خاص العهد

فياض لـ"العهد": الجنوب قلعة الصمود والانتخابات ردٌ سيادي على العدوان
فياض يحذّر من مخاطر الاستغناء عن عنصر القوة في مواجهة الاحتلال
لمناسبة عيد المقاومة وتحرير الجنوب اللبناني وفي خضمّ الاستهداف "الإسرائيلي" المستمر للقرى الحدودية، يتحدّث النائب علي فياض لموقع "العهد" الإخباري بكلام يُعيد تثبيت الثوابت ويُضيء على عمق التحدّي.
من موقعه النيابي وانتمائه إلى بيئة المقاومة، يضع فياض النقاط على الحروف: الجنوب ليس فقط خط مواجهة عسكرية، هو أيضًا ساحة تثبيت للهوية الوطنية، وصناديق الاقتراع فيه ليست مجرد عملية إدارية؛ هو فعل مقاومة وردّ سيادي على محاولات الترهيب.
ويُشدّد على أن ما يُراد له أن يكون ساحة ضغط، يتحوّل بإرادة الناس إلى ساحة تحدٍ، تكتب فيه المقاومة وأهلها سطورًا جديدة في كتاب الصمود.
فياض يوجّه رسالة صريحة في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، مؤكدًا أنّ هذا اليوم لا ينبغي أن يمر من دون التذكير بالدور الحاسم الذي أدّته المقاومة في تحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال "الإسرائيلي"، حين عجزت الدبلوماسية والقرارات الدولية عن ذلك. ويُشير الى أن هذا الإنجاز الاستثنائي يجب ألا يُمحى من الذاكرة الوطنية، فهو راسخ في وجدان أبناء الجنوب الذين ما يزالون يلتفون حول خيار المقاومة، ثقةً ويقينًا.
وينبّه فياض إلى خطأ من يعتقد أن لبنان يمكن أن يحمي نفسه أو يوازن موقعه الاستراتيجي من دون مقاومة، مؤكدًا أن هشاشة الجغرافيا والقدرات العسكرية المحدودة تجعل من عناصر القوة، وفي طليعتها المقاومة، ضرورة وجودية. ويضيف أنّ لبنان يواجه مرحلة بالغة الخطورة بفعل التصعيد "الإسرائيلي" المستمر، من الاعتداءات المتكررة إلى سياسة الاغتيالات بالطائرات المسيّرة.
ويرى أنّ الركيزة الأساسية، في هذه المرحلة، تكمن في تعزيز التفاهم بين الدولة والمقاومة، شرطًا لا غنى عنه لمواجهة التحديات المقبلة. كما حمّل الحكومة مسؤولية تطوير أدائها وخطابها السياسي، داعيًا إلى مصارحة اللبنانيين بشأن الخطوات المطلوبة لمواجهة الاعتداءات "الإسرائيلية،" وإعادة تفعيل أدوات الردع والدفاع. كما لفت فياض الى ضرورة استخدام لبنان لكلّ ما يملك من عناصر قوة وعلاقات دبلوماسية دفاعًا عن سيادته وكرامة شعبه، محذرًا من أنّ ما يجري حاليًا من تكرار الاعتداءات من دون ردّ مناسب، يُشكّل خطرًا لا يمكن تحمّله.
بيئة المقاومة قضية وطنية وأخلاقية راسخة في الوجدان
فياض يرى أن بيئة المقاومة، على الرغم من التحديات المتعاظمة والضغوطات الدولية، تبقى ثابتة على نهجها، وفية لخيارها، ومتماسكة في التزامها التاريخي بالمقاومة. ويُبيّن أن هذه البيئة التي دفعت أثمانًا باهظة على مستوى البنى التحتية، والوحدات السكنية، والمصالح الاقتصادية، وحتى الخسائر البشرية المؤلمة، ما تزال تؤكد يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد حاضنة للمقاومة، هي شريكة فعلية في مسارها.
ويوضح فياض أنّ الخسائر التي طالت المقاومة، هم في الحقيقة أبناء هذه البيئة نفسها، ومع ذلك لم تتخلّف، بل واجهت كل حملات الضغط، وعلى رأسها السياسات الأميركية التي تُوظف إعادة الإعمار أداةً لابتزاز سياسي. وعلى الرغم من كل ذلك، يقول إن هذه البيئة زادت رسوخًا وثباتًا، وعمّق الالتفاف حول خيار المقاومة، قائلًا: "هذه البيئة نرفع بها رؤوسنا، لأنها لم تعد فقط خيارًا، لقد أصبحت قضيتنا الوطنية والأخلاقية".
العدو يهاجم الحياة الجنوبية والمطلوب رد شعبي بالمشاركة والثبات
هذا، ويؤكد فياض أنّ العدو "الإسرائيلي" يحاول منذ أشهر تعطيل أي عودة طبيعية إلى الجنوب اللبناني، ويستفزّه مشهد القرى الجنوبية، لا سيّما الحدودية، وهي تنخرط في عملية ديمقراطية لاختيار مجالسها البلدية والاختيارية. ويرى أنّ العدو ينظر إلى هذه الانتخابات على أنها رسالة تحدٍ وثبات من مجتمع راسخ في خياره الوطني، ما يدفعه لمحاولة عرقلة هذه العملية بشتى الوسائل.
ويوضح فياض أنّ العدو يتعمّد استهداف الحياة المدنية، من خلال قصف البيوت الجاهزة التي تُستخدم كمراكز خدماتية أو سكنية، أو حتى كمحال صغيرة، في محاولة منه لشلّ الحياة في القرى الأمامية، وفرض حصار نفسي ومعنوي على البيئة الجنوبية، غير أنه يُشدّد على أنّ الجنوبيين يدركون نوايا العدو، ويواجهونها بالحضور والمشاركة والثبات.
ويخلص فياض إلى أنّ الرد الأبلغ على هذا العدوان هو في إصرار المواطنين على التوجه إلى صناديق الاقتراع، قائلًا: "ما يعدّه "الإسرائيلي" ضغطًا، يواجهه الناس بتحدٍ ووعي، وهذا هو الرد الطبيعي المطلوب".