وسط أجواء مشبعة بالحزن والفخر، ودّعت بيروت أمينها العام، السيد حسن نصر الله، في مراسم تشييع غير مسبوقة شهدتها المدينة الرياضية. جموع غفيرة من المشيّعين اكتظت بالمكان منذ ساعات الصباح الأولى، في مشهد جسّد أسمى معاني الولاء والوفاء لمسيرة قادها السيد نصر الله حتى لحظة استشهاده.

مشاركات عديدة كانت لافتة اليوم في التشييع الحاشد والمهيب. من تركيا، جاء المشاركون ليدلوا بدلوهم في هذه اللحظة التاريخية، مؤكدين أن غياب السيد حسن نصر الله لن يغير شيئًا في معركة الأمة ضد الاحتلالات والمشاريع الغربية التي تسعى لتقسيم المنطقة. كما كان للمشاركين من اليمن دور كبير، حيث عبروا عن تقديرهم لمواقف السيد نصر الله في دعمهم في وجه العدوان، مشددين على أنهم يودعون اليوم قائدًا، لكن "الطريق إلى النصر مستمر."

من العراق، تحدث عدد من المشاركين عن الدعم الكبير الذي قدمه السيد حسن نصر الله للمقاومة العراقية، وأكدوا العهد المشترك مع لبنان  في مواجهة الهيمنة الأمريكية و"الإسرائيلية".

ومن أفغانستان، كانت الرسائل مؤثرة أيضًا، حيث تحدث أحد المشاركين قائلًا: "نحن هنا اليوم، لأن السيد حسن نصر الله كان حاميًا للمقاومين في كل أنحاء العالم، من فلسطين إلى أفغانستان".

كذلك شارك العديد من المجاهدين الأفغان الذين لا يزالون يحملون جراحات طويلة من سنوات المواجهة في بلادهم. قال أحد المشاركين الأفغان: "السيد حسن كان قائدًا للمجاهدين في كل مكان، ونحن هنا اليوم لنقول إن طريق الجهاد الذي بدأه في لبنان لن ينتهي. في أفغانستان، نعلم تمامًا أن النصر على الاحتلال لا يتحقق إلا بالصمود والمقاومة، وسنظل على هذا النهج."

أما من إيران، فقد كانت الكلمات مليئة بالإحساس والفخر. قال أحد الإيرانيين: "نحن في إيران نعتبر أن السيد حسن نصر الله كان جزءًا من روح الثورة الإسلامية. كان أستاذًا في فنون الجهاد، وعهدنا له أن نبقى على طريق المقاومة حتى آخر نفس. اليوم، نقف هنا لأننا نعلم أن المقاومة في لبنان هي جزء لا يتجزأ من مقاومة الأمة الإسلامية".

الكلمات المفتاحية