عين على العدو

قال الكاتب الصهيوني في موقع "والا" أودي عتسيون: إن "مشاهد الدمار الشديد في "بات يام "جرّاء إصابة الصاروخ الإيراني يوم السبت، أثارت لدى كثيرين الخشية من أن الحديث يدور عن سلاح إيراني جديد نجح في التغلّب على منظومات "الدفاع" الجوي "الإسرائيلي"، وبالتالي تحقيق إصابة شديدة بين المدنيين"، وأضاف: "منذ بداية التصعيد الحالي، عاد الإيرانيون إلى إطلاق صواريخ باليستية على "إسرائيل"، كما فعلوا في نيسان وتشرين الأول 2024".
ينقل عتسيون عن الخبير في برنامج الصواريخ الإيراني، والباحث في ما يُسمّى تحالف الدفاع ضد الصواريخ (Missile Defence Advocacy Alliance) طال عنبر قوله: إن "الإيرانيين يطلقون صواريخ رأيناها بالفعل في الرشقتين الكبيرتين في العام الماضي، وهي صواريخ تم تطويرها وتصنيعها من قبل مصانع الحرس الثوري. المؤسسة الأمنية لم تفد حتى الآن عن أي صاروخ هو المسؤول عن الإصابة في بات يام، لكن هناك احتمال كبير أن يكون أحد هذه الثلاثة: عماد، خيبر شكان، وحاج قاسم".
صاروخ عماد
وأدرج عنبر مواصفات صاروخ عماد، فبيّن أنه "صاروخ باليستي عُرض فقط في العام الماضي. التجديد الأساسي فيه هو كونه صاروخ مناور، أي أن رأسه الحربي لا يطير في مسار باليستي تم تحديده عمليًا لحظة إطلاقه، بل يستطيع أن يناور بعد دخوله الغلاف الجوي، بهدف خداع الرادارات التي تتبعه والصواريخ الاعتراضية التي تُطلق لاعتراضه"، وتابع: "لصاروخ عماد مدى يبلغ نحو 1,700 كيلومتر، ما يتيح إطلاقه على "إسرائيل" من عمق إيران، وهو يعمل بالوقود السائل، مما يتطلّب تعبئة طويلة وحساسة قبل الإطلاق، لتجنّب التآكل الذي يسببه الوقود والمؤكسدات. في المقابل، فإن محرك الوقود السائل يتمتع بكفاءة طاقوية عالية، ممّا يجعل الرأس الحربي للصاروخ ثقيلًا نسبيًا، بوزن 750 كغم".
صاروخ "خيبر شكان"
وعن صاروخ "خيبر شكان"، أشار عنبر إلى أنه "صاروخ جديد نسبيًا أيضًا، كُشف عنه عام 2022. سُمي باسم معركة خيبر عام 629 التي انتصر فيها المسلمون على يهود كانوا يعيشون في واحة قرب مدينة المدينة في السعودية. للصاروخ مدى 1,500 كلم، وكان الأول لدى إيران الذي يعتمد على الوقود الصلب، والذي لا يتطلّب تعبئة معقّدة قبل الإطلاق. ويُقدّر وزن رأسه الحربي بـ 500 كغم. الصاروخ مزوّد برأس حربي كبير نسبيًا، وبقدرات مناورة مستقلة تُعتبر جيدة. فضل مصمموه قدرات المناورة على حساب زيادة مقاومة الهواء؛ عندما يدخل الصاروخ مجددًا إلى الغلاف الجوي للأرض، فإنه يقلل من سرعته ويناور باستخدام أجنحته، مستغلًا أبعاده الكبيرة، ما يجعل من الصعب اعتراضه عبر أنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية، مثل مقلاع داوود الإسرائيلي أو باتريوت الأميركي.
صاروخ "حاج قاسم"
في ما يخصّ صاروخ "حاج قاسم"، لفت عنبر إلى أنه صاروخ جديد نسبيًا وسريع، يصل إلى سرعة 12,000 كم/س، وله مدى 1,400 كلم ورأس حربي يزن 500 كغم. كُشف عنه عام 2020، وسُمي باسم قاسم سليماني الذي كان قائد فيلق القدس الإيراني وأدار القتال ضد "إسرائيل"، وقتلته الولايات المتحدة".
كيف نجح الصاروخ في تجاوز منظومة "الدفاع" الإسرائيلية وصواريخ "حيتس"؟
بحسب ما ورد في مقال أودي عتسيون، منظومات "حيتس" وTHAAD الأميركية المنتشرة في "إسرائيل" لا توفّر حماية مطلقة من رشقات الصواريخ الباليستية، على الرغم من أن الحديث يدور عن صواريخ اعتراضية من بين الأفضل في العالم. هي تعترض معظمها، لكن لا يمكن تحقيق نسبة نجاح 100% في الاعتراضات"، يوضح عنبر.
وإذ يسأل أودي عتسيون "هل لدى الإيرانيين ورقة سرية في مجال الصواريخ؟"، يجيب "لدى إيران صاروخ واحد لم يُطلق بعد نحو "إسرائيل": "خرمشهر". الحديث يدور عن الصاروخ الأثقل والأسرع في ترسانتهم، وهو يعتمد على صاروخ هواسونغ-10 الكوري الشمالي. صاروخ بمدى نحو 2,000 كلم، ورأس حربي يزن 1,500 كغم، وسرعة اختراق عالية نسبيًا تبلغ 14,000 كم/س. ما يزال ضمن مدى قدرات الاعتراض لدى منظومة الدفاع الجوي المعززة حاليًا في البلاد، لكن في حال أخطؤوا، فقد يسبّب ضررًا جسيمًا جدًا".
ويوضح عتسيون أن لدى الصاروخ "نظام ملاحة يسمح له بتصحيح مساره وهو خارج الغلاف الجوي، وبالتالي لا يعتمد على التوجيه النهائي الذي يمكن تعطيله من خلال أنظمة الحرب الإلكترونية. يُعتبر الصاروخ ذا دقة عالية (قادر على إصابة نقاط محددة)، ويتمتع بقدرة مناورة عالية جدًا نسبيًّا مقارنة بصواريخ أخرى في نفس الفئة، كما أن رأسه الحربي قادر على النجاة من درجات حرارة مرتفعة".