عين على العدو
نشر موقع "القناة 14" الصهيونية نتائج استطلاع رأي شامل أجراه "اتحاد المنظمات اليهودية في أوروبا"، شمل 4,400 مشارك في 6 دول من أوروبا الغربية: فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، هولندا وبلجيكا، وأظهر أنّ "معاداة السامية" في القارة تتزايد وتتغلغل في المجتمع عبر المدارس، الشبكات والإعلام، وخاصة بين الشباب".
وبيّن الاستطلاع أنّ "نحو 65 في المئة من الأوروبيين يعتقدون أنّ الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني يزيد من الكراهية تجاه اليهود في بلدانهم، و50 في المئة يُلْقُون باللوم على الإعلام في تفاقم الوضع"، حيث تم تحديد إسبانيا وبلجيكا كـ"أكثر الدول عداءً لليهود"، في حين أنّ "بريطانيا تتصدّر مِن حيث دعمهم".
وأكّد الاستطلاع الذي عُرض الاثنين 12 أيار/مايو 2025 في المؤتمر السنوي للاتحاد، أنّ "أوروبا تستورد "معاداة السامية" التي تتسرّب إلى الشوارع، المدارس، والشبكات الاجتماعية".
وكشف عن أنّ "ما يقارب واحدًا من كل ثلاثة شبّان في أوروبا تعرّض لتصريحات "معادية للسامية" متنكّرة في صورة نشاط سياسي"، فيما "يعتقد 65 في المئة من الأوروبيين أنّ الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني يغذّي المشاعر المعادية للسامية داخل بلدانهم"، كما "يعتقد زهاء 50 في المئة أنّ التغطية الإعلامية للصراع تضرّ بالمجتمعات اليهودية"، طبقًا للاستطلاع.
وخلال عرض نتائج الاستطلاع، رأى رئيس "اتحاد المنظمات اليهودية في أوروبا"، الحاخام مارغولين، أنّ "معاداة الصهيونية و"معاداة السامية" هما وجهان لعملة واحدة"، معتقدًا أنّ "أوروبا تستورد الكراهية، وأحداث 7 أكتوبر (تشرين أول 2023 - تاريخ عملية طوفان الأقصى) كانت بمنزلة محفّز".
وأضاف مارغولين: "النتيجة هي موجة جديدة من السرديّات المعادية لليهود، والتي تنتشر بسرعة في المدن في جميع أنحاء القارة. معظم القادة السياسيين، رؤساء الجامعات ووسائل الإعلام يواصلون التهرّب من هذا الخطاب، وطالما أنّهم يلتزمون الصمت، فإنّ "معاداة السامية" تصبح أمرًا طبيعيًا، والثمن الذي يدفعه يهود أوروبا يزداد".
وجاء في الاستطلاع أنّ "شبّان أوروبا يتلقّون ويعزّزون الكراهية، وأنّ 28 في المئة من الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 شاركوا أو تعرّضوا لتصريحات "معادية للسامية" تم تمويهها كانتقادات لـ"إسرائيل"، وغالبًا ما حدث ذلك في أماكن العمل بنسبة 48 في المئة، ثم في المحادثات مع الأصدقاء وأفراد العائلة، وفي المجالَين العام والرقمي".
وتضمّن الاستطلاع عبارة "صراع مُستورَد - تداعيات محلية خطيرة"، أَظْهر من خلالها أنّ "65.4 في المئة من الأوروبيين يعتقدون أنّ الحرب في الشرق الأوسط أثّرت في تصورات الجمهور تجاه اليهود في بلدانهم، و55 في المئة يقولون، إنّ التصوّر تجاه اليهود قد ساء خاصة في فرنسا وألمانيا".
وقال الاستطلاع: "البيانات توضح كيف يمكن لنزاع خارجي أنْ يتحوّل إلى برميل بارود محلي. فـ20.4 في المئة من الأوروبيين يُلْقُون صراحةً باللوم على اليهود في بلدانهم، خصوص المسؤولية عن الحرب، وفي إسبانيا تصل النسبة إلى 24 في المئة، وهي الأعلى بين الدول الـ6 التي شملها الاستطلاع".
وأشار إلى وجود "تغطية إعلامية عدائية"، تلقي بظلالها على اليهود، ما يجعلهم "يدفعون الثمن"، مستدِلًّا بأنّ "49.3 في المئة من المشاركين يعتقدون أنّ التغطية الإعلامية للصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني تضرّ بالمجتمعات اليهودية المحلية"، مضيفًا: "هذا الشعور قوي بشكل خاص في هولندا (62.6 في المئة) وألمانيا (52.3 في المئة). فعندما يتعلّق الأمر بالأمن الشخصي، يزداد الدعم الشعبي، لكنّ الحكومات لا تزال لا تتخذ إجراءات".
وذكَر أنّه "برغم حجم التهديد، فإنّ الرد السياسي ضعيف"، قائلًا: "فقط 18.4 في المئة من الأوروبيين يعتبرون "معاداة السامية" أولوية وطنية. ومع ذلك، عندما تُعرَض القضية كمسألة أمن شخصي وحماية مدنية، يقفز الدعم إلى 40.3 في المئة".
وفي فقرة بعنوان "من يقود ومن يفشل في حماية يهود أوروبا؟"، صنّف الاستطلاع الدول الـ6 التي شملها الاستطلاع وفقًا لمستوى "الدعم والأمان" الذي توفّره للمجتمعات اليهودية، إذ "أظهرت الصورة أنّ القارة منقسمة على نفسها".
ففي بريطانيا "الدولة الأكثر دعمًا لليهود، يدعم 48 في المئة من الجمهور إجراءات حكومية ضد "معاداة السامية"، مقابل نسبة منخفضة من اتهام اليهود في الحرب، وشعور عالٍ بالراحة تجاه اليهود"، بحسب الاستطلاع.
وفي فرنسا، "دولة منقسمة. من جهة تعارض الاتهامات المعادية للسامية، ومن جهة أخرى تنسب الكثير من المسؤولية لـ"إسرائيل"، ممّا يثير شعورًا متزايدًا بعدم الارتياح بين يهود البلاد"، وفق الاستطلاع.