عربي ودولي

كتبت إيما أشفورد (Emma Ashford) مقالة نُشِرت في مجلة Foreign Policy قالت فيها إنه: "بات من الواضح أكثر فأكثر من خلال سلوك (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بأن "أميركا أولًا" قد لا تستثني "إسرائيل"".
وأشارت الكاتبة إلى أن "غالبية المراقبين للسياسة الخارجية (الأميركية) افترضوا خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة أن ترامب سيدعم "إسرائيل" بالمطلق في حال إعادة انتخابه، وذلك على ضوء سياسته خلال إدارته الأولى حيث انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات "الضغوط القصوى"، وكثف حتى الضغوط العسكرية على إيران"، لافتة إلى اغتيال قائد قوات فيلق القدس السابق في قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية اللواء قاسم سليماني. كما ذكرت في نفس السياق إن "ترامب قام بنقل السفارة الأميركية إلى القدس (المحتلة) بينما شكلت اتفاقيات "ابراهام" التي أبرمها محاولة أولى لإظهار التعاون بين دول الخليج و"إسرائيل" ضد إيران إلى العلن"، وفق تعبير الكاتبة.
واعتبرت الكاتبة أن "الفجوة الأكبر بين ترامب ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو هي حول إيران"، مضيفة بأنه "جرى تكثيف الضغوط والبحث في خيارات عسكرية خلال ولاية ترامب الأولى"، لافتة إلى أن "ترامب والمحيطين به رأوا أن هذا لم يحقق النتائج التي أرادوا تحقيقها".
كذلك، قالت الكاتبة أن "هناك عددًا من التسريبات أفادت بأن هناك فجوة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول موضوع ضرب منشآت إيران النووية، حيث توقفت عند عدم استعداد إدارة ترامب حتى الآن للإقدام على هكذا خطوة".
وفي نفس الوقت، شددت الكاتبة على ضرورة "عدم المبالغة في قراءة هذا التحوّل"، مشيرة إلى أن إدارة ترامب واصلت بيع الأسلحة لـ "إسرائيل" كي تستخدمها في غزة. كما أضافت بأن إدارة ترامب "لم تقم بالكثير على صعيد الضغط على "الإسرائيليين" في موضوع الاحتياجات الإنسانية وأجهزة الإغاثة، بل قامت (إدارة ترامب) بتسليح قانون الهجرة في الداخل ضد المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين، حيث سجنت طلابًا أجانب بسبب دورهم في المظاهرات الجامعية"، وأشارت الكاتبة إلى "التلميح في المحاكم (الأميركية) بأن دعم غزة هو بمثابة دعم حركة حماس". ولفتت إلى أن ترامب نفسه أعرب عن دعم التهجير المتعمد للفلسطينيين.
غير أن الكاتبة اعتبرت أن "هذه الثنائية تبيّن كيف أن مقاربة ترامب حيال "إسرائيل" هي استثنائية، وأنه يعتمد مسارًا يختلف عن التحليلات المعتادة في السياسة الخارجية الأميركية"، لافتة إلى أنه (ترامب) ليس بداعم بالمطلق لـ "إسرائيل"، لكنه لا يركز كذلك على القضايا الإنسانية ومسألة حقوق الفلسطينيين، بل على ما يبدو يطبق شعار حملته باعتماد سياسة "أميركا أولًا"".
وأضافت الكاتبة بأن "هذا النهج يضع ترامب في مسار معاكس للعديد من أسلافه وغالبية المعنيين في السياسة الخارجية في واشنطن". وأوضحت أن "إدارة أوباما، على سبيل المثال، واجهت صعوبة عندما حاولت تبرير الاتفاق النووي مع إيران على صعيد شرح كيف أن المصالح الأميركية و"الإسرائيلية" قد لا تنسجم حول هذه المسألة".
وتابعت الكاتبة بأن "إدارة بايدن، من جهتها، حرصت على تجنب الألغام الكلامية والسياسية حيال "إسرائيل" لدرجة أنها كانت تخشى اتخاذ أي خطوة، وقامت في المقابل بإعطاء نتنياهو كل ما طلبه تقريبًا بينما كانت تتذمر بعيدًا عن الأضواء للصحفيين من عناد رئيس الوزراء "الإسرائيلي"".
أما ترامب وويتكوف (موفده إلى الشرق الأوسط)، فقالت الكاتبة إنه "لا يبدو أنهما يباليان لهذه المسائل السياسة الحساسة، بل يريدان فقط الصفقة الأفضل لواشنطن".
وتابعت "على الرغم من أن ترامب يرغب باتفاق "سلام" في غزة أو توسيع اتفاقيات "ابراهام" لتشمل السعودية أو اتفاق نووي مع إيران يكون مقبولًا لـ "إسرائيل"، فإنه بات واضحًا أكثر فأكثر أنه مستعد لترك الأمور، حتى وإن لم يتم تحقيق ذلك". وأوضحت بأن "ترامب قد لا يضغط على "إسرائيل" في ملفات مثل إيران أو غزة أو المستوطنات أو أي ملف آخر، لكنه على أتم الاستعداد للتوقيع على اتفاقيات من دون "إسرائيل" وترك الأخيرة لتتعامل مع التبعات".
كذلك تحدثت عن "فقدان القادة الأميركيين خلال العقود القليلة الماضية القدرة على مصارحة الحكومة "الإسرائيلية" عندما تتصرف الأخيرة بشكل مفرط". غير أنها قالت إنه "كما يبيّن ترامب، فإن هذا النهج لا ينسجم دائمًا مع وضع مصالح "أميركا أولًا"، معتبرة أنه "ربما حان الوقت للتخلي عن فرضية استثناء "إسرائيل" من "أميركا أولًا" إذا ما استمر ترامب على نفس المسار".