اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي  الهجوم على إيران ... يستهدف روسيا والصين؟ 

إيران

الصحف الإيرانية: لماذا جُنّ الصهاينة؟
إيران

الصحف الإيرانية: لماذا جُنّ الصهاينة؟

114

اهتمّت الصحف الإيرانيّة، اليوم الاثنين (16 حزيران 2025)، بالتطوّرات الميدانيّة داخل إيران في سياق الحرب القائمة مع النظام الصهيونيّ، وحلّلت أدوات المواجهة المختلفة، من العسكريّة والاستخباراتيّة والأمنيّة والنفسيّة.

لماذا جُنّ الصهاينة؟

كتبت صحيفة قدس: "بعد مرور يومين أو ثلاثة أيّام على اعتداء النظام الصهيونيّ المشؤوم على بلادنا، بات من الأفضل شرح خلفيّة هذه المغامرة ودوافعها. لفهم الهجوم الأخير بشكل صحيح، يجب دراسة هذا العمل في سياق أوسع، ليس فقط بصفته مغامرة عسكريّة، بل لكونه جزءًا من مشروع متعدّد الأبعاد لاحتواء إيران. إذ خلال الأشهر الخمسة الماضية، منذ تولّي إدارة ترامب السلطة في الولايات المتّحدة، كان هدف العدوّ إضعاف عناصر القوّة الإيرانيّة والقضاء عليها تدريجيًّا. بدأ هذا البرنامج بالتركيز على البرنامج النوويّ للجمهوريّة الإسلاميّة. كانت رغبتهم أن تتخلّى إيران طواعيّةً عن هذا المشروع، أي إجبارنا على إغلاق برنامجنا النوويّ بأيدينا من خلال الضغط في طاولة المفاوضات. لكن الجمهوريّة الإسلاميّة، بحكمة، لم تسمح بهذا الفرض. قبلت التفاوض، لكنها لم تدخل مرحلة الاستسلام. أظهر ما شوهد في عدّة جولات من التبادلات الدبلوماسيّة أنّ الطرف الآخر لم يكن مهتمًّا أساسًا بالمساومة، بل بفرض إرادته.

تتابع الصحيفة: "وعندما فشل هذا المشروع، فعّل العدوّ قوّته العميلة في المنطقة، أي النظام الصهيونيّ. وقد نُفّذ هجوم تل أبيب الأخير بناءً على هذا الحساب تحديدًا؛ لخلق تهديدٍ حقيقيّ يُجبر طهران على الكفّ عن مواصلة أنشطتها النوويّة.. لقد كان خطأهم في التقدير أنّ إيران، اليوم، ليست إيران السنوات الماضية. وردًّا على هذا التهديد الوجوديّ، يُقترح إعادة النظر في العقيدة النوويّة الإيرانيّة كمطلبٍ جدّيّ. افترض العدوّ أنّه إذا نفّذ هجماتٍ محدودة ومُوجّهة، فسيكون ردّ إيران مُتحكَّمًا به. من ناحيةٍ أخرى، يُدرك العدوّ جيّدًا أنّ القوّة العسكريّة لا تكفي؛ لذلك سيُركّز جدّيًّا أيضًا على الحرب النفسيّة وخلق حالٍ من انعدام الأمن الداخليّ. هدفهم هو بثّ الخوف والتوجّس والإحباط، وفي نهاية المطاف إحداث شرخٍ بين الشعب والحكومة".

في هذا الصدد؛ أكدت الصحيفة: "لكن على عكس هذا الافتراض، تشكّل اليوم في إيران إجماعٌ وتماسكٌ وطنيّان منقطعان النظير. تُظهر التصريحات الواضحة للرئيس والتنسيق الكامل بين مؤسّسات البلاد أنّ الأمّة والحكومة والنظام في صفّ واحد ضدّ هذا العدوان. ويجب الردّ على أيّ زعزعة لهذا التماسك بحزمٍ ومن دون مُهادنة. إنّ من يسعون إلى إثارة الشكّ أو الخوف أو الخلاف في هذه الظروف الحسّاسة يلعبون على وتر العدوّ، عن علمٍ أو بغير علم".

كيف غيّرت إيران المعادلة؟

كتبت صحيفة وطن أمروز: "إنّ عدوان النظام الصهيونيّ، في الأيّام الأخيرة، والرّد الحاسم والمدروس من جانب الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، يُمثّلان نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ الصراعات الإقليميّة. لم يكن هذا الحدث مجرّد صراع حدوديّ، بل كشف معادلة أمنيّة عسكريّة جديدة تحدّت عقودًا من الجهود التي بذلها الغرب، وخاصّة الولايات المتّحدة، للحفاظ على التفوّق العسكريّ المطلق لإسرائيل. ويتطلّب تحليل هذا الحدث تجاوز الإثارة الإعلاميّة، وفهمًا عميقًا للجوانب الاستراتيجيّة، وأهداف الأطراف الفاعلة، وعواقبه على مستقبل المنطقة".

وإذ أكدت أنه لا ينبغي تجاوز الفشل الأخير للنظام الصهيونيّ في عدم قدرته على التصدّي الكامل للرّد الإيرانيّ أو للخسائر الماديّ، فقد كان هذا فشلًا متعدّد الجوانب، متجذّرًا في العقيدة العسكريّة والاستخباراتيّة والسياسيّة للنظام. وقالت :" كان أكبر خطأ استراتيجيّ ارتكبته تل أبيب وأنصارها هو البقاء محاصَرين في النماذج السابقة. لقد افترضوا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة ستواصل العمل بموجب مبدأ الصبر الاستراتيجيّ وتجنّب المواجهة المباشرة. استند هذا التحليل إلى تقييمات عفا عليها الزمن، تجاهلت التغييرات الجوهريّة في القدرات العسكريّة الإيرانيّة واتّخاذ القرارات الجريئة بعد عمليّات "الوعد الصادق" السابقة.

أكملت الصحيفة: "ولم يكن الهدف الرئيسيّ لـ"إسرائيل" في هذا العدوان تحقيق هدف عسكريّ محدّد، بل استعادة الرّدع. أرادوا أن يُظهروا لإيران ومحور المقاومة أنّ تكلفة أيّ عمل ضدّ المصالح الإسرائيليّة ستكون باهظة للغاية. لكن ردّ إيران المباشر والحاسم والمخطّط له، قلب هذا المبدأ. الآن إيران هي التي حدّدت معادلة ردع جديدة: أيّ عدوان على الأراضي الإيرانيّة أو المصالح الحيويّة سيُقابل بردّ مباشر من إيران". تضيف الصحيفة مؤكدة: ""إسرائيل" التي بنت هويّتها الأمنيّة بالكامل على ترهيب أعدائها، هي الآن في وضعٍ، ولأوّل مرّة، يجب أن تخشى فيه عواقب أفعالها. وعلى الرغم من طبقات الدفاع المتعدّدة (القُبّة الحديديّة، مقلاع داود، وثاد) والمساعدة المباشرة من الولايات المتّحدة وبريطانيا وبعض الدول الأخرى، فإنّ جزءًا كبيرًا من صواريخ إيران أصاب أهدافه المحدّدة. وهذا يعكس حقيقتين رئيسيتين:

أوّلًا: عدم الكفاءة الدفاعيّة المُطلقة؛ فلا يمكن لأيّ درع دفاعيّ أن يُوفّر حصانة كاملة ضدّ هجوم مركّب (صواريخ باليستيّة، وصواريخ كروز، وطائرات من دون طيّار) مُصمّم بأساليب الخداع وتجاوز هذه الأنظمة. هذه كارثة أمنيّة للنظام الصهيونيّ، الذي لا يتمتّع بعمق استراتيجيّ.

ثانيًا، التفوّق الاستخباراتيّ النسبيّ لإيران؛ فقد صُمّمت العمليّة بطريقة ضربت أهدافًا عسكريّة وأمنيّة محدّدة بدقّة عالية، ما يدلّ على أنّ سيطرة إيران الاستخباراتيّة على نقاط حسّاسة، داخل الأراضي المحتلّة، تتجاوز تصوّرات الخصم بكثير".
 
تتابع الصحيفة: "تفتقر حكومة نتنياهو المتطرّفة والمجزّأة إلى العقلانيّة الاستراتيجيّة وهي غارقة في التنافسات الشخصيّة. كان قرار العدوان نتاجًا لمحاولة نتنياهو الهروب من الأزمات الداخليّة واسترضاء حلفائه المتشدّدين وصرف انتباه الرأي العام عن إخفاقاته في غزّة، أكثر من كونه تحليلًا للتكاليف والفوائد.. لقد أدّى هذا الافتقار إلى التوافق واتّخاذ القرارات العاطفيّة إلى خطوة غير مدروسة ومكلفة لم تُضعف "إسرائيل" فحسب، حاصرتها أيضًا في مأزق... وبخلاف الحروب في العراق أو أفغانستان، تمتلك إيران قدرات غير متكافئة واسعة النطاق لضرب المصالح الأميركيّة وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة؛ من القواعد العسكريّة الأميركيّة في العراق وسوريا وقطر والإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين، إلى ممرّات الشحن في مضيق هرمز وباب المندب، كلّها ضمن نطاق إيران المباشر أو غير المباشر. إنّ بدء الولايات المتّحدة الحرب يعني إشعال المنطقة بأكملها وفرض تكاليف اقتصاديّة وبشريّة لا تُطاق (زيادة هائلة في أسعار النفط) والتي لا يرغب أيّ رئيس أميركيّ في قبولها."

الحرب النفسيّة.. سلاح الصهاينة

كتبت صحيفة همشهري: "بدأ الصراع بين إيران والصهاينة، بشكل مختلف منذ اليوم الأوّل، مع اعتداء النظام الصهيونيّ على حدود الوطن. وكما هو متوقّع، لم يعد هناك أيّ قتال بالأيدي في هذه المعركة، وبالنظر إلى تاريخ الصهاينة، يجب توقّع استخدام أدوات الحرب النفسيّة... ولتحليل الوضع، بشكل صحيح، يكفي رصد بعض الحسابات الحقيقيّة والمزيّفة على شبكات التواصل الاجتماعيّ؛ حسابات أدت، طوعًا أو كرهًا، دورًا في الحرب النفسيّة من خلال نشر أخبار كاذبة والتأكيد على أنّ نتنياهو تجنّب قتل المدنيّين".

تابعت الصحيفة: "إنّ إلقاء نظرة على جهود الصهاينة، في الأيّام الأولى من حرب 7 أكتوبر، يُظهر أيضًا أنّ هذا النظام، في الوقت نفسه الذي بدأ فيه العمليّات العسكريّة، يُحاول استخدام أدوات الحرب النفسيّة لإضفاء الشرعيّة على هجماته وتشويه الحقيقة، ومن خلال استهداف الرأي العامّ، يُسهّل تحقيق رغباته.. في هذه الأيّام، أصبحت الأكاذيب، مثل "حقيقة" أنّ الأفراد العسكريّين فقط هم من قُتلوا في الهجمات الإسرائيليّة، وأنّه لم يكن هناك مدنيّون بين الضحايا جزءًا من هذا المشروع الإعلاميّ المُستهدف. ولهذا السبب، يجب أن نكون أكثر حرصًا في نشر الأخبار، وتجنّب قبول أيّ خبر بسهولة، يمكن أن يكون ذراعًا للحرب النفسيّة".

هذا وأكدت الصحيفة: "في هذه الأيّام، حتّى أولئك الذين انتقدوا، حتّى وقت قريب، تصرّفات السُلطات على وسائل التواصل الاجتماعيّ ومنصّاتهم الشخصيّة، قد تضافروا جميعًا لحماية الوطن.. وهناك حسابات وهميّة تُؤيّد نتنياهو؛ ففي الأيّام الأربعة الماضية، تَسلّلت بعض الحسابات المُزيّفة ومجرمو الإنترنت إلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، وحاولوا تمرير أنّه لا شهداء من المدنيّين على أنّها "حقيقة"، إلى جانب معلومات ملفّقة من وسائل الإعلام مثل "إيران الدوليّة"، والكذبة القائلة بأنّ المدنيّين لم يُقتَلوا في الهجمات الإسرائيليّة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة