عين على العدو

كاتب صهيوني: نتنياهو أسوأ إستراتيجي في تاريخ "إسرائيل"
دعا أوريئل ديسكل إلى "الإطاحة بنتنياهو الآن".
قال الكاتب في موقع "واللا" الإخباري الصهيوني، أوريئل ديسكل، إنّه برغم عمل أستوديوهات القنوات الرئيسة على مدار الساعة، فإنّ هناك نُدرة كبيرة في النقاش حول "الصورة الكبرى، فيُناقشون كل شيء ما عدا الأمر المهم حقًّا: بنيامين نتنياهو هو أسوأ إستراتيجي في تاريخ "إسرائيل".
وأوضح الكاتب، في مقال نُشر على الموقع، أنّ "(الإعلاميين الصهاينة) يتحدّثون عن مليون موضوع وموضوع، لكنْ ليس عمّا يراه العالم بأسره ونحن لا نراه (أين ضرب الإيرانيون؟)، ولا عن القرارات الإستراتيجية التي اتّخذها من يشغل منصب رئيس الوزراء بالتناوب طوال عقدين".
وتابع قوله: "لنبدأ بنظرة إستراتيجية تليق بأيّ نقاش عن القيادة. قررت حكومة "إسرائيل" خوض حرب بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، هدف "مشروع وصحيح"، مضيفًا: "لا يجوز السماح لحكم إسلامي بالتسلُّح بالأسلحة النووية"، مستدركًا بالقول: "لكنّ خوض هذه الحرب في الوضع الحالي للدولة التي تعاني من حرب استمرّت سنة ونصف سنة، هو خطأ استراتيجي".
ولفت الانتباه إلى أنّ "هذا لا يهم رئيس الوزراء، المسؤول عن الإستراتيجية "الإسرائيلية" خلال عقد ونصف عقد الماضيَيْن"، معتبرًا أنّ نتنياهو "هو أسوأ إستراتيجي شغل منصب رئيس وزراء "إسرائيل"، وهذه حقيقة وليست رأيًا".
على سبيل المثال، بحسب الكاتب، فإنّ "الحرب مع إيران بدأت في الواقع، لأنّ نتنياهو نفسه دفع (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب إلى إلغاء الاتفاق (الجيّد) الذي وقّعه (الرئيس الأميركي الأسبق) باراك أوباما مع السلطات الإيرانية"، مضيفًا: "الآن، دون دعم من العالم الغربي والعربي، لا تملك "إسرائيل" فرصة لتدمير البرنامج النووي الإيراني. من الممكن تأخير المشروع، لكنْ من دون دعم الغرب والدول العربية، من شِبه المستحيل القضاء عليه".
ونبّه وفق قوله إلى أنّ "الإنجازات العسكرية المذهلة في إيران، مهما كانت، لن تساوي شيئًا إذا لم نحقّق إنجازًا دبلوماسيًا"، قائلًا: "مشكلتنا الكبيرة هي أنّ من يُفترض به أنْ يُحقّق لنا هذا الإنجاز الدبلوماسي هو الشخص نفسه الذي يعارض الإنجازات الدبلوماسية، لأنّها قد تقصّر عمر حكومته. وهذا يقودنا إلى السؤال: لماذا لا يساعدنا أحد؟".
وأضاف: "حاليًا، بسبب الحرب في غزة التي كان يجب إنهاؤها باتفاقات دولية مع الدول العربية والولايات المتحدة وأوروبا لكنّها لم تنتهِ فقط بسبب اعتبارات سياسية لرئيس الوزراء، بسبب هذه الحرب أصبحت "إسرائيل" من أكثر الدول المكروهة في العالم الغربي والعربي".
وبيّن ديسكل أنّ "إسرائيل" بقيادة نتنياهو، و(وزير "الأمن القومي" الصهيوني) إتمار بن غفير و(وزير المالية الصهيونية) بتسلئيل سموتريتش، مكروهة جدًا، ودمّرت صورتها كدولة تسعى إلى الحياة وتعمل على حماية "الشعب اليهودي"، حتى أنّه لم يعد بالإمكان الاعتماد على دعم فوري من الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب".
ووفق الكاتب، فإنّ "هذا أيضًا خطأ إستراتيجي فادح من نتنياهو. وفي المستقبل، من الصعب التنبُّؤ بما سيحدث عندما يتولّى ديمقراطي الحكم بعد نتنياهو الذي من خلال أفعاله وخطاباته المتمرّدة ضد الديمقراطيين وقراراته، جعل وجود "إسرائيل" مسألة خلافية في الكونغرس الأميركي".
وأردف ديسكل قائلًا: "لذا، نحن الآن "عالِقون" في حرب مع إيران، تُكلّفنا مئات القتلى والجرحى "الإسرائيليين" كل ليلة، وتُشِلّ الاقتصاد المحلي، وتُدار (إذا كان يمكننا قول ذلك) بواسطة وزير "أمن" أحمق، عُيّن فقط لأسباب سياسية من قِبَل رئيس الوزراء الذي اعترف أمام حاخام غير صهيوني بأنّه أقال وزير "الأمن" ورئيس الأركان السابقين، لأنّهما عارضا قانون التهرّب من التجنيد الذي يضمن استمرار "الحكومة".
وفي حين شدّد الكاتب على أنّ "بنيامين نتنياهو هو أسوأ إستراتيجي في تاريخ "إسرائيل"، ذكَر أنّ رئيس حكومة الاحتلال "قد يكون أيضًا من أسوأ "القادة" في تاريخ البشرية. "قائد دولة ديمقراطية" يحوّلها إلى ديكتاتورية دينية بحكم الواقع. قائد بنى جيشًا للأعداء من الجنوب. قائد قطع علاقاته مع العالم الغربي والليبرالي. "قائد" دمّر قيمة "الدولة" التي هو مسؤول عنها. قائد يختبئ في ملجأ بينما العدو يهاجم شعبه. "قائد" يأخذ الفضل في كل عمل عسكري ناجح، ذلك الجيش الذي يعاني من خلافات معه منذ سنوات".
ودعا ديسكل إلى "إطاحة نتنياهو الآن"، إذ كان يجب أنْ يُطاح به ــ وفقًا للكاتب ــ "منذ أنْ قُدّمت ضدّه مذكّرات اتهام عن قضايا فساد خطيرة. وهنا شيء آخر لا يُناقش تقريبًا في الأستوديوهات".
وختم ديسكل مقاله بالقول: "يجب عزله (نتنياهو) لأنّه رئيس وزراء غارق في التحقيقات، ولا يملك تفويضًا شعبيًا وأخلاقيًا لاتّخاذ قرارات حاسمة بهذا القدر في "إسرائيل"". لأنّ هناك خشية، ليست بلا أساس، من أنّه سيتّخذ قرارات على أساس مصلحته الشخصية للبقاء السياسي وليس على أساس المصلحة الوطنية، لأنّه في حال أزمة خاصة، عميقة جدًّا".