عربي ودولي

حذّر الكاتب الأميركي سكوت ماكونيل في مقال نشره موقع The American Conservative من مخاطر تدخل الولايات المتحدة، وخاصة الرئيس دونالد ترامب، كطرف مباشر في الحرب بين "إسرائيل" وإيران، مؤكدًا أن الحرب التي بدأتها "تل أبيب" لا تملك طريقًا سهلًا للخروج منها.
ورأى ماكونيل أنّ الهجمات "الإسرائيلية"، رغم عنصر المفاجأة، غير قادرة على تدمير برنامج إيران النووي، مشيرًا إلى أنّ طهران دولة واسعة ويمكنها الاستمرار بالتخصيب النووي في مواقع سرّية متعدّدة.
كذلك أضاف الكاتب أنه إذا أراد ترامب الانسحاب من الشرق الأوسط، فعلى الأرجح كان ينبغي عليه إجراء مفاوضات على غرار تلك التي أدت إلى خطة العمل المشتركة التي أبرمت خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، حيث جرى مراقبة وتقييد أنشطة إيران للتخصيب النووي.
وتابع الكاتب أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على الأرجح نسف المفاوضات الأميركية الإيرانية لفترة طويلة، جازمًا أنّ هذا كان أهداف نتنياهو. غير إنّه شدد على أنّ القرار هو في يد إدارة ترامب لتحديد ما إذا كان نتنياهو سيحصل على ما يريده من خلال "جر ترامب إلى حربه".
كما أردف الكاتب: "نتنياهو قفز إلى الظلام، إذ بدأ حرب دون نهاية واضحة، وإيران دولة كبيرة جدًا تملك من المعرفة ما يمكنها من إنتاج مهندسين نوويين محليين.. شعبية "إسرائيل" في العالم هي في أدنى المستويات، وإنّه لم يجرِ التركيز كثيرًا على هدف "إسرائيل" الأكبر جرّاء الحرب، وهو ضمان الاحتكار النووي في الشرق الأوسط. وتوقع أنّ هذا الموضوع أيضًا سيصبح موضع تساؤل متزايد وليس فقط من معسكر اليسار العالمي".
ورأى الكاتب أنّ الشيء الأكثر منطقيًا الذي يمكن أن يقوم به ترامب من أجل الولايات المتحدة هو عدم التدخل في الحرب، وأضاف: "من الخطأ غضّ الطرف عن الإخفاق الإستراتيجي الأكبر لدى "إسرائيل": وهو عدم القبول بها "كدولة طبيعية في منطقتها".
كذلك اعتبر أنّ هذا الهدف قد يكون بعيد المنال أكثر مما كان عام 1948، وإن سمعتها الدبلوماسية في الغرب هي في أدنى المستويات.
وبحسب الكاتب، نتنياهو لطالما أثبت أنّه يتقن اللعبة السياسية الداخلية "الإسرائيلية"، إلا أنه ليس واضحًا ما إذا كان إتقانه سيصمد أمام حرب غير نظامية مع بلد كبير دون نهاية في الأفق.
وفي الختام، شدّد الكاتب على أنّه يجدر على ترامب ألّا يربط مصير إدارته بمصير نتنياهو.