اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العدوان على غزة.. شهداء في غارات "إسرائيلية" وموجة نزوح جديدة من شمال القطاع

مقالات

 الضاحية تتحول إلى أضحية في ليلة عيد الأضحى 
مقالات

 الضاحية تتحول إلى أضحية في ليلة عيد الأضحى 

128

فجأةً اكتشفت "إسرائيل" بنيةً تحتية عسكرية للمقاومة ومصانعَ طائرات مسيرة ليلة عيد الأضحى،  في عدد من الأبنية في أنحاء الضاحية، فأرسلت كعادتها  تحذيراً لإخلاء هذه الأبنية، نظراً لما تتمتع به من إنسانية ومن احترامٍ للقوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان. 

أرسل الجيش اللبناني على الفور دوريات إلى مبنيَين من الأبنية المهددة، وكشف عليهما، ليجد أن ادعاءات "إسرائيل" فارغة وباطلة، فأبلغ اللجنة الخماسية ذلك، ولكن "إسرائيل" أصرت على قصفها، واصفة الضربة بأنها ستكون غير مسبوقة منذ تطبيق وقف إطلاق النار من جانب واحد في السابع والعشرين من تشرين الأول ٢٠٢٤ . 

زحمة سير خانقة في كل أنحاء ضاحية بيروت الأبية، مواطنون على الطرقات لا يعرفون أي وجهةٍ يسلكون، في ليلة عيد تَعود فكرته الى قصة النبي إبراهيم (ع) الذي آثر أن يضحي بابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله، فافتداه الله بكبش عظيم، لتبدأ معه دورةُ حياةٍ جديدة قائمة على التضحية والإيثار والفداء، وهو ما تقرُّ به الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسة. 

وعلى وقع ذلك، يعمد الطيران "الإسرائيلي" إلى تنفيذ غارات تحذيرية، تليها غارات أدت إلى دمار عدد كبير من الشقق السكنية في عدة أماكن، جعلت أصحابها بلا مأوى كعيدية في ليلة عيد الأضحى المبارك.

رسالة ضغط بالنار أرادت "إسرائيل" أن توجهها إلى المقاومة وإلى جمهورها وإلى لبنان في ليلة عيد الأضحى، بغرض تحقيق هدفها وهو نزع سلاح المقاومة والوصول لاحقاً  إلى التطبيع. ورسالة أخرى مفادها، أن حرية الحركة التي فرضتها "إسرائيل" على لبنان كأمر واقع وبضوء أخضر أميركي، لا تقتصر فقط على الجنوب وبعض أطراف البقاع، إنما العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية بالتحديد. 

الجيش اللبناني استنكر هذا الحدث الخطير، وهدد بوقف تعاونه مع اللجنة الخماسية، لأنه يرى أن مصداقيته أمام المجتمع الدولي وخاصة أمام الدولتين الراعيتين لاتفاق وقف إطلاق النار، أصبحت مداسة بفعل إجرام "إسرائيل"، وأنه لن يرضى أن يصبح كضابطة عدلية ينفذ ما تطلبه "إسرائيل". 

قرار جريء ووطني بامتياز اتخذه العماد رودولف هيكل بإرساله الفوري للدوريات إلى الأماكن المستهدفة، للكشف عليها قبل قصفها، مبرهناً عن حس وطني عالٍ وعن تفانٍ وشجاعة لحماية أهل بلده من الإجرام الصهيوني، خاصة أن "إسرائيل" لا تحترم لا قرارات ولا اتفاقات دولية. 
 
ولا يفوتنا التنويه بموقف الجيش اللبناني لناحية تهديده بتعليق تعاونه مع اللجنة الخماسية تعبيراً عن رفضه البقاء محرجاً أمام شعبه، جراء ما ترتكبه "إسرائيل" من خروقات على الأراضي اللبنانية كافة. 

هذه اللجنة التي أصبح واضحاً أنها منحازة بشكل كامل للصهاينة ولا تعير مصلحة لبنان أي أهمية لتكون شاهد زور على ما تقوم به "إسرائيل" من عربدة واعتداءات يومية ولا تحرك ساكناً. 

الموقف الرسمي اللبناني كان على حجم مستوى الحدث، فاستنكر وشجب هذا الإجرام الصهيوني ليلة عيد الأضحى، والذي ظهر واضحاً أنه توقيت مقصود لترويع الناس وإرهابهم وتأليب الرأي العام على مقاومتهم. 

فقد أجرى فخامة رئيس الجمهورية اتصالات مكثفة مع دول القرار مستنكرًا ما تقوم به "إسرائيل" وما يسبب ذلك من إحراج للعهد أمام الشعب اللبناني. 

هذه هي "إسرائيل"، تتحفنا يوماً بعد يوم بأساليب شيطانية في ارتكاب الجرائم أمام شاشات العالم ولا من يردعها. 

التأثير الصهيوني في قرارات الدول ما زال قوياً، فقد أجبر أميركا على استعمال حق النقض "الفيتو" في التصويت على قرار وقف إطلاق النار في غزة، مبررة ذلك بأعذار صبيانية لا تنطلي على أحد. 

كما أن تراجع فرنسا وبريطانيا عن إعلان اعترافهما بدولة فلسطين يثبت ذلك. 

وزيادة في الصلافة والوقاحة المعهودة لدى هذا الكيان، أعلن مسؤولوه عن صدور قرار بالموافقة على بناء مئات المستوطنات في جبل الشيخ وفي القنيطرة وفي الجولان، ليؤكد المؤكد من أن "إسرائيل" لن تنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد رغم إعلان النظام السوري الجديد عن استعداده لـ"عقد اتفاق سلام معها". 

هذا الكيان الذي لن يتراجع عن تحريض أميركا على توجيه ضربة لإيران بإفشال المفاوضات وذلك بالضغط على الرئيس ترامب الذي وضع شرطاً جديداً على إيران يقضي بعدم السماح لها بتخصيب اليورانيوم على أرضها، الأمر الذي تعتبره إيران سيادياً بالنسبة لها لا يمكن أن تقبل به. 

جاء هذا التقلب للرئيس ترامب بعد الفضيحة التي عرضها أيلون ماسك في ما خص جزيرة "إبستين" (ليتل سانت جيمس) وثبوت أن  الرئيس ترامب كان من رواد هذه الجزيرة، وعلى علاقة ممتازة بصاحبها الشهير، والتي أراها ابتزازاً صهيونياً لرئيس أميركا، كما دأبت "إسرائيل" على فعله مع كل رئيس أميركي يعارض سياستها، وذلك بغرض إخضاعه. 

عربدة "إسرائيلية" في كل المنطقة بغطاء أميركي فاضح وصمت دولي مطبق كصمت أهل القبور.
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة