لأنّ البذل مقدّس في مسيرتنا الجهادية، حملت الهيئات النسائية في حزب الله على عاتقها مسؤولية حفظ إرث الشهداء وصون عائلاتهم، ورعاية بيئة المقاومة، فتطلق عملًا من هنا، وتنفّذ نشاطًا من هناك، دعمًا لبنات الشهداء وأبنائهم، ومساندة للأهالي. 

وفي سياق الجهود الرامية إلى دعم بيئة المقاومة، وضعت الهيئات النسائية في منطقة جبل عامل الثانية برنامجًا خاصًا يعكس اهتمامها بشريحة عوائل الشهداء خاصة، والتزامها بتقديم الدعم المعنوي والنفسي لها، تقديرًا لدورها الكبير في حفظ المسيرة.

وبهذا الصدد، باشرت الهيئات النسائية في منطقة جبل عامل الثانية، منذ مطلع شهر نيسان، بورش تدريبية للأخوات، بهدف تأهيلهن لمتابعة أحوال الناس، ومساعدتهن للإجابة على استفسارات النساء والأطفال النفسية والاجتماعية والسياسية، بعد الحرب الغاشمة التي شنها العدو الصهيوني على لبنان، على حد قول مسؤولة الشؤون الاجتماعية والعلاقات في قسم الهيئات النسائية في منطقة جبل عامل الثانية الحاجة فاطمة فرحات لموقع "العهد" الإخباري. 

هذه الورش تأتي من ضمن خطة المساندة للناس ولعوائل الشهداء بعدما عاشوا الفقد ودمرت بيوتهم، لتأهيل الأخوات لكيفية التعاطي مع هؤلاء، لأن الوقع كان كبيرًا، وللإجابة على استفسارات الناس وخاصة أسئلة الأطفال.

ورش اجتماعية 

وبحسب الحاجة فرحات، تستهدف الدورات التدريبية مندوبة الشعبة، ومسؤولة الملف الاجتماعي، ومسؤولة ملف العلاقات، والمعاونة في ملف عوائل الشهداء، والأخوات في الهيئات النسائية، ومن ضمن الحضور اللجان العلاقاتية والاجتماعية في الشعبة. 

وقد بلغ عدد الورش 7، بينما ناهز عدد الأخوات المشاركات 320، وفقًا للحاجة فرحات التي تشير إلى أن عنوان الورشة هو مساندة عوائل الشهداء، ومحاورها هي: كيف أكون مساندة نفسيًا لعائلة الشهيد، وكيفية التفريغ النفسي، والرد على التساولات الغيبية للأطفال، والخروج من حالة الحزن والفقد.

وتوضح أن زيارات الهيئات النسائية لعوائل الشهداء ليس لحل المشاكل، ولكن لرصدها وإعطاء العلم بها لمندوبة مؤسسة الشهيد في القطاع.

الحاجة فرحات تؤكد أن هذه الدورات تتماشى مع تطلعات المرحلة وأهدافها، وتخدم عملية إسناد الناس، وتجري بإشراف مختصين.

ورش سياسية

كما نظّمت الهيئات النسائية سلسلة لقاءات سياسية حوارية موسعة للأخوات، حاضر فيها عدد من المحللين والنخب السياسية مثال وزير العمل السابق مصطفى بيرم، والمحلل السياسي ياسر غندور، وعضو المكتب السياسي في حزب الله ريما فخري، وتمحورت اللقاءات حول آخر المستجدات السياسية محليًا وإقليميًا ودوليًا، خصوصًا "ما يتعلق بالعدوان على لبنان، وغزة، وانعكاسها على الوضعين اللبناني والفلسطيني"، وفقًا للحاجة فرحات، وقد بلغ عدد اللقاءات السياسية 7، شارك فيها 400 أخت. 

وتهدف هذه الورش واللقاءات السياسية لمساعدة الأخوات على فهم الوضع السياسي، ليتمكنَّ من الإجابة على أسئلة الناس واستفساراتهم، وتصويب الآراء، خصوصًا بوجه الحملة الإعلامية المغرضة التي يواجهها حزب الله والبيئة المقاومة، والتي تحمّل المقاومة المسؤولية.

دورات تأهيلية 

ومن ضمن الخطة، تنظّم الهيئات النسائية دورات تأهيلية لأهل الاختصاص، كالتخصّصات النفسية والاجتماعية والأسرية والتربوية، وتضمن برامج لتثبيت معلومات الأخوات، وتسهيل عملهن بين الناس.

الكلمات المفتاحية