حذّر الخبير الأميركي المتخصّص في مجال العنف السياسي روبرت بيب من أن العنف السياسي في الولايات المتحدة يصبح شائعًا أكثر مع مرور كل عام، ومن تزايد التأييد للعنف السياسي في قضايا مختلفة، وذلك على خلفية مقتل بريان تومبسون المدير التنفيذي لشركة UnitedHealthcare المعنية بالتأمين الصحي.

وفي مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، أشار بيب إلى العنف السياسي الذي حدث في أميركا خلال الاعوام القليلة الماضية، لافتًا إلى محاولة استهداف رئيسة البرلمان السابقة نانسي بيلوسي عام 2022 وذلك عندما اقتحم أحد الاشخاص منزلها وقام بالاعتداء على زوجها، وأضاف أن معتديًا كان يراقب منزل الرئيس السابق باراك أوباما، حيث عثر على أسلحة داخل سيارته، وذلك عام 2023 الماضي. كذلك أشار إلى محاولتي الاغتيال اللتين تعرض لهما الرئيس المنتخب دونالد ترامب هذا العام.

ونبّه الكاتب من أن ذلك يحدث على نطاق سياسي واسع، ومن أن العنف يصبح أمرًا أكثر طبيعيًا اليوم مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل 5 أو 6 أعوام، ووصف اغتيال تومبسون بالهجوم الذي يتخطى العتبة، ما خلق سابقة وهي الدعم الذي يعبّر عنه المجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يجري التعاطي مع منفّذ الاغتيال على أنه بطل.

وتابع الكاتب قائلاً: "خلفية المنفذ تجسّد تطبيع العنف السياسي، إذ إن الفكر السائد هو أن الأشخاص الذين يمارسون العنف هم من المهمّشين في المجتمع".

وأشار في هذا السياق إلى الأشخاص الذين لاحقهم مكتب التحقيقات الفدرالي FBI بين عامي 2000 و2015 لقيامهم بأعمال عنف سياسية، إذ إن هؤلاء كانوا ينتمون إلى ميليشيات، ونسبة الثلث منهم كانوا عاطلين عن العمل، غير أنه شدد على أن خلفية قاتل تومبسون لا تتمتّع بهذه المواصفات، فقد جاء من خلفية ثرية نخبوية.

وقال الكاتب، إن المواصفات التقليدية لمرتكبي العنف السياسي تتحوّل، وإن انتشار العنف السياسي في أميركا يكشف عن فئة أكثر تنوعًا من الأفراد الذين يرتبكون أعمال العنف السياسي، مضيفًا أن هذه الفئة الموسّعة من الأشخاص تصبح كأنها تعكس صورة أميركا نفسها.

كذلك تحدث الكاتب عن ضرورة إجراء نقاش وطني ليس فقط لإدانة الأعمال نفسها، إنما أيضًا إدانة التأييد للعنف السياسي و"إعادة توجيه الغضب"، مشددًا على أن هناك حالة غضب حيال نظام الرعاية الصحية والشركات.

الكلمات المفتاحية