فلسطين

شهادات لأسرى غزة في سجون الاحتلال: نتعرّض لتعذيب شديد ومعاملة حاطّة بالكرامة
يتحدث عدد من أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال الصهيوني عن الارتكابات المروعة التي يمارسها الاحتلال ضدهم.
كشفت شهادات عدد من أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال الصهيوني عن تعرّضهم للتعذيب ومعاملة حاطّة بالكرامة الإنسانية.
وقالت "هيئة شؤون الأسرى" و"نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان مشترك الثلاثاء 27 أيار/مايو 2025، إنّ "الطواقم القانونية نفّذت خلال الشهر الحالي زيارات عدّة إلى مجموعة من معتقلِي غزة شملت الأسرى في معسكرَي "سديه تيمان"، و"عوفر" (الصهيونيَّيْن)، عكست إفاداتهم، مجدّدًا، جرائم التعذيب الممنهجة، ومستوى غير مسبوق من سوء المعاملة وأساليب الإذلال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ومحاولتهم المستمرّة لترسيخ هذه الجرائم، وتطويع كل ما هو داخل المعسكرات لتعذيب الأسرى وقهرهم".
وقال الأسير من غزة في معسكري "سديه تيمان"، ي.س: "اعتُقلتُ في تاريخ 27 كانون أول/ديسمبر 2024 من مستشفى "كمال عدوان"، وتم نقلي إلى سجن في القدس، لمدة 24 يومًا. طوال هذه الأيام كنّا مقيَّدين، تعرّضتُ للتحقيق لمدة 20 يومًا، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ4 ساعات".
وأضاف: "بعد مرور شهرَين على اعتقالي تم إحضاري إلى محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي حتى إشعار آخر، مدّة الجلسة فقط 3 دقائق فقط".
وتابع قوله: "قَبْل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي بشكل كامل، وصوّروني عبر الهاتف، ونحن محتجزون في ظروف قاسية جدًّا، فلا توجد أوانٍ للأكل. منذ أنْ حضرت إلى معسكر "سديه تيمان" بدّلت ملابسي مرّة واحدة".
بدوره، قال الأسير من غزة م. د، المعتقل منذ تشرين ثاني/نوفمبر 2024: "في بداية الاعتقال، تم التحقيق معي على مدار أيام منها 18 ساعة بشكل متواصل، تعرّضت خلالها للضرب باستمرار، ثم خضعت لتحقيق "الديسكو" (تحقيق يجري بعنف شديد) لمدة 24 ساعة. وبعد 35 يومًا على اعتقالي، تم إحضاري إلى جلسة محكمة عبر الهاتف، وأمر القاضي باستمرار اعتقالي حتى انتهاء الحرب".
وكشف الأسير م.د عن أنّ كل 25 أسيرًا يتم احتجازهم في "بركس" (منزل مؤقّت)، ويُجبَر الأسرى على الجلوس طوال الوقت، ويُمنَع الحديث في ما بينهم، والمعسكر مزوَّد بكاميرات"، مؤكّدًا أنّ "الاعتداءات والمعاملة المهينة والمذلّة، لا تتوقّف، قد تختلف وتيرتها بحسب مزاج جنود الاحتلال، فكل شيء مرهون هنا بمزاج الجنود، بما في ذلك خروج الأسرى إلى ما تُسمّى "الفورة" (الخروج إلى ساحة السجن)".
وأشار إلى أنّه "منذ 90 يومًا لم يُسمَح له بتغيير ملابسه الخارجية، ومنذ 30 يومًا يرتدي ملابسه الداخلية، وكل 5 أو 6 أسرى يستخدمون "المنشفة" نفسها عند الاستحمام، ومدّته دقيقتان".
أمّا الأسير أ.ر الذي اعتُقل يوم 27 كانون أول/ديسمبر 2025، فقال: "تم احتجازنا في مكان قريب، قضينا ليلة كاملة تحت البرد الشديد في مكان مكشوف، وأُجبرنا على ارتداء "أرواب الكورونا" البيضاء. تعرّضنا للضرب المبرح طوال مدّة اعتقالنا، ثم نُقلنا من مكان الاعتقال حتى وصلنا إلى معسكر "سديه تيمان".
وأضاف: "حتى اليوم، وبرغم مرور كل هذه المدّة، ما زلت أعاني آلامًا في الكتف والغضروف، وأتوسّل لهم من أجل إعطائي مسكّنًا، لكن من دون استجابة. وبعد 40 يومًا على اعتقالي عُقدت لي محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي لمدة غير محدودة، وأرتدي الملابس ذاتها منذ أكثر من شهر، ومدّة الاستحمام المسموح بها فقط دقيقتان".
وأردف قوله: "طوال النهار، نُجبَر على أنْ نبقى جالسين على "الأبراش" (بطانية مُثناة على الطريقة العسكرية)، ولا يُسمَح لنا بالحديث، وتوجد كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ويُمنَع علينا رفع رؤوسنا خلال الخروج إلى "الفورة"، ومن يرفع رأسه يتعرّض للإهانة والتنكيل".
بدوره، أكّد الأسير في "سديه تيمان" م.و، الذي اعتُقل وهو مُصاب يوم 29 كانون أول/ديسمبر 2024، أنّه تعرّض للضرب المبرح برغم إصابته، ويعاني من أوجاع دائمة.
من جهته، قال الأسير ي.ن: "اعتُقلتُ يوم 27 كانون أول/ديسمبر 2024، بقيت ثلاثة أيام وأنا عارٍ دون ملابس، ثم أحضروا لنا "روب الكورونا"، ثم نُقلنا إلى القدس وبقيت هناك محتجزًا لمدة 41 يومًا، بقيت خلالها معصوب العينين ومقيَّد اليدين، وتعرَّضت للضرب، وما زلت أعاني أوجاعًا صعبة، وانتفاخًا في ساقي اليسرى، ونتيجة لذلك لا أستطيع الخروج إلى "الفورة"، وأعتمد على الأسرى في تلبية حاجاتي".
من ناحيته، أشار الأسير أ.ل الذي اعتُقل في تشرين ثاني/نوفمبر 2024، إلى تعرُّضه لمعاملة صعبة وغير إنسانية، قائلًا: "عند إخراجنا إلى ساحة "الفورة"، يجبروننا على خفض رؤوسنا والخروج على شكل "قطار"، ومنذ 5 أشهر لم أبدّل ملابسي، وخلال مدّة الشتاء كانوا يستخدمون الماء البارد في تعذيبنا من خلال إجبارنا على الاستحمام به، إذ ينتهجون سياسة العقاب الجماعي".
وأضاف: "يتعمّدون تعذيب بعض الأسرى أمامنا لترهيبنا. نحن محرومون من توفير الحد الأدنى من حاجاتنا الأساسية للأسرى كفُرَش الأسنان، وحتى معجون الأسنان، وتزوَّد كل غرفة بـ"لفّة" ورق واحدة للمرحاض في اليوم، لا توجد أوانٍ بل يتم وضع لُقيمات الطعام في أيدينا من دون أوانٍ".
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد أسرى غزة الذين استُشهدوا في سجون الاحتلال ومعسكراته، منذ بدء العدوان على القطاع، ارتفع إلى 44، وهم من بين 70 أسيرًا استُشهدوا في سجون الاحتلال منذ بدء العدوان أيضًا، ولا يزال العشرات من أسرى غزة الشهداء رهن جريمة الإخفاء القسري.
وكان آخر عدد لأسرى غزة الأحياء أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال هو 1846، ولا يشمل كل أعداد الأسرى المحتجزين في المعسكرات التابعة للاحتلال.