اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي في وداع أورتاغوس.. غصّات سياديّة لا تُقال!

مقالات

مصر تسعى للحصول على مقاتلات j35 الصينية.. هل تتحضر لمواجهة
مقالات

مصر تسعى للحصول على مقاتلات j35 الصينية.. هل تتحضر لمواجهة "إسرائيل"؟

322

في الواقع، قد يجد المتابعون صعوبة كبيرة في إمكانية نجاح مصر بالحصول على سرب أو أكثر (يمكن أن يصل العدد إلى 20) من مقاتلات الجيل الخامس الصينية j35، وذلك لعدة أسباب سوف تتم الإشارة إليها في سياق هذه الدراسة، وقد يجد هؤلاء المتابعون صعوبة أكبر في أن تكون هذه الصفقة التي تسعى لها مصر، تعزيزًا لقدراتها العسكرية في مواجهة "إسرائيل"، استنادًا لإستراتيجية جديدة، ربما رأت (مصر) أنها لن تكون في غنى عنها.
 
بمطلق الأحوال، يمكن القول إن هذه الصفقة التي تسعى مصر للفوز بها، تحمل أولًا، أبعاًدا عسكرية مهمة، نظرًا للقدرات التي تتميّز بها القاذفة الصينية j35، وثانيًا، تحمل أبعادًا إستراتيجية أكثر أهمية وحساسية؛ فما هي هذه الأبعاد العسكرية والإستراتيجية؟

أولًا: لناحية الأبعاد العسكرية للصفقة: 

١ - تعتبر القاذفة j35 الصينية إحدى أهم القاذفات المقاتلة التي طورتها الصين بهدف تعزيز قدراتها الجوية من جهة، ومن جهة أخرى، بهدف خلق توازن معين بمواجهة القوّة الجوية للولايات المتحدة الأميركية، وتحديدًا بمواجهة القاذفة f35 الأميركية. 

٢ - القاذفة j35 من قاذفات الجيل الخامس، شبحية، قادرة على الإقلاع والهبوط المرن عن حاملات الطائرات الصينية، تعمل بمحركين كميزة تتفوق على f35 الأميركية، يمكن أن تحمل الذخائر وأسلحة الاشتباك داخل بدنها، مخففة بذلك البصمة الرادارية إلى أدنى مستوى، مما يزيد من ميزتها الشبحية للتخفي، ويمكن أن تحمل صواريخ جو - جو وصواريخ جو - أرض على الأجنحة، بالإضافة لما تحمله داخل هيكلها، مما يزيد من قدرتها القتالية أو التدميرية. 

كما ويمكن أن تجهز برادار AESA والذي يصعب التشويش عليه. 

٣ - في مكان ما، وحيث لا يوجد معطيات حتّى الآن عن حوادث تعرضت لها القاذفة J35، مقارنة مع معطيات مؤكدة عن الكثير من حوادث السقوط لعدد كبير من القاذفات الأميركية f35، بالإضافة لما تتميّز فيه عن القاذفة الأميركية المذكورة، يمكن القول إن القاذفة j35 ستنجح في كسر حاجز التفوق العملياتي الذي فرضته القاذفة الأميركية على مدار أكثر من عقدين من الزمن على مستوى القدرات الجوية العالمية. 

ثانيًا: لناحية الأبعاد الإستراتيجية للصفقة فيما لو اكتملت، يمكن الحديث هنا انطلاقًا من نقطتين: 

الأولى تتعلق بموقع مصر المحرج مع هذه الصفقة في مدار الصراع الدولي بين الشرق والغرب، وتحديدًا في مجال تنويع مصادر الأسلحة واصطفافات الدول المستوردة لها، خاصة أن تكون هي المستورد الأول في الشرق الأوسط لقاذفة صينية، صُنِّعَت وطوّرَت تحت عنوان كسر التفوق الجوي الأميركي، وأيضًا في ظل هذا الصراع المأزوم اليوم بين واشنطن وبكين وعلى كافة المستويات وفي كافة المجالات. 

النقطة الثانية في البعد الإستراتيجي تتعلق بمستقبل العلاقة المصرية - الصهيونية، وهل يمكن أن يكون لمصر إستراتيجية مختلفة، تذهب من خلالها لبناء وتثبيت جبهة مواجهة ضدّ "إسرائيل"؟ وما هي هذه المتغيرات التي قد تُجبر مصر على هذا الأمر خاصة في ظل اتفاقية السلام الحالية بين الطرفين؟ 

في الواقع، هناك عدة متغيرات إقليمية حصلت، يمكن أن تدفع مصر للتفكير وللعمل لإستراتيجية مواجهة "إسرائيل"، وأهمها توسيع الأخيرة مؤخرًا لمروحة الاعتداءات ضدّ كلّ الدول المحيطة بفلسطين المحتلة، أي ضدّ لبنان وسورية واليمن، وداخل فلسطين المحتلة ضدّ غزّة والضفّة الغربية، الأمر الذي تعتبر مصر من خلاله، أن موقف "إسرائيل" منها، لن يكون بعيدًا في عدوانيته عن موقفها العدائي من الدول والأطراف العربية المذكورة، خاصة أن كيان الاحتلال، ورغم اتفاقية السلام الهجينة التي أبرمها مع مصر، ما زال يعتبر شعب الأخيرة وجيشها، في خانة غير الصديق، وذلك للكثير من الأسباب العقائدية والدينية والقومية. 

 أمام كلّ هذه المعطيات، لم يعد مستبعدًا أن تكون مصر، ومن خلال رؤية واقعية ومنطقية، قد اعتبرت أن هناك حاجة ماسة لحصولها على قدرات عسكرية مؤثرة، دفاعيًّا وهجوميًّا، وتكون قد رأت أن القاذفة الصينية j35، يمكن أن تشكّل العمود الفقري لهذه القدرات المناسبة لحماية سيادتها وحدودها من عدو، لا يمكن أن يؤمن له.

المصدر : العهد
الكلمات المفتاحية
مشاركة