عين على العدو

آفي أشكنازي: نغوص في وحل غزة وحماس جعلت "إسرائيل" منبوذة
آفي أشكنازي: الثمن بالدماء فادح
رأى محلل الشؤون العسكرية، في صحيفة "معاريف"، آفي أشكنازي أن: "حكومة "إسرائيل" ورئيسها بنيامين نتنياهو تتصرّف كالمقامر الذي يصل إلى "لاس فيغاس"، يدخل "الكازينو" ويبدأ اللعب". وتابع: "في البداية يربح، ثم يخسر قليلًا. بعد ساعة أو ساعتين، يخسر كل أرباحه ورأس ماله. وللتعويض، يزيد في كل دورة من دورات عجلة الحظ مبلغ الرهان على أمل أن يحقق ضربة حظ واحدة تخرجه فائزًا".
وأضاف: "في يوم الأمس، تلقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بطاقة حمراء من المحكمة العليا. قضاة المحكمة أسقطوه هو وحكومته من جميع الدرجات، وقرروا أن نتنياهو كان في حال من تضارب المصالح في قضية التحقيق المعروفة بـ"قطر غيت"، عندما حاول إقالة رئيس الشاباك رونين بار. بلغة أقل قانونية، قالت المحكمة العليا إن السلوك تجاه رئيس الشاباك يذكّر بأساليب مافيا شيكاغو".
تابع الكاتب موضحًا: "رونين بار ليس سوى تفصيل صغير في المشكلة الكبيرة. "إسرائيل" تقف الآن عند مفترق طرق حاسمة. الطريق – أو بالأحرى غياب الطريق – الذي تسير فيه حكومة "إسرائيل" هو أصل المشكلة كلها. الجيش "الإسرائيلي" يسيطر حاليًا على نحو نصف مساحة قطاع غزة. وقد أضرّ ببُنى حماس، بشكل كبير. خمس فرق عسكرية من الجيش "الإسرائيلي"، تقاتل منذ عام وسبعة أشهر وأكثر. الثمن بالدماء فادح. والثمن الاجتماعي صعب. والثمن الاقتصادي لا يمكن حتى الآن تقدير مدى عمقه وصعوبته".
بحسب أشكنازي: "الآن بات واضحًا أننا نواجه تسونامي دبلوماسيًا. وزير الخارجية جدعون ساعر، والذي يفتقر إلى لبوصلة الأخلاقية والمصداقية والمتمسّك بالمناصب والكراسي، لا ينجح في إدراك حجم الأزمة التي تتجه نحوها "إسرائيل". وزيرة المواصلات ميري ريغيف ترفض الاعتراف بأننا تحت حصار جوي، ومن المحتمل أن نصل قريبًا إلى حصار بحري أيضًا. في كل يوم تأتي أنباء عن شركات طيران جديدة ترفض الهبوط في "إسرائيل". وفوق ذلك كله، هناك الفشل الذريع الذي تَمثّل في جولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منطقتنا الأسبوع الماضي. بدلًا من أن نكون شركاء رئيسيين في تشكيل الشرق الأوسط الجديد، أصبحنا منبوذين".
كما أشار الكاتب إلى أن الضغط واضح من أوروبا، في كندا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب. حماس تنجح في تغيير الديناميكية، وتجعل من "إسرائيل" "دولة" معزولة دوليًا. وفوق كل شيء، بدلًا من التعامل مع الخطر النووي الإيراني، نحن نغوص في وحل غزة".
وختم: "المستوى السياسي لم يضع، ولن يضع حتى الآن، خطة تسوية لليوم التالي بعد القتال في غزة. لا يبني الخطة المكمّلة لجهود الجيش الإسرائيلي العسكرية. ومثل المقامر في "الكازينو"، تحاول الحكومة جرّ عجلة الـ"روليت" لدورة إضافية على أمل أن تربح دورة أخرى ثم أخرى على طاولة القمار".