لبنان

في إطار زيارته الرسمية إلى لبنان، زار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، مساء الأربعاء، مرقد سيد شهداء الأمة؛ الشهيد القائد السيد حسن نصر الله؛ في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ حيث قرأ الفاتحة على روحه الطاهرة، مؤكدًا عمق الارتباط بالمقاومة ونهجها.
حضور شعبي منظم وفاعل
منذ ساعات ما قبل الزيارة، بدأت ملامح الاستعداد في الأحياء المحيطة بالمرقد، حيث انتشرت فرق التنظيم والمتطوعين لتنظيم ممرات الحضور وتأمين حركة السير. توافد الأهالي من مختلف أحياء الضاحية، حملوا الأعلام اللبنانية ورايات المقاومة وصور الإمام السيد علي الخامنئي والشهداء القادة.
رغم الحضور الكثيف، جرت الأمور بانضباط واضح. فرق التنظيم عملت على تخصيص أماكن للإعلاميين وأخرى للحشود، فيما خُصصت نقاط لتوزيع المياه والمرطبات؛ بالقرب من الساحة.
لحظة الوصول
عند اقتراب الموكب، علت أصوات التحية والهتافات المؤيدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة. اكتفى كثيرون برفع أيديهم بالتحية، فيما لوّح آخرون بالأعلام. دخول الوفد إلى الساحة كان حماسيًّا بسبب تفاعل الحشود، إلى حين وقف لاريجاني لبرهة أمام الضريح، واضعًا إكليلًا من الزهور وقرأ الفاتحة بخشوع، فيما عمّ الصمت المكان احترامًا للموقف. إلى جانبه، وقف عدد من الشخصيات الحزبية والدينية.
موقع العهد الإخباري جال على بعض من الحشود الشعبية التي كانت مواقفها واحدة موحدة، حيث اعتبرت أن وجود شخصية بحجم لاريجاني بين جمهور المقاومة اليوم؛ يؤكد أن إيران ما زالت تقف معنا في السراء والضراء".
وشكر الجمهور عبر الـ"العهد" إيران وقائدها الإمام الخامنئي على دعمهما الدائم للبنان ومقاومته ،فيما رأى بعضهم الآخر أن مشهد هذه الحشود يربط بين الأجيال؛ من عاشر القائد الشهيد ومن لم يره، لكنه تربى على نهجه".
بالمقابل، هناك من رأى أن زيارة لارجاني تأكيد واضح على ثبات الروابط بين لبنان وإيران، وعلى استمرار النهج الذي أرسته دماء الشهيد السيد حسن نصر الله، كما يعكس حرص طهران على الحفاظ على روابطها التاريخية مع المقاومة، ويؤكد للعالم أن الدعم مستمر على المستويات السياسية والعسكرية والمعنوية، بما يرسخ دور المقاومة كعامل توازن في المنطقة.
كما تحمل هذه الزيارة رسالة واضحة إلى الداخل اللبناني مفادها أن العلاقة بين المقاومة وإيران ليست مجرد تحالف سياسي، بل شراكة متجذرة في مسار تاريخي طويل من الدعم والتضحية المشتركة.