اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مجدّدًا.. طوفان بشري مليوني في صنعاء: العدو الأميركي فَشِل وأهدافه سقطت 

عين على العدو

عاموس يدلين: ترامب يسعى نحو خطوة كبرى.. و
عين على العدو

عاموس يدلين: ترامب يسعى نحو خطوة كبرى.. و"إسرائيل" وحيدة وسط أزماتها

قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الصهيونية، رئيس ومؤسس MIND ISRAEL & NBSP، عاموس يدلين، إنّه "مع مرور مئة يوم على بداية ولايته الثانية، وقُبَيل زيارته التي تُعدّ تاريخية للشرق الأوسط، يتضح أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُفضّل الصفقات والاتفاقات على الحروب البعيدة والمكلفة والمعقدة".
65

وأضاف يدلين، في مقال نُشر على موقع "القناة 12" الصهيونية، أنّه "قد يُنظَر إلى سياسات حكومة "إسرائيل" الحالية على أنّها غير جذّابة بالنسبة إليه (ترامب)، بل وربما تُعدُّ عقبة مزعجة في وجه إستراتيجيته وطموحه في تحقيق إنجازات مدوية".


وأشار يدلين إلى أنّ ""إسرائيل" تمتلك مقدّرات كامنة يمكن استثمارها بحكمة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتحقيق مصالحها الحيوية ومواجهة التحدّيات الأمنية الجسيمة التي تواجهها"، مستدركًا بقوله: "لكن ذلك يتطلّب من رئيس وزرائها تقديم مصلحة الدولة على حساب بقائه السياسي الذي يملي سياساته".


وتابع قوله: "كنا نتساءل: أيّ معسكر سيهيمن على صياغة السياسة الخارجية لدونالد ترامب بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص؟ هل سيكون معسكر "المحافظين الجدد" المتشدّدين تجاه إيران، أم تيار "أميركا أولًا" (MAGA) الانعزالي؟". وأجاب يدلين عن السؤال قائلًا: "الآن، بات واضحًا أنّ ترامب يميل أكثر إلى المعسكر الثاني، وأنّ تهديداته تُستخدم كأداة ضغط في خدمة التفاوض، أكثر من كونها عصا حقيقية يعتزم استخدامها ضد الخصوم والمتمرّدين".


ولفت الانتباه إلى أنّ "الكشف عن أسباب الإطاحة المبكرة بمستشار الأمن القومي ذي التوجهات المتشدّدة، مايك وولتز، ما هو إلّا تعبير إضافي عن الرؤية التي يتبنّاها ترامب"، مضيفًا "بل وأكثر من ذلك، إذا كان وولتز قد أُبعد أيضًا بسبب قربه الأيديولوجي من رئيس الحكومة (الصهيونية) بنيامين نتنياهو، وربما حتى بسبب اتصالاته (السرية) معه، كما أفادت تقارير، فإنّ هذه الخطوة قد تشير إلى شرخ محتمل بين الرئيس الأميركي ورئيس حكومتنا".


وفي خطوة مفاجئة، بحسب يدلين، "استدعى ترامب نتنياهو إلى البيت الأبيض ليبلغه ببدء مفاوضات مع إيران، وقد أحرز تقدّمًا في هذه المحادثات التي جرت في عُمان من دون أيّ تنسيق مسبق مع "إسرائيل"، بل إنّ إدارته سرّبت لصحيفة "نيويورك تايمز" أنّها طلبت تأجيل الهجوم "الإسرائيلي" على البنية التحتية النووية الإيرانية"، و"الآن، يتم الإعلان عن أنّ ترامب قرّر فصل مسألة موافقة الولايات المتحدة على برنامج نووي مدني في السعودية عن موضوع التطبيع مع "إسرائيل"، بحسب يدلين.


واعتبر أنّ "كل هذه مؤشّرات واضحة على أنّ ترامب يتّجه نحو صفقة مع طهران، على الرغم من تصريحاته الإيجابية الأخيرة بشأن ضرورة "تفكيك كامل" لبرنامجها النووي".


حتى في اليمن، رأى يدلين أنّ "ترامب فاجأ الجميع عندما تراجع عن المعركة ضد "الحوثيين" (أنصار الله)، وأعلن عن تفاهمات معهم لا تتضمّن وقف هجماتهم ضد "إسرائيل"، كما يعلنون هم أنفسهم". وقال يدلين: "أمّا في ما يخصّ غزة، فقد أشار ترامب إلى ضرورة توفير الغذاء لسكانها "الذين يتضوّرون جوعًا"، برغم أنّه يحمّل المنظمة الإرهابية حماس، مسؤولية عن هذا الوضع".


وبيّن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الصهيونية أنّه "عندما ينظر ترامب إلى الشرق الأوسط، يرى دولًا غنية بالطاقة والسيولة النقدية، قادرة على دفع عجلة الاقتصاد الأميركي قُدمًا"، مذكّرًا بأنّ الاقتصاد الأميركي "يعاني من حال عدم استقرار نتيجة سياساته الحمائية وفرض الرسوم الجمركية العدوانية".


ووفق يدلين، فإنّ "السعودية، الإمارات وقطر هي الأهداف الأساسية، لكن لا يُستبعد أنْ يكون الرئيس يفكر أيضًا في ضم إيران إلى هذه القائمة مستقبلًا".


في المقابل، أشار يدلين إلى أنّه "عندما ينظر ترامب إلى القدس، يرى مشهدًا مختلفًا تمامًا: دولة ذات قوة عسكرية كبيرة تُصرّ على الاستمرار في الحرب على غزة بلا نهاية، تتصرف بعدوانية في سورية ولبنان، وتطلق تهديدات متكرّرة بشن هجوم على إيران". وأردف يدلين قوله: "حتى وإنْ كانت أهداف "إسرائيل" مبرَّرة وصحيحة ومحدَّثة وفقًا لنظرية أمنية جديدة، من وجهة نظر ترامب، فإنّ هذه السياسات قد تعيق الإستراتيجيات الكبرى التي يسعى إلى دفعها قُدمًا في الشرق الأوسط". 


وأضاف: "ليس من قَبيل الصدفة، أنه قُبيل زيارته المرتَقبة إلى المنطقة في منتصف أيار/مايو، وهي زيارة ستشمل أيضًا قطر، حرص على التأكيد بصوته أنّه لا يعتزم زيارة "إسرائيل" (خلافًا لما حدث في عام 2017، حين كانت أول وجهة دولية له بعد السعودية)".


ومع ذلك، أشار يدلن إلى أنّ "في رؤية ترامب للعالم يكمن أيضًا احتمال كبير لتحسين الأمن القومي لـ"إسرائيل"، إذا ما حرصت على استخدام الأوراق العسكرية والسياسية التي تملكها بشكل صحيح"، معدّدا "الأوراق" كالتالي: "قوة "الجيش الإسرائيلي"، موافقتها على إنهاء الحرب في غزة، وكذلك على بدء ترتيبات أمنية مع سورية ولبنان، والتطبيع مع السعودية، وفي الوقت ذاته، تضع حدودًا واضحة في الأماكن التي تهدّد مصالحها الإستراتيجية".


ولتحقيق ذلك، قال يدلين: "يُطلب من القدس رؤية شاملة، تميّز بين تهديد البرنامج النووي الإيراني الذي يُعدُّ أخطر تهديد وجودي محتمل لـ"إسرائيل" ويستوجب تعبئة دولية واسعة تقودها الولايات المتحدة، وبين التهديدات الأخرى التي أثبتت "إسرائيل" قدرتها على التعامل معها بشكل جيد في حرب "السيوف الحديدية".


ونبّه يدلين إلى أنّ "ليس لدى "إسرائيل" وقتًا لتضيعه، ويجب أنْ تبادر إلى حوار إستراتيجي عميق وحميمي قائم على الثقة مع الولايات المتحدة: حوار يشمل جميع الجبهات، وتُناقش فيه بالتوازي خطة لإنهاء الحرب في غزة، تحرير جميع المختطفين، ولاحقًا إنهاء حكم حماس ونزع سلاحها"، قائلًا: "كل ذلك، إلى جانب التزام أميركي بأنّ يضمن الاتفاق النووي ألّا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، بل وأنْ يُجرّدها من القدرة على الوصول إليه بسرعة إذا قرّرت السعي نحو القنبلة".


واقترح يدلين "برنامجًا مشتركًا"، من جهة سيكون جذابًا لإدارة ترامب، ومن جهة أخرى سيسهم في تحقيق أهداف الأمن القومي الحيوية لـ"إسرائيل" وإدارة مخاطر الأمن بشكل جيد"، معتبرًا أنّ البرنامج "يجب أنْ يتضمّن الاتفاق على مخطط اتفاق نووي مع إيران استنادًا إلى "معيار الذهب"، النموذج (نفسه) المستخدَم في البرنامج النووي المدني في الإمارات، وأنْ توافق "إسرائيل" على إنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح جميع "المختطفين" دفعة واحدة وفي إطار زمني قصير ونزع سلاح حماس وترحيل قيادييها كشرط لإعادة إعمار القطاع، ودخول قوة عربية دولية إلى غزة، تحت رعاية الخطة المصرية - العربية، مع تعديلين مهمين: عدم مشاركة حماس في الحكم في غزة وإدارتها، وتنفيذ عملية نزع سلاح منظمة ومراقبة، والتي ستكون شرطًا لإعادة إعمار القطاع، والسعي إلى اتفاقات عدم حرب مع سورية ولبنان، التطبيع مع السعودية".


وحذّر يدلين من أنّه "إذا اعتُبرت "إسرائيل" من قِبَل ترامب كمن تعيق خطواته "الكبيرة"، فقد يتقدّم دونها، كما يبدو أنّه قرّر في قضية البرنامج النووي السعودي، مشيرًا إلى أنّه "في هذه الحال، قد لا يرتبط التطبيع بمبادرات ضخمة في الشرق الأوسط، مثل المبادرات في مجالات التكنولوجيا المتقدّمة، والاستثمار والتمويل، وضمانات الأمن والشراكات متعدّدة الأطراف، ممّا يترك "إسرائيل" عالقة وحدها مع غزة، علاوة على ذلك، في سيناريو حيث تكون دول الخليج مستعدّة للتعاون مع أفكار ترامب بشأن التقدّم في الساحة الفلسطينية، قد لا يتردّد في الدفع بـ"عملة إسرائيلية".


وبينما رأى يدلين أنّ "إدارة ترامب وخطواتها توفّران في الشرق الأوسط لـ"إسرائيل" فرصة لتعزيز مصالحها الإستراتيجية وتكاملها في المنطقة"، توقّع أنْ "تسبّب الخطوات دفع "إسرائيل" نحو التوتر مع الولايات المتحدة وعزلها في مواجهة تحديات النووي الإيراني ومع غزة".


وخلص يدلين في مقاله إلى القول: "القرار بيد "إسرائيل": إذا أصرّ رئيس الحكومة على الاستمرار في "حرب خيار إلى الأبد" في غزة، في سعيه وراء "النصر المطلق" الذي لا يمكن تحقيقه ضد "المنظمات الإرهابية"، ولم تُحدَّد خصائصه بعد، فإنّ "إسرائيل" ستفوّت الفرصة بسبب حسابات سياسية ضيقة، والتاريخ و"الشعب الإسرائيلي" لن يغفرا له ذلك. وإذا اتخذ القرار الصائب واستغل الفرصة، فسيقدّم مساهمة إستراتيجية في تعزيز أمن "إسرائيل" وقوتها".

المصدر : اعلام العدو
الكلمات المفتاحية
مشاركة