اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي تشييع الشهيد المجاهد جعفر علي ياسين في بلدة كفرتبنيت الجنوبية

لبنان

لبنان

"التأثير الاستراتيجي لليمن في الحرب على غزة".. ندوة سياسية أكدت دور صنعاء المحوري

54

نظّم معهد الدراسات السياسية ندوة سياسية بعنوان "التأثير الاستراتيجي لليمن في الحرب على غزة" تحدث فيها مسؤول ملف العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، عضو المكتب السياسي لكتائب سيد الشهداء في العراق عباس الزيدي وعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن حزام الأسد، بحضور جمع من الشخصيات السياسية والإعلامية العربية والمحليّة.

السيد عمار الموسوي

مسؤول ملف العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي افتتح الندوة بكلمة سياسية لافتة، مؤكدًا أن اليمن لم يعد ذلك البلد المحاصر الذي يعاني بصمت، بل أصبح اليوم طرفًا فاعلًا في المعادلة الإقليمية والدولية، وقوة محورية تساهم في رسم معادلات الردع الجديدة.

وقال الموسوي: "صنعاء اليوم شامخة، عزيزة، تأبى الانكسار أو الانخراط في مشاريع الهيمنة، وتضع تحت قدميها كل الإغراءات الأميركية والغربية، وتصرّ على موقفها التاريخي، النابع من أصالة الإيمان، وثبات المبادئ الإسلامية والعربية والإنسانية. هذا موقف لا يُشترى ولا يُباع".

وأضاف أنّ "ما تقوم به صنعاء على صعيد العمليات البحرية من حصار الموانئ الصهيونية، وتعطيل حركة الملاحة المرتبطة بالعدو إنما يشكّل تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة"، معتبرًا أنّ هذه الخطوة "تجسيد عملي لفشل الرهانات الأميركية".

ثم انتقل إلى الحديث عن المواقف الرسمية لبعض الأنظمة العربية، التي اختارت الصمت أو التماهي مع المشروع الأميركي، قائلًا: "في زمن تدفع فيه الأنظمة أثمانًا باهظة لنيل الرضى الأميركي، ينهض اليمن ليقول: لا، اليمن يرفض التطبيع، يرفض الذل، يرفض أن يكون شريكًا في القتل والحصار".

وختم الموسوي بالقول: "الذين يلومون خيار دعم غزة، نردّ عليهم بوضوح: هذا شرفنا. هذا خيارنا. هذا دربنا، ولو استشهد القادة، ولو خسرنا الأحبّة، فإننا على العهد باقون. لا نساوم ولا نهادن. فلسطين البوصلة، وغزة عنوان الكرامة".

حزام الأسد

من صنعاء، كانت الكلمة للمجاهد الأستاذ حزام الأسد، الذي وجّه تحيةً مباشرة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن اليمن لا يخوض هذه المواجهة ترفًا أو بدافع ظرفي، بل انطلاقًا من إيمانه العميق بوحدة الأمة، ووجوب مناصرة المستضعفين.

وقال الأسد: "الشعب اليمني يرى في معركة غزة معركته، لأن فلسطين ليست وحدها، واليمن ليس وحده. هذه معركة مصير، معركة وجود وهوية، نخوضها بوعي، لا بردّ فعل، وبمسؤولية تاريخية نابعة من انتمائنا إلى النهج القرآني الأصيل".

وأشار إلى أن العمليات البحرية اليمنية ليست استعراضًا عسكريًا، بل جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى كسر الحصار، وتقييد حرية العدو في التنقل والإمداد، قائلاً: "صواريخنا وطائراتنا المسيّرة هي لغتنا في مخاطبة العالم الظالم. وهي وسيلتنا لرفع صوت غزة المحاصرة، وسنستمر حتى تتحقق أهداف هذه المعركة: النصر الكامل، أو الشهادة الكريمة".

كما دعا الأسد شعوب الأمة إلى التحرك بكل الوسائل الممكنة، من الميدان، إلى الإعلام، إلى السياسة، مؤكدًا أن الوقت ليس للحياد، بل للانحياز الصريح إلى فلسطين.

عباس الزيدي 

من العراق، كانت كلمة عباس الزيدي حاملةً لنبض الجبهات الأخرى في محور المقاومة، حيث شدّد على وحدة المصير، ووحدة الرؤية، ووحدة الفعل، مؤكدًا أن ما يجري في غزة اليوم إنما يُرسم صداه في بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، وطهران.

وقال الزيدي: "صمود اليمن، وموقفه المشرف، هو امتداد طبيعي لحالة الوعي المقاوم التي تتنامى في العراق ولبنان وسورية وإيران. نحن أمام جبهة متكاملة، شعبها واحد، وعدوها واحد، وأملها واحد".

ورأى أن التجربة العراقية في مقاومة الاحتلال الأميركي، ومواجهة الإرهاب، أظهرت أن "المعركة ليست فقط بالسلاح، بل بالثبات العقائدي، والوعي الشعبي، والصبر على التضحيات"، مؤكدًا أن المقاومة مشروع إنساني وأخلاقي، لا مجرّد رد فعل سياسي.

وختم مداخلته بالقول: "اليمن ليس وحده. وغزة ليست وحدها. ونحن في العراق نعرف معنى الكرامة، ومعنى التضحيات. وسنكون حيث يجب أن نكون. هذه الجبهة لن تُهزم، لأنها محصّنة بالإيمان، ومدعومة بتأييد شعوبها".

مداخلات المشاركين لـ"العهد"

أبو الغزلان: تأكيد على وحدة الساحات والمصير المشترك

أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هيثم أبو الغزلان أن المشهد اليوم لم يعد يسمح بتجزئة القضايا، فالحرب على غزة ليست حربًا محصورة بجغرافيا القطاع، بل هي جزء من معركة أشمل يخوضها محور المقاومة ضد مشروع الهيمنة الأميركية – الصهيونية في المنطقة. 

وفي تصريح لموقع العهد الإخباري خلال فعاليات الندوة قال أبو الغزلان "لقد أثبت اليمن، من خلال مواقفه وممارساته العسكرية، أن المعركة مع العدو الصهيوني ليست فلسطينية فحسب، بل هي معركة أمة، يُسهم فيها كلّ طرف مقاوم بما يستطيع، على قاعدة توازن الردع، لا الاستجداء."

الزهري: اليمن كلاعب إقليمي جديد يُغيّر قواعد الاشتباك

بدوره رأى الإعلامي اليمني علي الزهري أن دخول اليمن بهذه القوة إلى معادلة الردع لم يكن أمرًا متوقعًا بالنسبة للأطراف المعادية، وأن الفعل اليمني سواء عبر استهداف السفن المرتبطة بالعدو في البحر الأحمر أو إعلان المواقف السياسية الصلبة أربك الحسابات الدولية و"الإسرائيلية" على حد سواء.

وأشار إلى أن: "صنعاء انتقلت من موقع الدفاع إلى موقع الفعل، لتصبح اليوم لاعبًا إقليميًا يحسب له العدو ألف حساب، خصوصًا في الملفات الأمنية والبحرية، وهذا بحد ذاته انتصار نوعي لفكرة أن المقاومة قادرة على التحول من رد الفعل إلى المبادرة الاستراتيجية".

لم تخلُ المداخلات من انتقادات مباشرة للأنظمة العربية المطبّعة، حيث أكّد الخبير في القانون الدولي الدكتور حسن الجوني أن اليمن اليوم يفضح بصموده تواطؤ بعض الأنظمة العربية التي هرولت نحو التطبيع مقابل حماية كاذبة من الولايات المتحدة.

واستطرد قائلا: "اليمن يقول كلمته لا نيابة عن نفسه فقط، بل عن كل الأحرار العرب الذين لا صوت لهم في ظل أنظمة القمع والتطبيع. وصموده هو تذكير لكل الشعوب العربية بأن الكرامة ليست سلعة تُشترى، بل موقف يُصان بالدم إن لزم الأمر".

ولفت إلى أن: "مساهمة اليمن في المعركة لم تقتصر على الأثر العسكري، بل حملت بعدًا معنويًا ونفسيًا كبيرًا، حيث شعر العدو أنه محاصر من جهات غير متوقعة، وأن قدراته اللوجستية والاقتصادية باتت على المحك".

وختم تصريحه لموقعنا بالتأكيد على أن: "استهداف السفن في البحر الأحمر ليس فقط ضربة اقتصادية، بل ضربة قوية لـ "إسرائيل" وحلفائها لها تأثيراتها في أكثر من مجال، والرسالة الأهم أن أمن "إسرائيل" لم يعد بيدها، وأن اليد التي تمتد إلى غزة، قد تُبتر من باب المندب".


 

الكلمات المفتاحية
مشاركة