إيران

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 12 أيار 2025، بالأوضاع الإقليمية، لا سيما المفاوضات الإيرانية الأميركية، كما اهتمت بتحليل السلوك الأميركي الأوروبي تجاه قوى المنطقة وشعوبها وفشل هذا السلوك في عدة أماكن، خاصة في اليمن.
فشل الابتزاز الصاروخي الغربي
كتبت صحيفة رسالت:" انتشرت أخبار وادعاءات، في الأيام الأخيرة، تسلط الضوء على قدرات إيران الصاروخية والطائرات من دون طيار، بالطبع، مع ادعاءات عن دورها في حرب روسيا ضد الغرب. وذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن ثلاثة مصادر، أن إيران تستعد لشحنة وشيكة من منصات إطلاق صواريخ فاتح 360 إلى روسيا؛ وأرسلت الصواريخ إلى روسيا، في العام الماضي، لاستخدامها ضد أوكرانيا، بحسب الولايات المتحدة. .. ردًا على هذه الأخبار الملفقة، قالت البعثة الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة رسميًا على الادعاء الأخير لوكالة رويترز: تُروى هذه الادعاءات المعادية لإيران في الوقت الذي دأبت فيه وسائل الإعلام الغربية على نشر ادعاءات مماثلة، على مدار السنوات الثلاث الماضية، مدعومةً بمزاعم نقل طائرات وصواريخ إيرانية إلى روسيا، مع أنها لم تُقدّم أي دليل على ذلك. ومن المثير للاهتمام، أنه في حين زعم الغربيون سابقًا أن الطائرات الإيرانية المسيّرة كانت مجرد نماذج مُعدّلة باستخدام برنامج فوتوشوب، فقد تحدثوا، خلال السنوات الثلاث الماضية، عن دورها الفعال في تحديد مصير الحرب. من ناحية أخرى، في حين لم يُقدّم الجانب الأوكراني أي وثائق، خلال الاجتماع بين المسؤولين العسكريين الإيرانيين والأوكرانيين، ادعى زيلينسكي أنه كسر طائرات إيرانية مسيّرة وعرض صورة لنفسه مع طائرة إيرانية مسيّرة استولوا عليها، الأمر الذي سرعان ما أصبح موضع سخرية وفضيحة له ولحلفائه.
أكدت الصحيفة: "أن هذه الخطابات ضد إيران تثار، في وقت تشير فيه الأدلة إلى أن أهدافها قد استنفدت قبل أوانها. وقد صرح كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقتشي، بلهجة واضحة وحاسمة: "إذا كان هدف المفاوضات هو حرمان إيران من حقوقها النووية، فأنا أقول بوضوح إن إيران لن تتراجع عن أي من حقوقها".
الحركة المتعرجة في البيت الأبيض
كتبت صحيفة جام جم:" تظل واشنطن مرتبكة في متاهتها من المواقف المتناقضة بشأن إيران. من ناحية، تقدم وجهًا دبلوماسيًا مع التركيز على التفاوض، ومن ناحية أخرى، تطرح شروطًا لا تتوافق والحقائق التقنية للصناعة النووية الإيرانية ولا مع منطق التفاوض. إن حذف تغريدة لستيف ويتكوف الممثل الخاص لترامب في المفاوضات غير المباشرة، عن الاعتراف الضمني بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، هو مجرد علامة واحدة على هذا الارتباك. مع أنه اعترف بضرورة تخصيب اليورانيوم إلى الحد الأدنى بالنسبة إلى طهران، دعا في موقفه الأخير إلى تفكيك المنشآت النووية الإيرانية.
ولكن ما يجعل تحليل هذه الحادثة أكثر تعقيدًا هو التفاخر الإعلامي والتهديدات بالعمل العسكري التي تصدر أحيانًا عن المؤسسات الأميركية الرسمية. .. إن هذه التهديدات هي في الغالب للاستخدام المحلي، وتهدف إلى جمع الضغط من الجماعات المحلية، وخاصة لجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية (أيباك).. والمفاوضات التي تجري في ظل التهديد ليست مفاوضات على الإطلاق، إنها مجرد فخ، ومن ناحية أخرى، ... لقد فشلت أميركا في غزة واليمن، وهي الآن تريد تعويض ذلك على طاولة المفاوضات.
تابعت الصحيفة: رأى كامران غضنفري عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني، في حديث له مع صحيفة جام جم، أن تصريحات ويتكوف المتكررة مثل أن إيران ليس لها الحق في التخصيب ويجب تفكيك بنيتها التحتية النووية، هي بمثابة تأكيد على أن المفاوضات لن تنجح؛ لأن المسؤولين الأميركيين لا يمكن الوثوق بهم. وبحسب هذا النائب؛ الأميركيون لم يظهروا أي حسن نية حتى الآن، وهددوا إيران بهجوم عسكري قبل بدء المفاوضات...يشعر أعضاء البرلمان، من مختلف التوجهات السياسية، بقلق عميق إزاء نوايا الأميركيين. ومن وجهة نظرها، إن شرعية إيران في التمتع بحق التخصيب محليًا ومواصلة دورة الوقود النووي في البلاد هي مسألة مؤكدة وغير قابلة للتفاوض، ولا يجوز المساس بها تحت أي ظرف من الظروف. وهذا الحق، كونه محورًا مشتركًا، هو العامل الذي يوحد وجهات النظر المختلفة بشأن المفاوضات مع أميركا".
هزيمة قوة عظمى
كتبت صحيفة وطن أمروز:" أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السادس من أيار/ مايو خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن الحملة الجوية الأمريكية العنيفة ضد "الحوثيين" (أنصار الله) في اليمن قد انتهت. ويعد هذا القرار، بعد 50 يومًا من الهجمات الضخمة على أكثر من ألف هدف منفصل تراجعًا أميركيًا واضحًا في مواجهة مقاومة "الحوثيين" ...إن وقف إطلاق النار هذا لم يغير مواقف الحوثيين الأولية؛ وهم ويواصلون مهاجمة "إسرائيل" والسفن المرتبطة بنظامها بقوة، وأعلنوا أن هجماتهم لن تتوقف حتى نهاية حرب غزة. وأظهرت هذه النتيجة انتصار الحوثيين الباهر، في معركة غير متكافئة ضد قوة عظمى، وأثبتت مرة أخرى أن الولايات المتحدة، على الرغم من تفوقها العسكري، هي عاجزة أمام جماعات صامدة ومصممة مثل "الحوثيين".
تتابع الصحيفة: "لقد أثبت الحوثيون - الجماعة التي ترسخت جذورها في جبال اليمن منذ مطلع القرن الحالي - مرة أخرى قدرتهم على الصمود في وجه القوى العظمى بالاعتماد على الإرادة القوية والتكتيكات الذكية والدعم الشعبي. بلغت تكلفة الحملة الأميركية، والتي هدفت إلى استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، أكثر من ملياري دولار واستخدمت فيها أكثر الأسلحة تطورًا ... لكن هذه الهجمات لم تنجح في إضعاف الحوثيين، بل عززت مكانتهم في اليمن والمنطقة. ... ومن أهم عوامل نجاح الحوثيين قدرتهم في استخدام جبال اليمن كميزة استراتيجية. وبفضل سنوات من الخبرة في قتال الحكومة اليمنية المخلوعة والتحالف الذي تقوده السعودية، هم يتمتعون بمهارة لا مثيل لها في حماية قادتهم ومواردهم. وبفضل الاكتفاء الذاتي والمبادرات المحلية، تمكّن الحوثيون من الصمود في وجه الضغوط العسكرية المكثفة، وحتى في ذروة الهجمات، حافظوا على قدرتهم على استهداف "إسرائيل". ... وتظهر تجربة الحوثيين في اليمن تفوق الجماعات المقاومة في الحرب غير المتكافئة. وفي العراق وأفغانستان، وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي الأميركي، تمكّنت الفصائل من مقاومة الحملات العسكرية الطويلة الأمد بالاعتماد على الإرادة الشعبية والدعم الشعبي.
في جانب آخر؛ تؤكد الصحيفة: "أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها أميركا، في معركة اليمن، هو الافتقار إلى استراتيجية فعالة. لقد فشلت إدارة ترامب، على الرغم من تصعيد الهجمات وتطبيق الضغوط الاقتصادية من خلال وضع "الحوثيين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في ترجمة هذه الإجراءات إلى نتائج ذات معنى. ولم تنجح هذه الضغوط، والتي استهدفت النظام المصرفي في مناطق سيطرة "الحوثيين"، بكسر إرادة الجماعة. وأثبت "الحوثيون"، استنادًا إلى تجربتهم السابقة في الحرب مع التحالف السعودي، قدرتهم على الصمود في وجه الضغوط الخارجية. ... وفي نهاية المطاف، تقدم التجربة اليمنية درسًا رئيسًا للولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى: ففي الحرب غير المتكافئة، لا يكفي التفوق العسكري وحده. وأثبت "الحوثيون"، بالاعتماد على قوة الإرادة والدعم الشعبي والاستخدام الذكي للأرض، أنهم قادرون على الغلبة في مواجهة قوة عظمى. وعلى الرغم من النفقات الضخمة واستخدام الأسلحة الأكثر تطورًا، لم تتمكّن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها، واضطرت في نهاية المطاف إلى التراجع. لقد أثبت هذا الفشل، مرة أخرى، أن القوى العظمى معرضة للخطر في مواجهة مجموعات مرنة ومصممة".