خاص العهد

ممّا لا شكّ فيه أنّ الانتخابات البلدية والاختيارية، في محافظتي الجنوب والنبطية، اكتسبت رمزية استثنائية منذ اليوم الأول للاستحقاق في ظل التحديات التي أحاطت بها، لوجستيًا وسياسيًا وأمنيًا، بعد نجاح الجهد الذي بذلته قيادتا حزب الله وحركة أمل للفوز بعشرات البلديات بالتزكية.
"على امتداد المناطق الجنوبية، وخصوصًا في أقضية مرجعيون وبنت جبيل وصور ومدينة النبطية، حقّقت لوائح "الثنائي"، والتي حملت عنوان "التنمية والوفاء" انتصارات شبه مُطلَقة"، وفقًا للخبير في الانتخابات كمال فغالي، والذي أضاف أن:" "الثنائي الشيعي"، ممثَّلًا بحزب الله وحركة أمل، خرج رابحًا، بعدما كرّس حضوره الشعبي".
ويؤكد، في حديث لموقع العهد في هذا السياق، أن الرابحين في مقابل لوائح التنمية والوفاء، في بعض القرى، هم تحت سقف المقاومة أيضًا، مشددًا على: "التحالف القوي التي شكلته قيادتا حزب الله وحركة أمل".
أما النتائج التي انتهت إليها المبارزة البلدية الصيداوية، بحسب فغالي، فقد أظهرت أن لا أحد يملك الأكثرية في صيدا، حيث توزعت الأصوات بدرجات متفاوتة على اللوائح الثلاث. ويشير إلى أن تيار المستقبل لطالما كان لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي الصيداوي، إلا أن الانتخابات الأخيرة أظهرت تراجعًا في حضوره، فلم يتمكّن من فرض سيطرة مطلقة على المجلس البلدي الجديد، على الرغم من تلميح النائب السابقة بهية الحريري بوجود نية لخوض الانتخابات النيابية في ربيع العام 2026.
ويضيف: "على الرغم من محاولات الجماعة الإسلامية للحفاظ على وجودها السياسي، إلا أن نتائج الانتخابات أظهرت تراجعًا في نفوذها مقارنة بالاستحقاقات السابقة". ويرى فغالي أن الجغرافيا السنيّة، في بيروت وصيدا وطرابلس، مفككة انتخابيًا.
في سياق متصل، يرى فغالي أنه لم يكن هناك معركة حقيقة في منطقة جزين، لأن النتائج كانت معروفة مسبقًا، وفقًا لقوله. ويؤكد أن ميزان القوى كان واضحًا، وأن لا حظّ لحزب القوات فيها، فهم بكل الأحوال خاسرون، ولكن تجييش القوات الانتخابي وخطابها الإعلامي العالي السقف ولغة "التحدي"، في مقابل التيار الوطني الحر، جعل الخسارة تبدو كبيرة، فكانت النتيجة أن خسارتها لمعركة بلدية واحدة أعطيت أكثر من حجمها، لتتحول إلى هزيمة. ويلفت فغالي، هنا، إلى أن ذلك لا يعني أن التيار الوطني الحر حقّق انتصارًا مدويًا في جزين، بحسب تعبيره.
ختامًا، يلفت فغالي إلى أن الرابح الحقيقي والأول في الاستحقاق البلدي والاختياري هو الثنائي الوطني، فقد أثبت نفسه سياسًا على امتداد الوطن، وسط تماسك قوي ودعم شعبي شبه مطلق. كما أثبت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حضوره وزعامته شمالًا، على الرغم من الحملة التي شنها عليه حزب "القوات" اللبنانية. كما أظهرت الانتخابات خسارة كبيرة لقوى التغيير، وهذا ما تجلّى بشكل خاص في بيروت.