عربي ودولي

وزير الدفاع السعودي: لقاءاتنا في إيران مفيدة وإيجابية وبنّاءة للغاية
الرئيس بزشكيان: بإمكان إيران والسعودية أن يكونا نموذجًا للتعاون الإقليمي
أكد رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران مسعود بزشكيان ضرورة توطيد وتدعيم الوحدة والانسجام في العالم الإسلامي، داعيًا إلى توسيع التعاون الثنائي بين إيران والسعودية في جميع المجالات والإفادة من الطاقات المشتركة لتسوية القضايا الإقليمية.
وأشار بزشكيان لدى استقباله مساء اليوم الخميس 17/4/2025 وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والوفد المرافق له إلى أوجه الاشتراك الدينية والثقافية والتاريخية المعمقة بين الدول الإسلامية، مشدّدًا على ضرورة ترسيخ الوحدة والانسجام في العالم الإسلامي، وقال: "إننا نعتبركم أخوة لنا، ومنذ أن بدأت حكومتي مهام عملها، أبدت اهتمامًا بتعزيز التواصل الأخوي بين البلدان الإسلامية".
وأكد أن التماسك بين الدول الإسلامية يشكّل شرطًا ضروريًا لنيل السلام والأمن والتنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة، معربًا عن الأسف لأن الشعوب التي تملك قبلة وكتابًا ودينًا مشتركًا، وتعيش في منطقة زاخرة بالبركة، تواجه خلافات وفقرًا، موكدًا أن هذا الوضع لا يليق بالأمة الإسلامية.
وشدد بزشكيان على أهمية نبذ الخلافات وتدعيم التعاون الإقليمي قائلًا إن "زعماء البلدان الإسلامية قادرون في ظل الإرادة المشتركة، على تقديم نموذج ملهم لباقي المجتمعات عن التعايش والرفاهية والتقدم"، مضيفًا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاهزة بالكامل لتوسيع علاقاتها مع السعودية في جميع المجالات وتعميم التعاون الثنائي ليشمل سائر البلدان الإسلامية".
وتطرق إلى الوضع المأساوي الذي يمرّ به أهالي غزّة، وقال "إنْ توصلت البلدان الإسلامية إلى لغة مشتركة واتحاد حقيقي، فإنّ الكيان الصهيوني لن يكون قادرًا على اقتراف كوارث إنسانية مثلما يحصل اليوم في غزّة".
ورحّب بزشكيان بتشكيل مجموعات عمل مشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، وقال إن "إيران والسعودية، بوسعهما من خلال التعويل على الطاقات المشتركة ومن دون التدخلات الأجنبية، تسوية العديد من مشاكل المنطقة"، آملًا أن "تسهم المودة القائمة بين البلدين في ترسيخ مصالح العالم الإسلامي وتيئيس الأعداء من التدخل وزرع الفرقة".
وأكد في الختام أهمية الحوار الثنائي ودوره البناء في توطيد الاستقرار الإقليمي، معلنًا جهوزية إيران لاستقبال الملك السعودي وولي عهده.
أما وزير الدفاع السعودي فقد أعرب خلال اللقاء عن ارتياحه لزيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونقل لبزشكيان التحيات الحارة للملك السعودي وولي عهده، وقال إن "لقاءاتنا مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت مفيدة وإيجابية وبناءة للغاية".
وأكد ضرورة التقارب في العالم الإسلامي، وقال متوجهًا إلى الرئيس بزشكيان: "إن سيادتكم أشرتم بشكل صحيح إلى الجذور الرئيسية لمشاكل العالم الإسلامي أي انعدام الوحدة والانسجام"، وأضاف "أن أي تطوّر أكان إيجابيًا أو سلبيًا، في المنطقة سيؤثر على جميع بلدانها".
وشدد خالد بن سلمان على الدور الرئيسي لطهران والرياض في المعادلات الإقليمية، وقال "إن إيران والسعودية تشكلان الدعامتين الرئسيتين للمنطقة"، وأضاف أن "العلاقات الوثيقة بينهما يمكن أن تشكّل نموذجًا يُحتذى للتقارب والتعاون في العالم الإسلامي"، ولفت إلى أن "اتفاق بكين شكل بداية لمسار التعاون بين البلدين، وأن سقف علاقاتنا يمكن أن يكون أعلى بكثير".
وأشار وزير الدفاع السعودي إلى أن قادة السعودية متشوقون لزيارة إيران في أول فرصة، قائلًا إن "مواقف إيران والسعودية من التطورات في غزّة وفلسطين متماثلة الاتّجاه، وإن إجراءات الكيان الصهيوني في غزّة، والضفّة الغربية ولبنان وسورية تظهر محاولاته لاستغلال الفراغ الموجود في المنطقة".
ونوّه إلى أهمية استمرار الحوارات الثنائية، موجهًا من الملك السعودي وولي عهده، دعوة للرئيس بزشكيان للقيام بزيارة رسمية للسعودية، مؤكدًا استعداد المسؤولين السعوديين لتوسيع التعاون في جميع المجالات.