اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الجامعة الأميركية في أسبوع فلسطين: ممنوع نقد الإبادة والمطالبة بحق العودة

عربي ودولي

الصحف الإيرانية: تباين داخلي وخارجي في المواقف بشأن المفاوضات النووية وسط إرباك أميركي
عربي ودولي

الصحف الإيرانية: تباين داخلي وخارجي في المواقف بشأن المفاوضات النووية وسط إرباك أميركي

210

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم ‏الخميس‏، 17‏ نيسان‏/أبريل 2025، بالآراء المختلفة داخل إيران وخارجها المتعلقة بسير المفاوضات والمحادثات في الملف النووي الإيراني، فسلطت الضوء على الارباك الذي حصل بين مسؤولي الإدارة الأميركية حيال قضية التخصيب، وكذلك اهتمت بعرض مختلف الرؤى الحزبية الإيرانية في قضية التفاوض.

ارتباك أميركي أزاء المفاوضات

بداية؛ كتبت صحيفة وطن أمروز: "ستيف ويتكوف، وهو الممثل الخاص لدونالد ترامب في غرب آسيا والمسؤول أيضًا عن المفاوضات النووية مع إيران، أثار في إشارة إلى ادعاء الرئيس الأميركي بشأن منع إيران من الحصول على السلاح النووي. وقال إنه من وجهة نظر إدارة ترامب يمكن التوصل إلى اتفاق مع إيران يعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المئة فقط .. وفور صدور تصريحات ويتكوف، وجهت التيارات الراديكالية، وكذلك الديمقراطيون، انتقادات كثيرة، وكانت الكلمة الأساسية في كلّ هذه الانتقادات هي أنّ ما قاله ويتكوف كان في الواقع اعترافًا بتخصيب منخفض المستوى، وأن هذا هو في الواقع الاتفاق نفسه المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)؛ والذي سحب ترامب الولايات المتحدة منه في العام 2018. .. وبعد ساعات من تصريحات ويتكوف وسيل الانتقادات الموجهة إليه، كتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "أكس" أنه لا ينبغي لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم. هذه المرة، أدخل مصطلحًا جديدًا إلى الأدبيات المتعلّقة بالمفاوضات والاتفاق المحتمل مع إيران، متحدثًا عن صفقة ترامب.

تتابع الصحيفة: "في واقع الأمر، تشير هذه العبارة الجديدة إلى أن الاتفاق المحتمل مع إيران يجب أن يكون مختلفًا عن الاتفاق الذي توصلوا إليه في العام 2015، أي خطة العمل الشاملة المشتركة. وزعمت بعض المصادر الإعلامية في الولايات المتحدة أن ترامب، بعد التفاوض مع كبار أعضاء إدارته- انقسموا إلى فريقين: فريق يؤيد اتّفاقًا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وفريق يؤيد اتّفاقًا من دون الاعتراف بهذا الحق - قرر هذه المرة استخدام كلمات ويتكوف ليقول إن الاتفاق المحتمل مع إيران سيكون مختلفا عن خطة العمل الشاملة المشتركة. ولإظهار هذا الاختلاف، أثيرت قضية عدم الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.67 في المئة. كيف نفهم تغيير موقف ويتكوف؟ فهل يشير هذا التغيير في الموقف إلى أن الديمقراطيين ومعارضي الاتفاق مع إيران استغلوا ضعف ترامب الشخصي، ومن خلال استفزازه، يسعون إلى دفعه إلى طرح شروط للاتفاق من شأنها أن تقلل من فرص نجاحه؟ فهل سيلجأ ترامب، بتأثير من معارضيه وحتّى لا يتهم بإبرام اتفاق مماثل للاتفاق النووي السابق مع إيران، إلى طرح شروط جديدة من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من فرص التوصل إلى اتفاق؟". وتجيب الصحيفة : "ما يزال من المبكر جدًا العثور على الإجابة الصحيحة. علينا أن ننتظر ونرى ما هو الموقف الذي سيتخّذه فريق التفاوض الأميركي، في الجولة الثانية من المفاوضات، وهي مرحلة تحديد الإطار وصياغة أسس المفاوضات، وخاصة في ما يتعلق بحق إيران في التخصيب".

في هذا الصدد؛ تكمل الصحيفة :"لكن يمكن الإشارة إلى أن ترامب يعرف أكثر من أي شخص آخر أن المطالبة بوقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم يعني وقف المفاوضات فورًا وفشلها نهائيًا. وذلك لسببين على الأقل: أولًا، إن الحق في تخصيب اليورانيوم والحفاظ على هيكل البرنامج النووي هو الخط الأحمر الإيراني، ... وإن إثارة هذه القضية والإصرار عليها في المفاوضات المستقبلية يدل على عدم استقرار أميركا في المفاوضات، ما يعني عدم الثقة المطلقة بالحكومة الأميركية. ولذلك، ونظرا إلى عدم استقرار الحكومة الأميركية والتأثير الواضح للمعارضة في الولايات المتحدة، ستعد إيران هذه المفاوضات عديمة الفائدة، ولن تستمر فيها.... فأميركا هي العدوّ الأول لإيران، وأي إجراء من جانب هذه الدولة ضدّ إيران ليس مستبعدًا. ويعتقد كثيرون أن المفاوضات الحالية هي مجرد خدعة لإلقاء اللوم على إيران وتسويغ استخدام الخيار العسكري ضدّها...وعلى الرغم من أنه من المبكر جدًا التأكد من هذه المسألة، إلا أن تاريخ الولايات المتحدة، وخاصة تجاه إيران، يجعل دائمًا التشاؤم بشأن هذا البلد والمفاوضات معه أكثر مصداقية من التفاؤل".

أوهام ترامب

من جهتها، كتبت صحيفة رسالت: "ترامب الذي يصرخ بأهدافه وخططه، بصوت عالٍ مع نرجسية إعلامية، ليصور نفسه بطلًا خارقًا، يطالب بأقصى قدر من المطالب، في حين أن فشله في إجبار الدول على مطالبه يعني الهزيمة والنكسة. ويظهر سلوك ترامب أنه، بالإضافة إلى طموحاته المتطرفة، وخاصة على المدى القصير، غير قادر على مقاومتها، ولا يملك عمليًّا الأدوات اللازمة لتحقيق أهدافه المزعومة. على سبيل المثال، هو أعلن فرض رسوم جمركية باهظة على دول أخرى، في حين أدى إنشاء اتحادات وتحالفات عالمية ضدّ رسومه الجمركية إلى دفعه إلى التراجع عن موقفه من الرسوم الجمركية في فضيحة كبرى والحديث عن إعفاء بنسبة 90% للدول باستثناء الصين. وأعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الصين، الأمر الذي دفع بكين من جهة إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 125%، ومن جهة أخرى برزت الآثار المدمرة لهذه الرسوم على الاقتصاد المحلي الأميركي، فكانت المظاهرات والاحتجاجات الواسعة النطاق، ما دفع ترامب أخيرًا إلى الحديث عن إعفاء السلع الإلكترونية من هذه الرسوم".

مشكلة التحزّب في النظر إلى المفاوضات

هذا؛ وكتبت صحيفة همشهري: "الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة استضافتها سلطنة عمان. والنقطة الجديرة بالملاحظة، والتي تستحق التحليل، هي رد الفعل الحزبي للتيارات السياسية تجاه هذه المفاوضات. إن إلقاء نظرة على تصنيف هذه الأحزاب وردود أفعالها أزاء المفاوضات الإيرانية - الأميركية يظهر أن إحدى آفات السياسة الخارجية هي هذه الآراء التحزبية الآحادية الجانب التي لا تمتلك فهمًا صحيحًا للمصالح الوطنية، في ساحة العلاقات الدولية وصراعات القوّة.... إذ ترى الحركة السياسية أن الحل الوحيد لمشكلات البلاد يكمن في المفاوضات مع أميركا؛ الحقيقة أن هذه الحركة والتيار لا تملك خطة واضحة ومحدّدة لإدارة البلاد، وكلّ  ما تقوله هو أننا يجب أن نتفاوض، وهذا كلّ شيء!..بالطبع، سابقًا، وتحديدًا في ظل ما يُسمى بالحكومة المعتدلة، جرت تجربة التفاوض بزخم وطاقة كبيرين، وأدت إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي انسحب منه ترامب في نهاية المطاف في أيار/مايو 2018. 

تتابع الصحيفة: رأى الرأي العام أن الاتفاق النووي كان خسارة فادحة، والتي، على حد تعبير رئيس البنك المركزي في تلك الحكومة نفسها، كانت: لا شيء تقريبًا! والآن، مرة أخرى، هناك حركة سياسية، من دون أن تتعلم من التجارب السابقة، لا تفعل سوى "التطبيل" للمفاوضات! ... أما التيار السياسي الآخر يرفض التفاوض، بشكل كامل، ولا يضع في حسبانه حتّى عنصر الوقت أو المصلحة الوطنية. هذا الاتّجاه يشبه أولئك الذين يحبون التفاوض بأي ثمن! ... أما الاتّجاه الثالث؛ فهو الذي يختبر قضية التفاوض أمام الرأي العام الاجتماعي، وينظر إلى المفاوضات وكأنه سلة من الأصوات في الانتخابات. أحيانًا يوافق على التفاوض، وأحيانًا أخرى يختلف ويحاول اتّخاذ موقف وسط، وأحيانًا أخرى يلتقط صورة تذكارية مع المفاوض، وأحيانًا أخرى يهاجمه. بصرف النظر عما إذا كان لديه رؤية إستراتيجية للمفاوضات تتوافق مع المصالح الوطنية".

أما الاتّجاه الرابع؛ فقد بيّنت الصحيفة أنه: هو الذي يتبنى رؤية إستراتيجية ومبدئية للمفاوضات؛ يفهم صراع القوّة في ساحة العلاقات الدولية، ويفهم ظروف البلاد، ويميز بين المفاوضات الجيدة والسيئة، ويتبع شروط الاتفاق الجيد. ويحاول في نهاية المطاف رؤية المفاوضات من حيث إمكان استخدام الثغرات الدبلوماسية. وبطبيعة الحال، هو يعارض أي تراجع غير تكتيكي. إن ما يهم في هذه العملية هو ضمان المصالح الوطنية لإيران الإسلامية. وتؤمن هذه الحركة بقوة البلاد ونفوذها، وترى أنه ينبغي أن تكون هناك سيناريوهات مختلفة في مواجهة الأعداء، وبينما تعتقد هذه الحركة أن مفتاح حل مشكلات البلاد يكمن في داخل البلاد، فإنها تؤمن أيضًا بجدوى التفاوض بشروط محدّدة وفقًا لمتطلبات العصر".

الكلمات المفتاحية
مشاركة