عربي ودولي

يستذكر التونسيون عيد المقاومة والتحرير في شهر أيّار/مايو من كلّ عام، والذي يُمثّل ذكرى أول هزيمة صهيونية في جنوب لبنان، واندحار جيش الاحتلال مهزومًا مذلولًا على يد رجال المقاومة البواسل. هؤلاء المقاومون الأشاوس الذين سطّروا ملاحم بطولية من الصمود، وأعطوا دروسًا للأمّة في الإباء والكرامة، وهم خط الدفاع الأوّل عن لبنان في خضمّ ما يواجهه من أطماع صهيونية واختراقات تؤكّد بأن لا ميثاق ولا عهد للاحتلال.
وحدة المقاومة ورهاناتها
وينظر التونسيون لهذا اليوم باعتباره يومًا للكرامة والنصر في تاريخ الأمّة. ويقول فوزي العلوي، رئيس مركز مسارات للدراسات، لـ"العهد" الإخباري: "تحيي الأمّة وشرفاؤها في كلّ سنة هذا اليوم العظيم، وهو عيد المقاومة. وبالمناسبة، فإنّ هذا التاريخ جامع أيضًا لليوم العالمي لإفريقيا". ويضيف محدثنا: "وإذا كانت المقاومة قد سطّرت، ولا تزال تسطّر، أرقى مظاهر الإباء والشرف دفاعًا عن كرامة الأمّة وحقّها في الوجود أمام أعتى قوى الاستكبار والاستعمار، فإنّ أشقاءها على امتداد العالم وفي قارة إفريقيا يحيون بدورهم الذكرى السنوية لليوم العالمي لإفريقيا. إفريقيا الناهضة، الثائرة، المتمرّدة، المقاومة لمظاهر التبعية والاغتراب والإلحاق، تنفض غبار الذلّ والعبودية".
وقال العلوي: "إنّها مناسبة نحتفي بها إكرامًا لشهداء وزعماء وقادة عظام، وعلى رأسهم سماحة العشق الأكبر، شهيد الأمّة السيّد حسن نصر الله، قدّس الله ثراه، وثُلّة من المجاهدين في مختلف ساحات المواجهة للمشروع الصهيو-أميركي وأدواته الرجعية في المنطقة".
درس حضاري
وتابع العلوي بالقول: "وبهذه المناسبة العظيمة، فإنّنا في مركز مسارات للدراسات نحييها بعقد ندوة فكرية وحلقات عن الدرس الحضاري من هذا العيد، أي عيد الشرفاء، وعيد الإباء، وعيد التحرّر الحقيقي الجامع للأمّة وشتاتها، بل هو جامع أيضًا لكلّ شرفاء الإنسانية على امتداد الكون". وأضاف: "نعاهد المقاومة على أن نظلّ متمسّكين بوحدة هدفها وبرهاناتها على وضع حدّ لقوى الغطرسة والاستعمار، لا سيّما المشروع الصهيوني ومفرداته مثل الإبراهيمية والتطبيع، وكذلك إخلاء المنطقة من كلّ قوى الاستعمار المتمثّلة بالقواعد العسكرية الأجنبية في منطقتنا".
نصر جديد
من جهتها، أكّدت الناشطة الحقوقية والمدنية ذهبية الفاهم أنّ عيد المقاومة والتحرير يذكّر التونسيين بيوم انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي اللبنانية مهزومًا مذلولًا على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وتضيف محدثتنا: "يُذكّرنا هذا العيد بذلك النصر العظيم، وهو مقدّمة وأساس لكلّ ما جاء بعد ذلك وحتى اليوم، من سنة 2025". وتقول إنّ عيد المقاومة والتحرير يأتي هذا العام في ظرف خاص، وإن رآه البعض بشكل ما، فإنّنا نراه أيضًا في زمن ومرحلة أخرى من الانتصارات. ورغم كلّ ما حدث من فقد وخسائر، إلّا أنّنا نراه كما قلت نصرًا، حيث إنّ العدو الصهيوني لم يتمكّن مرّة أخرى من التقدّم في الأراضي اللبنانية، وإنّما فُرض عليه الانسحاب، وتحرّر الجنوب مرّة أخرى على أيدي رجال الله في الميدان".
وتتابع محدثتنا: "ويأتي هذا اليوم أيضًا بعد إنجازات في الميدان، واستحقاقات انتخابية برهنت للعالم وحدة المقاومة وقوّتها، كما عهدناها في عام 2000". وتضيف بالقول: "فعيد المقاومة والتحرير هو انطلاقة نحو النصر المؤزّر بإذن الله تعالى. ونحن في تونس نراه نصرًا ليس للبنان فحسب، وإنّما لنا وللأمّة وللإنسانية جمعاء. لذلك نحيي هذا العيد ونعتبره يومًا من أيّام الله، وسيظلّ راسخًا في الذاكرة، ومبعث فخر واعتزاز بالمقاومة التي نعتبر أنفسنا جزءًا من الإسناد الشعبي لها، كما كلّ الأحرار في العالم".
وتختم: "فعيد المقاومة والتحرير أثبت أنّ حزب الله هو المنتصر وسيظلّ كذلك".