عربي ودولي

توالت ردود الفعل الدولية والعربية جراء العدوان الذي نفّذه العدو "الاسرائيلي" على الجمهورية الاسلامية الإيرانية، التي ردّت بدورها على الاستهداف الصهيوني لشعبها وقياداتها العسكرية ومنشآتها النووية، وأطلقت عملية الوعد الصادق 3 مستهدفة "تل أبيب" مباشرة.
المتحدث باسم الحكومة البريطانية أعلنت إن رئيس الوزراء كير ستارمر ناقش في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمليات العسكرية الجارية في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار لمعالجة التوترات الإقليمية.
وفي باريس، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الولايات المتحدة وإيران على استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، داعيًا إلى احتواء التصعيد، ومشدّدًا على ضرورة "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
كما أعلن الرئيس الفرنسي عن تأجيل المؤتمر الدولي الذي كانت فرنسا والسعودية تعتزمان تنظيمه في نيويورك بشأن حل الدولتين، مؤكّدًا أنه سيُعقد "في أقرب وقت ممكن".
وكان من المقرر أن يُجري المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة سادسة من المحادثات مع الجانب الإيراني يوم الأحد في سلطنة عُمان، ضمن الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. إلا أن الضربات التي نفذتها "إسرائيل" صباح الجمعة قلبت المعادلة، وألقت بظلالها على المسار الدبلوماسي.
من جانبه، توعد ترامب طهران قائلا: "على إيران إبرام اتفاق قبل ألا يبقى شيء"، محذرًا من أن "الضربات المقبلة ستكون أعنف".
انتهاك سيادة إيران
في المقابل، أدانت الصين بشدة الهجوم "الإسرائيلي" على الأراضي الإيرانية، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها. وخلال جلسة لمجلس الأمن، عبّر السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، عن رفض بلاده لتوسيع رقعة الصراع، محذرًا من تداعيات هذا التصعيد على مفاوضات الملف النووي الإيراني، ومؤكدًا القلق العميق من تأثيرات الهجوم على الأمن الإقليمي.
ودعت الصين رعاياها في كل من "إسرائيل" وإيران إلى توخي الحذر، ووصفت الوضع الأمني في البلدين بأنه "معقد وخطير".
العرب يتحرّكون لاحتواء التصعيد
عربيًا، تكثّفت التحركات الدبلوماسية لاحتواء التصعيد. فقد أجرى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اتصالًا بنظيره الإيراني عباس عراقتشي، أعرب فيه عن إدانة الرياض لما وصفه بـ"العدوان السافر" "الإسرائيلي"، محذرًا من أن مثل هذه العمليات تهدد جهود خفض التوتر، وشدد على أهمية تغليب الحلول الدبلوماسية.
كما أجرى ابن فرحان سلسلة اتصالات مع وزراء خارجية مصر والأردن والنرويج، بحث خلالها آخر المستجدات في المنطقة وسبل تجنب مزيد من التصعيد.
وفي الدوحة، عبّر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال اتصالات أجراها مع وزراء خارجية السعودية ومصر وسلطنة عُمان والأردن، عن "قلق بلاده البالغ إزاء هذا التصعيد الخطير"، مؤكدًا التزام قطر بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل وقف العدوان وتفادي تداعياته الكارثية.
من جهتها، أدانت مصر على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي "انتهاك سيادة الدول"، محذرة من "خطورة انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة"، وشددت على ضرورة استمرار التنسيق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وفي عمّان، جدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إدانة الهجوم "الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الأردن "لن يكون ساحة حرب لأحد"، داعيًا إلى تحرك دولي فاعل لحماية المنطقة من التدهور. كما بحث الصفدي آخر التطورات مع نظرائه في الكويت والعراق، وشددوا جميعًا على أهمية استئناف المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن البرنامج النووي.
وفي السياق نفسه، أعلن العراق تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد ما وصفه بـ"خروقات الكيان الصهيوني لأجوائه"، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
كذلك بحث حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن تداعيات الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا أن استمرار التصعيد يشكل خطرًا مباشرًا على استقرار المنطقة ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية.