منوعات
فر عشرات السياح مذعورين، اليوم الإثنين، بعد أن ثار بركان جبل إتنا، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، مطلقًا عمودًا ضخمًا من الرماد البركاني في سماء جزيرة صقلية الإيطالية.
حالة من القلق والهلع سادت بين السكان والسياح في المنطقة، ففروا بسرعة من المنطقة تحسبًا لتصاعد الانفجارات وتدفق الحمم البركانية.
وأصدرت السلطات المحلية تحذيرات عاجلة للسكان والزوار بعدم الاقتراب من مناطق الخطر، وبدأت فرق الطوارئ في تأمين المناطق المحيطة وتنسيق عمليات الإخلاء.
وأكد المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين في إيطاليا أن الثوران الأخير تسبب في تدفق بركاني حطامي سريع وكثيف، ناتج على الأرجح عن انهيار جزئي في الحافة الشمالية للحفرة الجنوبية الشرقية للبركان.
وأصدر المعهد تحذيرًا جويًّا باللون الأحمر لفترة وجيزة، قبل أن يُخفَّض لاحقًا إلى اللون البرتقالي، مع استمرار مراقبة النشاط البركاني.
يذكر أن جبل إتنا يُعد أعلى بركان نشط في قارة أوروبا، ويبلغ ارتفاعه نحو 3330 مترًا، كما يتميز بأطول سجل موثق للثورانات البركانية، إذ تعود التوثيقات إلى عام 425 قبل الميلاد.
يقع البركان في جزيرة صقلية، ويغطي مساحة تبلغ نحو 1200 كيلومتر مربع، مما يجعله الأكبر بين البراكين الثلاثة النشطة في إيطاليا. ورغم أن ثورانه المتكرر قد يكون مزعجًا أحيانًا، فإنه يسهم في تشكيل الطابع الجيولوجي والثقافي الفريد للمنطقة.
كما أن النشاط البركاني المستمر يجذب آلاف السياح سنويًّا، وبسبب أهميته الطبيعية والثقافية، أعلنت منظمة اليونسكو جبل إتنا ومحيطه موقعًا للتراث العالمي في عام 2013.