنًا عبر الرضوخ لشروط غزّة ومقاومتها في مفاوضات الهدنة.

حين اتّخذ كُماة اليمن قرارهم بضرب"تل أبيب"، كانوا يضعون بيدّ المفاوض الفلسطيني درعًا من فولاذٍ وسيفًا غير مثلّم، ليضرب به على الرؤوس المتيبسة بفعل الصدمة، صدمة العقل الاستعماري بسرعة انهيار مشروعهم الوظيفي في فلسطين، وهو درعٌ وسيفٌ لا يُستردان، حتّى تحقيق أهداف الطوفان التكتيكية والاستراتيجية، فاليمن أصبح دولة طوق، بكلّ ما لذلك من تداعيات.

الكلمات المفتاحية
مشاركة